النص الكامل لكلمة عضو المكتب السياسي الرفيق جميل مزهر في مهرجان انطلاقة حماس

النص الكامل لكلمة القوى الوطنية والإسلامية التي ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر في مهرجان انطلاقة حركة حماس في غزة:

 

 الأخ المجاهد إسماعيل هنية " أبو العبد"   المحترم

رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس"

الأخ المجاهد يحيى السنوار " أبو إبراهيم" المحترم 

رئيس حركة المقاومة الإسلامية " حماس " في قطاع غزة

الأخوة أعضاء المجلس التشريعي

الأخوات والأخوة قيادة وكوادر وأعضاء حركة المقاومة الإسلامية " حماس".

الأخوات والأخوة قادة وممثلو القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات والأعيان والمخاتير

جماهير شعبنا المحتشدة

إنه من دواعي فخرنا أن نشارككم اليوم في هذا المهرجان الجماهيري الحاشد الذي تقيمونه تجديداً لعهد الوفاء لوصايا الشهداء والاستمرار على نهج المقاومة والتضحيات، وصولاً للأهداف الوطنية التي خطّها شعبنا بدماء أبنائه وتضحيات رجالاته وقادته...هذا المهرجان الذي يتزامن مع حراك قومي ووطني وأممي تمسكاً بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين وقبلة لكل الثوريين وأحرار العالم.

أتوجه لكم باسمي وباسم القوى الوطنية والإسلامية  ومن خلفنا جماهير شعبنا في الوطن والشتات بخالص التهنئة بهذه المناسبة الوطنية لحركة فلسطينية مقاومة شكّلت إضافة نوعية لمسيرة نضال شعبنا على مدار ثلاثين عاماً جنباً إلى جنب مع فصائل مقاومة شعبنا،  حيث قدّمت حماس خلال هذه المسيرة خيرة قادتها وأبنائها في خدمة أهدافنا الوطنية التحررية، فحجزت مكاناً ثابتاً لها في سجل الشرف الفلسطيني لا يمكن لأي أحد تجاهله، وكانت دوماً ورغم هذه التضحيات الكبيرة تمتلك القدرة على تجديد دمائها، وبناء ذاتها، وميكانيزمات بقائها واستمراريتها.

وفي هذا المقام وفي ظل هذه المناسبة الوطنية العزيزة علينا جميعاً اسمحوا لي أن أوجه تحية فخر واعتزاز إلى كوكبة طويلة من قادة وشهداء الحركة أستذكر منهم الشيخ المؤسس الجليل أحمد ياسين الذي يعتبر رمزاً من رموز نضال شعبنا، والذي كان  مثالاً للصلابة والاستقامة والزهد والساعي الدؤوب للوحدة الوطنية، فأخذ مكانته عن جدارة بين قادة شعبنا العظام أبو عمار وأبوعلي مصطفى وفتحي الشقاقي وجورج حبش وعمر القاسم وأبو العباس وسمير غوشة وسليمان النجاب وجهاد جبريل وأبو عطايا وقائمة طويلة من الشهداء..كما أنبتت هذه النبتة الوطنية الأصيلة القادة الشهداء عبد العزيز الرنتيسي – إبراهيم المقادمة- سعيد صيام – إسماعيل أبو شنب – الجمالين جمال منصور وجمال سليم... وقادة القسام الأوائل والحاليين من صلاح شحادة ويحيى عياش وعماد عقل وأحمد الجعبري والمحمودين المبحوح وأبو هنود.. ومحي الدين الشريف ورائد العطار ومحمد أبو شمالة وقائمة طويلة من الشهداء.

الحشد الكريم،،،

إننا نعيش لحظات سياسية مفصلية ومصيرية في الساحة الفلسطينية، فلم تكن التطورات الإيجابية على صعيد المصالحة خلال الأشهر الأخيرة والأمل الذي تدفق لأهلنا بعد طول انتظار ومعاناة وألم هي التطور الوحيد، فأحداث جسام فلسطينية ودولية وإقليمية أثرت وتؤثر بفلسطين، ابتداءً بالقرار الأمريكي للأحمق ترامب بخصوص القدس، والذي جاء ليؤكد من جديد على عداء الولايات المتحدة الأمريكية لشعبنا كما لكل الشعوب المقهورة والمستضعفة في العالم، هذا القرار الذي جاء في إطار المحاولات الأمريكية المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية، وضمان أمن الاحتلال واستمراريته عبر ما يُروج له من حديث عن صفقة القرن والإجهاز على ممكنات وطاقات الأمة بحروب صفرية وتغذية نعرات طائفية واثنية لا هدف لها سواء الإجهاز على الجيوش وتفتيت الشعوب، وتمكين الرجعية العربية وحلفاء العدو الصهيوني من رقاب العباد والبلاد في الوطن العربي.

الحشد الكريم،،،

إننا في القوى الوطنية والإسلامية ونحن ندرك أهمية وخطورة هذه اللحظة المصيرية على مجمل مشروعنا الوطني، فإننا نؤكد على التالي:

أولاً: من قلب الحصار... غزة المقاومة والشموخ والكبرياء... نبرق بتحية الإجلال والإكبار لجماهير شعبنا في الوطن والشتات، وبالقلب منهم أهلنا في مدينة القدس، ولشعوبنا العربية وأحرار العالم الذين انتفضوا غضباً ورفضاً للقرار الأمريكي الأحمق، مجددين لهم الدعوة بالاستمرار وتنظيم الصفوف استعداداً لمعركة الكرامة والحرية.... معركة القدس عاصمتنا الأبدية ودرة التاج القومي والإسلامي.

