ذكرى استشهاد الفدائي عامر الفار.. بطل عمليّة سوق الكرمل في "تلّ أبيب"

حجم الخط

تُصادف اليوم ذكرى عمليّة "سوق الكرمل" التي نفّذها الفدائي عامر عبد الرحيم الفار (18 عامًا)، من مخيّم عسكر بنابلس، وابن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى -الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أسفرت العملية التي وقعت في قلب الكيان الصهيوني "تل أبيب"، عن مقتل 4 صهاينة وإصابة أكثر من 40 آخرين، وتبنّتها الكتائب.

تفاصيل العملية

المكان سوق الكرمل المركزي وسط "تل أبيب" والزمان قُبيل ظهر يوم الأوّل من نوفمبر 2004، دخلعامر أحد المحال التجارية في السوق الذي كان مُكتظّا بالصهاينة، ثم فجّر نفسه بحزامٍ ناسف وسط جُموع "الإسرائيليين" ليتمكّن من الإجهاز على أربعةٍ منهم، وجرح عشراتٍ آخرين.

سارعت شرطة الاحتلال لمحاصرة المنطقة وتمشيطها تخوّفًا من وجود عبوّات ناسفة مزروعة في المحيط، أو فدائيين آخرين، وبحثًا عن مُشتبه بهم. في الوقت الذي اعتبر فيه مراقبون أنّ العملية تُعدّ اختراقًا أمنيًا لكلّ تدابير وإجراءات الأمن والحواجز "الإسرائيلية"، وبرهانٌ على قدرات المقاومة في الوصول إلى قلب الكيان وضربه في العُمق.

عقب العملية، اندلعت مواجهات في مناطق واسعة في الضفة المحتلة، واشتدّت وتيرتُها في مخيّم عسكر الذي حاصرته قوات الاحتلال عدّة أيام، وارتقى حينذاك عدد من الشهداء فيما جرى اعتقال عشرات الشبان.

السلطة الفلسطينية، وفور الإعلان عن وقوع عملية "سوق الكرمل" ندّدت بها واستنكرتها، وقال مسؤول ملف المفاوضات في حينه صائب عريقات إن "السبيل الوحيد لإنهاء دوامة العنف هو العودة للمفاوضات".

وفيما تُورده الجبهة الشعبية عن ابنها الشهيد عامر الفار، وعمليّته البطولية، جاء:

"الرفيق الحيّ في ضمائر كل الشرفاء عامر عبد الرحيم أحمد علي عبد الله الفار، من مواليد السادس من حزيران عام 1988، ولد في مخيم عسكر للّاجئين. انتمى للجبهة الشعبية منذ الصغر، فالتحق بصفوف منظمة الشهيد عماد المهر، وكان من الرفاق النشيطين والمُبدعين، وعمل في لجان العمل الجماهيري للجبهة، فكان عضوًا في جبهة العمل التطوعي بمخيّمه، وجبهة العمل الطلابي في المدرسة، حتى التحق بصفوف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، فكان القائد والمِقدام في انتمائِه للجبهة وكتائبها".

وعن العملية، كتبت الجبهة "في الفاتح من تشرين الثاني 2004، تحزّم رفيقنا عامر بحزامٍ أعدّه المغاوير في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، ووصل سوق الكرمل في تل أبيب، رغم كل الحواجز والتحصينات الصهيونية، حيث اجتاز الزمان والمكان ليضربهم في القلب، فكان كالبركان الذي يطلق حممه من كل الاتجاهات، قتلهم بحزامه الناسف وبجسده الملتهب، وبشظايا عظامه التي تطايرت لتنغرس في مقتلهم، زرعهم رعبًا وخوفًا سرى فيهم حتى قمّة حكومتهم الصهيونية الإرهابية".