جدل بالمغرب حول قبلات رئيس الوزراء الاسلامي لزوجة السفير الامريكي بالرباط

تثير قبلات طبعها رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بن كيران على خدي زوجة السفير الامريكي بالرباط صاموئ
حجم الخط
تثير قبلات طبعها رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بن كيران على خدي زوجة السفير الامريكي بالرباط صاموئيل كابلان اهتماما واسعا في الاوساط المغربية بين منتقد وبشدة لهذه القبلات ومن يعتبرها مسألة عادية تدخل في باب المجاملات. ووصف أحمد الريسوني، عضو مجمّع الفقه الإسلاميّ بجدة والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الاسلامية الذي يتزعمه بن كيران ’سلام عبد الإله بنكيران بالخدّين على زوجة السفير الأمريكي ورطة وفلتة عابرة لا ينبغي تكرارها’. ونشر موقع ’هسبريس’ الالكتروني مقطع فيديو صور اثناء افتتاح المعرض الدولي لصناعة الطيران بمراكش الاسبوع الماضي يظهر فيه عبد الاله بن كيران يقبل خدي زوجة السفير الامريكي. وقال احمد الريسوني ليومية ’أخبار اليوم’ أنا رأيت تلك المرأة العجوز التي سلم عليها الأستاذ بنكيران، أو بالأحرى سلمت عليه’. واعتبر أن ما وقع لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران حين قبل زوجة السفير الأمريكي بالمغرب ’ورطة’ و’فلتة عابرة لا ينبغي تكرارها، ولكن أيضا لا ينبغي تضخيمها لأن الضرورة ’تقدّر بقدرها ولا تتجاوزه’. واضاف الفقيه الريسوني ’العدالة والتنمية تحمل المسؤوليات ليغيّر ويصلح، لا ليبرّر ويُؤمّن ويقول ان هناك ضرورات وإكراهات وظروفا’. وكانت مسألة مصافحة وزراء حزب العدالة والتنمية والوزيرة الوحيدة بالحكومة المغربية محل اهتمام واسع منذ ان بدأت مؤشرات فوز الحزب بالانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي التي اهلته لتشكيل وقيادة الحكومة. وجرت تعليقات واسعة على مصافحة عبد الاله بن كيران او وزراء اخرين لنساء او مصافحة بسيمة الحقاوي وزيرة الاسرة والشؤون الاجتماعية والتضامن لرجال وقال تقرير نشر قبل ايام ان الحقاوي صافحت من اقترب للسلام عليها على هامش ندوة نظمت حول الاعلام وان الوزيرة كانت طبيعية ولم تكن متكلفة في الوقت الذي كان الرجال يهابون مصافحتها خوفا من رفضها. وقال معلقون على مقطع الفيديو إن بنكيران أخطأ عندما لم يمانع بتقبيل زوجة السفير الأمريكي، وتوجّه أحدهم له ’ما هذا يا سيد بن كيران، وأنت الذي كنت أيام الدعوة تحث الإخوان والأخوات، وتوصيهم بتقوى الله وعدم المصافحة بالأيدي، وها أنت اليوم تُقبّل أمام العجم، فلا غرابة.. لا غرابة’. واعتبر آخرون أن ما قام به بنكيران أمام عدسات الصحافة وآلات الكاميرا ليس سوى الجزء الظاهر من نفاق الإسلاميين ’لماذا تحرًمون على زوجاتكم مصافحة الرًجال، وتسمحون لأنفسكم بتقبيل نساء الآخرين؟’، فيما وصف معلق قبلة بنكيران بأنها ’ذات مرجعية إسلامية’. وقال تعليق ’نحن المغاربة لا نكف عن التعاليق الفرغة، ننسى عيوبنا ونلجأ لعيوب الناس. وأعتقد أن بنكيران لم يقصد بما تسمونه تقبيل هده المرأة الأجنبية أي إساءة ولا تنسوا أنه متزوج وله أبناء وكذلك هو أولا يسهر على مصلحة البلاد والعباد وكل واحد منا يطرح على نفسه هدا السؤال ’لو كنت مكانه ماذا برأيك ستفعل’. واعتبر الكاتب علي انوزلا ان نقاش قبلات بن كيران الى جانب قضايا اخرى طغت خلال الاسابيع الماضية يعبر عن ’تدني مستوى النقاش السياسي في المغرب والذي انحدر إلى سفاسف الأمور، وظهر لهذا النقاش منظروه ومؤطروه بل وشيوخه ومفتيه، ومشايعوه ورواده’. واضاف ’نجوم هذا النقاش شيوخ (بيولوجيا طبعا) ورجال سياسة أو هكذا يدعون. وجمهوره من الغوغاء والدهماء يخدرهم دهاة السياسة وتجارها بما بخس سعره وانحطت قيمته في سوق نخاسة الفكر وخردة السياسة’. وقال ’تصوروا أين كان مستوى النقاش وأين أصبح، عندما كان يتمحور حول الفصل بين السلط التفيذية والتشريعية والقضائية، وتحديد سقف لسلطة الملك تجعله يسود ولا يحكم، والفصل بين التجارة والسياسة، وبين السلطة والمال، وفتح النقاش حول العدالة والاجتماعية التي تعيد التوزيع العادل للثروات وتحاكم المفسدين وتعيد ما نهبوه وسرقوه إلى خزينة الشعب، وبناء دولة الحق والقانون التي يتساوى فيها الأمير والغفير، والتناظر حول الحريات الفكرية والعقيدية والفردية’.