ثانياً: ستبقى القدس قبلة الأمة وأحرار العالم عاصمتنا الأبدية، فقد أرادوا من هذا القرار أن ينطلقوا في مسيرة إنهاء مشروعنا الوطني وتصفية قضيتنا العادلة، ونريدها كما أرادها العالم وشعوبنا العربية بداية النهاية لمشروعهم الامبريالي الاحتلالي المتمثل في دولتهم المزعومة.

ثالثاً: إننا في القوى الوطنية والإسلامية نرى بالقرار الأحمق للرئيس " ترامب" بخصوص مدينة القدس بمثابة إعلان حرب على شعبنا وحقوقه. وهنا ندعو لعقد اجتماع قيادي وطني عاجل يضم الأمناء العامين للفصائل الوطنية والإسلامية للاتفاق على استراتيجية وطنية تقود نضالاتنا وتوحد طاقاتنا وتفتح خياراتنا باتجاه انتفاضة شعبية شاملة لمواجهة القرار الأمريكي وكافة المخططات التي تستهدف قضيتنا وهويتنا وثوابتنا الوطنية.

رابعاً: القدس في حدقات العيون... صورة تكثف جوهر الصراع مع هذا العدو الغاصب وحلفائه في المنطقة والعالم، فما جرى ويجري يدعو السلطة إلى الكف والتوقف عن رهانات التسوية واستخلاص الدروس والعبر من سنوات طويلة وعقيمة لم تجلب لشعبنا سوى الخراب والدمار والانقسام. وهنا ندعو الرئيس أبومازن إلى ترجمة خطابه في القمة الإسلامية إلى إجراءات وأفعال صادمة للاحتلال بالتحلل من اتفاقيات أوسلو والخلاص من التزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية، وسحب الاعتراف بدولة ارتكبت أبشع الجرائم بحق شعبنا ولا زالت تحتل أرضه وتدنس مقدساته وتذبح أطفاله وتحاصر شيوخه ونسائه، فهذا الموقف الفلسطيني يمكن أن يشكّل حافزاً قوياً للعرب وغيرهم لسحب الاعتراف بالكيان الصهيون؛ فالوقت من دم والتاريخ لا ولن يرحم.

خامساً: نوجهه إلى قيادة وجماهير حركة حماس... واصلوا هجوم المصالحة... لا تترددوا... استعيدوا الوحدة ... تمسكوا باتفاقات المصالحة وسنواجه معاً أي محاولات لتعطيلها... ونحن في القوى الوطنية والإسلامية شكّلنا لجنة وطنية لمتابعة ومراقبة تنفيذ اتفاق المصالحة، ولن نسمح بالارتداد عنها، كونها الخيار الوحيد لاستعادة الوحدة وحماية المشروع الوطني وتخفيف معاناة شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة التحديات.

سادساً: إن تمكين الحكومة يتحقق بتمكين المواطن من حقوقه المدنية والحياتية والوظيفية، وعليه فإننا نجدد موقفنا بضرورة العودة عن خطيئة الإجراءات والعقوبات المفروضة على القطاع فوراً، وحل الأزمات العالقة، فهذا القطاع جزء من شعبكم ناضل وقدّم التضحيات الجسام من أجل الوطن، ولا يستحق منكم سوى حياة كريمة تليق بمستوى وحجم تضحياته.

سابعاً: إن ترتيب البيت الفلسطيني بحاجة لعقد مجلس وطني جديد بمشاركة حركتي حماس والجهاد، ليكون بمثابة الهيئة التمثيلية المقررة والجامعة لشعبنا، والتي من خلالها نواجه التحديات موحدين بعيداً عن الاستئثار والتفرد بالقرار، بما يساهم في توحيد وتفعيل مؤسسات وطاقات شعبنا في الوطن والشتات، وفي تشكيل جبهة مقاومة موحدة قادرة على إشعال الانتفاضة واستمرار المقاومة على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة وقادرة على إيقاع أشد الألم والخسائر بهذا العدو الصهيوني المجرم.

 

الحشد الكريم،،،

ونحن نحتفي بهذه الحركة الوطنية ليس عيباً من حركة حماس أن تقف في محطات مفصلية لتقييم تجربتها أين أخطأت وأين أصابت فهذه شيمة الكبار، فهذا يرفع من شأنها وقدرها بين أبناء شعبنا، فقوة حماس هي قوة للجميع... تعالوا جميعاً لنتوحد ولنعلي راية الوطن خفاقة ولنجسد الوحدة الوطنية قولاً وفعلاً.. ولنمضي على درب القادة الشهداء ونواصل مقاومتنا ضد الاحتلال موحدين. ونحن على ثقة تامة بأن النصر حليف شعبنا وهو صبر ساعة.. وأن التضحيات الجسام لشعبنا لم ولن تذهب هدراً وأنها ستعبّد طريق العودة والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كل شبر من فلسطين وعاصمتها القدس الأبدية الموحدة.

وفي الختام، نتوجه إلى جماهير شعبنا وجماهير حماس وفتح والشعبية والجهاد والديمقراطية والحزب وكل الفصائل والنقابات والاتحادات الشعبية وقطاع المرأة والشباب بالمشاركة الواسعة والحاشدة في مليونية جمعة الغضب غداً، والتي أعلنت عنها لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية غضباً من أجل مدينة القدس، ورفضاً للقرار الأمريكي بخصوصها.

عاشت انطلاقتكم الثلاثون... المجد للشهداء والحرية للأسرى

وإننا حتماً لمنتصرون ..

القوى الوطنية والإسلامية – قطاع غزة