أصوات خليجييه في مرحلة الانحطاط السياسي العربي الرسمي

حجم الخط

في ظل انحطاط الواقع السياسي العربي حيث الغياب الكامل لأي قوة إقليمية عربية في المنطقة تأخذ على عاتقها استنهاض الأمة العربية من خلال صياغة مشروع سياسي وثقافي تقدمي في مواجهة المشروع الصهيوني الذي أصبح مشروعا أمريكيا صليبيا تم التعبير عنه بموقف واشنطن من القضايا الجوهرية للصراع العربي الصهيوني حيث تم مصادرتها وبشكل خاص قضيتي القدس واللاجئبن من بنود صفقة القرن الأمريكية التصفوية وايضا وفي مواجهة شطط وحماقة بعض النخب السياسية والثقافية العربية التي تدعو للتطبيع الكامل مع العدو الصهيوني والتنصل الكامل من القضية الفلسطينية بل وكيل التهم للشعب الفلسطيني بالادعاء بأنه هو الذي فرط في أرضه واورث الأمة قضية منذ سبعين عاما كان هو السبب في وجودها وليس الحركة الصهيونية العالمية المدعومة بالمخطط الاستعماري الغربي ؛؛ .

مرحلة من الانحطاط السياسي والثقافي والأخلاقي لم تشهدها شعوب الأمة عبر تاريخها الطويل حتي وهي ايام أن كانت مكبلة بالحكم الاستعماري البغيض الأجنبي سواء أكان على شكل سيطرة عثمانية دامت زهاء أربعة قرون كانت بغطاء العامل الديني لكن دافعه الأساسي تلبية طموحات النزعة القومية الطورانيه في الهيمنة على العالم الإسلامي أو على شكل استعمارا غريبا صليبيا مبعثه الأصولية المسيحية المعادية لسماحة مسيحية الشرق .

 زمن رديء يصبح فيه المال السياسي النفطي الخليجي هو الذي يسود على المبادىء الوطنية والقومية التحررية وعلى الانتماء الديني ايضا حيث الشرعية الدينية لمملكة ال سعود تتراجع في ظل خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني وفي ظل عدم اتخاذ موقفا حازما تجاه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني ..

 ذلك ما يصدر بين الفينة والآخرى من أصوات مبحوحة من بعض دول الخليج العربي التي أدارت ظهرها للقضية الفلسطينية حفاظا على نظمها الاستبدادية القبلية الوراثية المتخلفة من رياح التغيير تعميما لمطلب الديموقراطية ... هكذا تطالع علينا هذه الأصوات الرخيصة المأجورة العميلة المسكونة بكل مظاهر الاستلاب الحضاري في صفحات التواصل الاجتماعي الفسبوك بالدعاء في هذه الأيام المباركة التي تمر بها الأمة الإسلامية .

الدعاء بالنصر للدولة اليهودية وبالإشادة بقدرة جيشها الفاشي الدموي القاتل للابرياء ؛؛ ترجمة عملية للواقع السياسي العربي الرسمي الذي من سمته التخاذل في نصرة القضايا الوطنية والقومية والدينية تعبر عنه نباح هذه الكلاب الضالة التي فقدت معالم الطريق الموصل الى أوكارها والسؤال في مواجهة هذه الأفواه النتنة التي تتلفظ بمفردات الحقد على شعبنا الفلسطيني الذي ساهم في نهضة كثير من الشعوب العربية بما يملكه من مهارات وطاقات في شتى أنواع العلوم والمعارف ..السؤال الذي يجب طرحه هو : أي عمالة تدفع هذه الألسنة القذرة حتى تتحدث بهذه الخسة عن شعب عربي يناضل من أجل استرداد حقوقه الوطنية سوى أنها تمثل بالفعل في الواقع السياسي العربي الراهن نموذجا صارخا وفاضحا للمستوى الأخلاقي الذي يساهم بشكل أو بآخر في إعادة عصر الجهل والتخلف القبلي بكل مظاهره الاجتماعية الذي ساد في شبه الجزيرة العربية يوم أن كان فيها حضورا طاغيا للوثنية و غيابا كاملا للعقل البشري الحضاري؟ ؟