بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى الاستقلال

بيان ذكرى الاستقلال

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي:

تطل علينا الذكرى التاسعة والعشرون لإعلان الاستقلال، ولا يزال شعبنا يواصل كفاحه الوطني، ويجترح كل يوم مآثر جديدة من البطولة والشجاعة والمقاومة منقطعة النظير، على امتداد مساحة الوطن، وفي مواقع اللجوء والشتات، لم يثنه عن ذلك، وعن وتطلعه لتحقيق حلمه في العودة والحرية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، على أرض وطنه، كل صلف وعنجهية وإرهاب العدو الصهيوني كما إرهاب القوى الظلامية التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان. فجذوة النضال المتقدة لم ينضب معينها، ومخزون البذل والعطاء والتضحية مستمر ويعطي من مداد الدم والمعاناة والآلام زخم ثوري لا يتوقف، ما دام العدو الصهيوني جاثم على أرضنا الفلسطينية. فشعبنا الباسل الأبي أكد وفي كل مراحل الصراع مع هذا العدو على يقظته وحيويته وعظمته وقدراته وطاقاته الكبيرة، التي كان يطلقها في مواجهة العدو الصهيوني ومخططاته واستهدافه الممنهج لحقوق وأهداف شعبنا، وكانت إحدى محطات هذه المواجهة، الانتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987، التي جاءت تعبيرًا واضحًا وصريحًا عن نضج الحالة الشعبية، وتلاحمها الوثيق بين الداخل والخارج الفلسطيني، لتكون الانتفاضة آنذاك قولًا وفعلًا محطة نوعية جديدة في مسار النضال الوطني الفلسطيني، حيث رفعت شعارها الخالد: الحرية والاستقلال، وليكون إعلان الاستقلال أحد ثمارها الرئيسية.

أبناء شعبنا المعطاء:

لقد كان إعلان الاستقلال استجابة للتطورات الذاتية والموضوعية التي فرضتها الانتفاضة آنذاك، على طريق استمرار النضال بكافة أشكاله السياسية والشعبية والعسكرية للوصول إلى تحقيق هذا الإعلان وتطبيقه واقعاً على أرض فلسطين، ولم يكن بالنسبة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريح لأي جهة لتوظيفه في سياق برنامجها الخاص، القائم على التفاوض مع العدو، وشق مسار لها في نهج التسوية المستمرة فصولها.

إن تأكيدنا ذلك، هو بمثابة مطلب ودعوة لأن تكف القيادة الفلسطينية عن سياسة استجداء الحقوق ورهنها بما ستنتجه المفاوضات الثنائية بالرعاية الأمريكية، حيث جاءت التجربة المحققة، لتؤكد فشل هذا المسار، وسقوط كل الأوهام التي بنيت عليه، بل نؤكد أن هذا المسار أضر بشكل فادح بالحقوق والأهداف الوطنية الفلسطينية، وعليه، فإننا نجدد دعوتنا للقيادة الفلسطينية، بضرورة مغادرة نهج التسوية والمفاوضات وكل ما ترتب عليه من اتفاقات والتزامات.

ونحن على أبواب انعقاد جلسات الحوار الوطني في القاهرة، التي يأتي انعقادها بعد أيام معدودة من ذكرى إعلان الاستقلال، نتوجه إلى كل قوى وفصائل شعبنا المتحاورة، بالدعوة إلى تكريس جهدها الرئيسي لبحث سبل وآليات إنهاء الانقسام ونتائجه، وصولًا لإنجاز وحدة وطنية تعددية شاملة، تمهد لبناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية، وبالأخص منها منظمة التحرير، على أساس برنامج وطني تحرري وحدوي، يلتف حوله شعبنا، ويشكل ناظم لنضالنا الوطني على طريق إنجاز دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.

عاش يوم إعلان الاستقلال رمزًا لنضالنا وكفاحنا الوطني المستمر

المجد للشهداء.. والحرية للأسرى.. والنصر لشعبنا

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الاعلام المركزي

14/11/2017