بيان سياسي جماهيري بمناسبة (101) لوعد بلفور المشئوم صادر عن دائرة اللاجئين وحق العودة في الجبهة الشعبية

بيان سياسي جماهيري بمناسبة (101) لوعد بلفور المشئوم

صادر عن دائرة اللاجئين وحق العودة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

تحل الذكرى السنوية لوعد بلفور هذا العام وتزداد شراسة العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي لأنظمة التطبيع والتخاذل العربية اتجاه صفقة القرن التي يسعى ترامب وإدارته لتسويقها وترجمة حلقاتها على مستوى فلسطين والإقليم والأمة بهدف تأبيد المشروع الصهيوني العنصري وترسيخ وجوده التاريخي على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني.

صفقة الترامب لهذا القرن هي امتداد للمشاريع الاستعمارية التي توالت على أمتنا واستهدفت ثرواتنا ووحدتنا وأرضنا وشعبنا منذ سايكس بيكو مروراً بوعدهم المشؤوم المسمى "بلفور" وصولاً للنكبة الفلسطينية عام 1948، إلى كارثة أوسلو التي ندفع ثمن تداعياتها وطنياً وأمنياً واقتصادياً.

حيث يستغل المشروع الأمريكي الجديد حالة الهوان العربي وحالة الارتباك والانقسام الفلسطيني ليشدد من ضرباته، ساعياً إلى فرض التطبيع الشامل والاستسلام على المنطقة والإقليم.

ولعل المشهد الفلسطيني الراهن من انقسام وحصار وتراجع يشجع الكيان الصهيوني وداعميه. وما قانون القومية اليهودي الذي هو استمرار لعشرات القرارات العنصرية بحق شعبنا وحقوقه إلا دليل جديد على العنصرية الصهيونية.

هذه السياسة العنصرية لنظام الأبرتهايد أصبحت واضحة وجلية في تطبيقاتها.والتي تطال أهلنا في 48 بتقرير مصيرهم وتسعى للمضايقات والمصادرات وتقييد حركتهم ونشاطهم فوق أرضهم التاريخية، كما تسعى الإدارتين الأمريكية- الصهيونية وبصمت وتخاذل عربي رسمي من خلال التطبيع إلى ترجمة حلقات المسلسل التصفوي الذي بدأ بالقدس ونقل السفارة الأمريكية إليها، إلى استهداف قضية اللاجئين وحواملها الوطنية والقانونية من محاولات ابتزاز وإنهاء وكالة الغوث (الانروا) إلى محاولات إعادة تعريف اللاجئ ومحاولات تصفية القرار 194. وما تشهده مخيماتنا من تدمير وتهجير وتقييد حركتهم ونشاطهم وبناء الأسوار والجدران إلا أمثلة صارخة للاستهداف والأجندة التي تتضمنها رؤية ترامب للمنطقة على حساب الحقوق والمصالح العربية والفلسطينية.

إن اتضاح معالم هذا المشروع التصفوي الذي يشرع الاستيطان وينهي أوهام الحل والمفاوضات وإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس وحماية حق العودة وتقرير المصير لشعبنا.

تفرض على الحركة الوطنية وقواه الحية تشديد النضال وتطوير إبداعات شعبنا والشباب الثائر في مسيرات العودة في غزة والضفة ولنا في الحراك الشعبي المساند في أكثر من مكان ومجال ما يؤكد ادخار شعبنا وأمتنا للإمكانات الكامنة لإسقاط النسخة الجديدة لمشاريع التآمر والتصفية لما يسمى بصفقة القرن.

وبعد مرور 25 عاماً على كارثة أوسلو وملاحقه الأمنية والاقتصادية وفشل حل الدولتين وإمكانية استجداء دولة فلسطينية بالمفاوضات وعلى حساب قضايا الحل النهائي من عناوين (الاستيطان إلى القدس واللاجئين إلى الحدود والسيادة)  تفرض على المراهنين على الحل الأمريكي الصهيوني أن يغادروا أوهامهم وإجراء المراجعة الشاملة لمسارهم. بما يؤمن رسم وصياغة إستراتيجية وطنية شاملة تستعيد دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية وحمايتها من التصفية والتبديد ومحاولات خلق البدائل للتمثيل الفلسطيني الموحد.

