شعبنا ينتفض لإحياء يوم الأرض الخالد

حجم الخط

انطلقت المسيرات الجماهيرية اليوم الجمعة في العديد من المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وذلك إحياءً للذكرى الـ42 ليوم الأرض الخالد، للتأكيد على تمسك شعبنا بأرضه.

القدس

أدى عشرات الآلاف من المواطنين صلاة اليوم الجمعة في المسجد الأقصى، بعد أن أعلنت القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات المقدسية النفير العام، لمنع الاحتلال من تنظيم مهرجان تهويدي ضخم بمنطقة القصور الأموية الملاصقة بجدار المسجد الأقصى الجنوبي، للتدريب على ذبح قرابين "البيسح" العبري.

ومنذ الصباح الباكر دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية من عناصر وحداته الخاصة ومن قوات ما تسمى "حرس الحدود" إلى وسط مدينة القدس، وتحديدًا في الشوارع والأحياء المتاخمة لسور القدس التاريخي، لمنع إقامة أي فعاليات في ذكرى يوم الأرض.

غزة

وفي قطاع غزة، استشهد اثني عشر مواطنًا، منذ ساعات صباح الجمعة، في مختلف مناطق قطاع غزّة، أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى، فيما أصيب أكثر من 1100 آخرين.

والشهداء هم: عبد القادر مرضي الحواجري، وعبد الفتاح واجد عبد النبي، محمود سعدي رحمي، إبراهيم أبو شعر، ومحمد كمال النجار، وجهاد فرينة، وحيد نصر الله أبو سمور، محمود أبو معمر، محمد أبو عمر، أحمد أبو عودة. وقد ارتقى سبعة منهم في خلال مشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى، فيما ارتقى الخامس فجر اليوم، إثر قصفٍ مدفعي. كما استشهد كل من ساري وليد أبو عودة، و حمدان اسماعيل أبو عمشة، في قصف مدفعي شرق بلدة بيت حانون.

رام الله والبيرة

وفي رام الله والبيرة، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق نتيجة قمع قوات الاحتلال الصهيوني لمسيرة في قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، لمناسبة ذكرى يوم الأرض، وتنديدًا بإعلان ترامب، ورفضًا لقرار الاحتلال الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي القرية لصالح شق طريق استيطاني يربط المستوطنات المقامة على أراضي قرى شمال غرب رام الله في تجمع استيطاني كبير.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.

وعند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سليمة خرجت عقب صلاة الجمعة، لإحياءِ ذكرى يوم الأرض وتعبيرًا عن رفضهم وغضبهم من إعلان ترامب بشأن القدس المحتلة.

وأطلق الاحتلال الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع اتجاه المشاركين، ما أدى لإصابة عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق، وقامت قوات الاحتلال برش المواطنين والشوارع والمركبات بالمياه العادمة.

وفي قرية بدرس غرب رام الله، أصيب شابان برصاص "التوتو"، إضافة إلى العشرات بحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت بين جيش الاحتلال وأهالي القرية، التي حولت إلى ثكنة عسكرية.

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة في القرية، وتمركز القناصة على أسطح المنازل، بهدف قمع التظاهرة التي ينظمها أهالي القرية للجمعة الـ13 على التوالي رفضا لإعلان ترامب، وإحياء لذكرى يوم الأرض الخالد.

نابلس

أما في  نابلس، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية في قرية قصرة جنوب شرق المدينة، وتوجهت إلى المنطقة المهددة بالمصادرة، لزراعة الأشجار فيها.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات الاختناق، كما منعت المواطنين من زراعة الأشجار، فيما شهدت المنطقة تواجدًا مكثفًا لجيش الاحتلال والمستوطنين.

بيت لحم

وفي بيت لحم، شارك عشرات المواطنين، ونشطاء في مقاومة الجدار والاستيطان، اليوم الجمعة، في مسيرة سلمية خرجت في قرية الولجة غرب المدينة، في ذكرى يوم الأرض الخالد.

وانطلقت المسيرة التي شارك فيها نشطاء أجانب، ودعت إليها ائتلاف شبابي بيت لحم الولجة، من أمام المدخل الرئيس للقرية، وصولا إلى جبل "رويسات" جنوب غرب القرية، والمهدد بالاستيلاء عليه لأغراض استيطانية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية واليافطات التي كتب عليها عبارات تؤكد التمسك بالأرض وعدم التفريط بها.

الخليل

وفي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال شابين أثناء محاولتهما الدخول إلى الحرم الإبراهيمي الشريف لأداء صلاة الجمعة.

كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، في محيط شارع الشهداء، استخدم خلالها الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين، الذين توجهوا للاعتصام أمام مبنى الزعتري الذي استولى عليه المستوطنون.

وكثفت قوات الاحتلال من تواجدها في محيط الحرام الإبراهيمي، وأعاقت أداء المواطنين صلاة الجمعة، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، كما اعتدت على الطواقم الصحفية ومنعتهم من التغطية.

قلقيلية

واندلعت مواجهات عنيفة في قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية، عقب انطلاق المسيرة الأسبوعية السلمية في القرية، في الذكرى الـ 42 ليوم الأرض، وتنديدًا بإعلان ترامب القدس المحتلة عاصمة للكيان، وللمُطالبة بفتح الشارع الرئيسي للقرية المغلق منذ العام 2003.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية عند مدخل القرية، ونصب كمائن بين أشجار الزيتون في محاولة لاعتقال الشبان.

الداخل المُحتل

أما في الداخل الفلسطيني المُحتل، وفي مدينة سخنين داخل أراضي عام 1948، انطلقت مسيرة حاشدة شارك بها المئات من أبناء المدينة، إحياءً لذكرى يوم الأرض الخالد.

وجابت المسيرة شوارع مدينة سخنين، ورفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني، مرددين الهتافات والشعارات الداعية للتمسك بالأرض، والتحمت المسيرة بمسيرات أخرى مشابهة انطلقت من قرى دير حنا وعرابة البطوف، تخليداً لذكرى الشهداء.

كما نظم الأهالي وعائلات الشهداء في سخنين زيارة للنصب التذكاري للشهداء الذين ارتقوا في يوم الأرض، ووضعوا إكليلاً من الزهور عليه، فيما نصب الأهالي خيمة لإقامة الفعاليات والعروض المسرحية والتمثيلية التي تعكس المحطات التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية، بدءا من النكبة والنكسة والانتفاضتين.

كما وأحيت جماهير شعبنا يوم الأرض الخالد، بمسيرات حاشدة انطلقت في مثلث يوم الأرض الخالد (سخنين، وعرابة البطوف، ودير حنا).

يُشار إلى أنه في مثل هذا اليوم من آذار 1976 انتفض أبناء شعبنا بأراضي 1948، في هبّة جماهيرية ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها دولة الاحتلال الصهيوني، وتمخض عنها ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".

وانطلقت أحداث هذا اليوم، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

وكان الرد الصهيوني عسكريًا شديدًا على هبة "يوم الأرض"، باعتبارها أول تحدٍ، ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، حيث دخلت قوات معززة من جيش الاحتلال مدعومة بالدبابات، والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، موقعة شهداء، وجرحى بين صفوف المدنيين العزل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص شرطته.