مناسبة الأول من أيار ....عن العمال والفقراء في الوطن العربي

حجم الخط

يقدر إجمالي القوى العاملة في الوطن العربي عام 2017 بحوالي (126) مليون عامل، ونسبة العاطلين عن العمل منهم حوالي 15% أو ما يعادل 1,890 مليون عامل X معدل الاعالة 4 أفراد للاسرة = 7,560 مليون نسمة ، بالاضافة إلى حوالي 30 مليون عامل دخلهم الشهري أقل من 200$ للأسرةX 4 أفراد = 120 مليون نسمة، أكثر من 90% منهم داخل البلدان العربية غير النفطية (مصر/ السودان/ اليمن/ الأردن / فلسطين / المغرب / تونس/ الصومال) وإذا أضفنا المشردين من العراق وسوريا بسبب تفاقم الصراع الدموي الطائفي، الذين يزيد عددهم عن 15 مليون نسمة، يصبح مجموع الافراد الذين يعيشون دون خط الفقر المدقع في البلدان العربية غير النفطية 124 مليون نسمة ، بنسبة 32.2% من مجموع سكان الوطن العربي البالغ عام 2017 (385) مليون نسمة ، في حين ان نصيب الفرد السنوي من الدخل في السعودية والخليج يتراوح بين 140 ألف دولار للفرد في قطر و 80 ألف دولار في امارات الخليج و 30 ألف دولار في السعودية، مقابل 1737 دولار سنوياً للفرد في الضفة الغربية وقطاع غزة وأقل من ثلاثة آلاف دولار للفرد في مصر وأقل من ألف دولار في السودان والصومال . 

هذه الحقائق تستدعي تفعيل النضال السياسي الديموقراطي والطبقي الاجتماعي لتحقيق اهداف الثورة الوطنية الديمقراطي الكفيلة باسقاط أنظمة الاستغلال والاستبداد والتبعية والتخلف عموماً وفي ما يسمى بالسعودية والخليج العربي خصوصاً حيث بلغ مجموع الناتج المحلي الاجمالي في السعودية والخليج لعام 2017 ما يزيد عن 1100 مليار دولار بنسبة 40% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي العربي الذي يبلغ في نفس العام (2,757) مليار دولار تتوزع على حوالي 18 دولة عربية تضم أكثر من 350 مليون نسمة.

أتوجه في هذه المناسبة بالتحية والتقدير إلى جماهير الفقراء من الكادحين وكل المضطهدين العرب الذين قدموا بتضحياتهم ونضالهم ضمانات حقيقية تؤكد على استمرار عملية التغيير الديمقراطي ، ولم يقطفوا ثمار تضحياتهم بسبب ضعف وتفكك أحزاب اليسار وغياب رؤيتها والياتها الوطنية التقدمية الديمقراطية ...ولهذا السبب استطاعت الحركات الدينية الاسلاموية والليبرالية الهابطة من فلول الأنظمة ومن خارجها ان تركب أمواج حراكهم الثوري العفوي وقطف ثماره ... لذلك لا بد من استمرار معترك النضال الوطني والطبقي من اجل استكمال مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية واثقين من انتصارها، خاصة وأن أسباب نضالها التحرري السياسي المجتمعي لن تتلاشى أو تزول، بل ستتراكم مجدداً لتنتج حالة ثورية نوعية، تقودها جماهير العمال والفلاحين الفقراء وكل الكادحين والمضطهدين جنبا إلى جنب مع القوى الديمقراطية، المدنية ، العلمانية واليسارية لكي تحقق الأهداف التي انطلقت من أجلها...

كل عام وعمال وفقراء وكادحي الوطن العربي بخير وقوة يسيرون بخطى واثقة على طريق نضالهم الثوري ضد كل قوى الاستغلال والاستبداد والفساد حتى تحقيق انتصارهم الحتمي ..... المجد لشهداء الحركات والقوى الثورية العربية من العمال والفقراء ولكل شهداء الثورة العربية في فلسطين وكل أرجاء الوطن العربي.