وأولى خطوات ذلك الذهاب لترجمة الاتفاقات الوطنية المبرمة والجامعة والتي تشكل القواسم المشتركة لعموم شعبنا وحركته الوطنية.

كما يتطلب إنهاء الانقسام البغيض الجغرافي والسياسي، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا في القطاع الثائر والصامد.
إن رفض صفقة القرن عملياً تتم من خلال إعادة بناء الوحدة الوطنية الصلبة واستعادة الائتلاف الوطني الجبهوي العريض الذي يضم الجميع.

كما يستدعي التحضير لمجلس وطني توحيدي يضم الجميع وإطلاق يد المقاومة الشاملة في عموم الوطن وفي أماكن اللجوء والمهاجر وتفعيل لجان المقاطعة BDS ومحاصرة الكيان الصهيوني وفضح جرائمه وتقديم رموزه للعدالة الدولية لمحاسبتهم.

من شأن كل ما تقدم أن يعيد الالتفاف والمساندة والدعم لنضالنا التحرري الوطني الإنساني.

ويفرض معادلات وصيغ  جديدة للحل السياسي يضمن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحقوق شعبنا الكاملة والثابتة.

إن استمرار التنسيق الأمني والتبعية الاقتصادية للعدو وعدم سحب الاعتراف الرسمي من قبل المنظمة بالاحتلال الصهيوني والحديث عن هدنة وتهدئة، من شأن كل ذلك إضعاف المواجهة وتبهيتها وضرب مصداقية الحديث عن التصدي والمواجهة  لصفقة القرن التي تتسلل تطبيقاتها من بوابات الانقسام والحصار والرهان على العودة للمفاوضات العبثية.

إن اتضاح وافتضاح السياسة والقوانين العنصرية الصهيونية وانحياز الولايات المتحدة وحلفائها وأدواتها الرجعية
يحتم علينا استعادة البعد والحاضنة القومية لقضية العرب المركزية وإعادة بناء التحالفات التي تدعم استعادة الحقوق الوطنية بما يؤصل لإعادة بناء المشروع الوطني وأدواته ودمقرطة مؤسسات المجتمع الفلسطيني وهياكله ومؤسساته الوطنية وضخ دماء وقيادة جديدة تقود مرحلة النضال الجديدة.

فصراعنا مع المشروع الصهيوني كان ومازال هو صراع وجود لا تحله مفاوضات واتفاقات وتسويات مع العدو الغاصب. وحق العودة وتقرير المصير  يستغرق ويتحقق بالتحرر والتحرير والعودة إلى فلسطين التاريخية أرض الآباء والأجداد.

في الذكرى السنوية لوعد بلفور نجدد العزم لمواجهة ما يحاك لحقوق شعبنا من مؤامرات.  ولنا في مسيرات العودة والحراك الشعبي والتحام شعبنا في الضفة المحتلة وفي مناطق شعبنا في 48 وفي مواقع اللجوء والمخيمات والمهاجر ما يجدد الأمل والتفاؤل بأن الكيان الصهيوني إلى زوال مهما طال الزمن وعظمت التضحيات.

التحية لشعبنا الصامد والمرابط الذي يعمد بدمه بمسيرات العودة والدفاع عن حرمة القدس والمقدسات  وبرفض الاستسلام وصفقة القرن.

تحية للأسرى والمعتقلين في باستيلات نظام الابارتهايد الصهيوني الغاصب

تحية للجرحى وتمنياتنا لهم بالشفاء العاجل

المجد والخلود للشهداء

وإننا لمنتصرون وعائدون

دائرة اللاجئين وحق العودة

2/11/2018