مناشدات للكشف عن مصير الأسير خالد فرّاج.. وجهات حقوقية تُحمل الاحتلال المسؤولية عن حياته

حجم الخط

 

نحو شهرٍ من مُواجهة السجان الصهيوني بأمعاءٍ خاوية، بلا طعامٍ أو شراب، وحيدًا في زنازين العزل الانفرادي، وفي معركةٍ لا تراجعَ فيها ولا تسليمٍ، يُواصل الأسير الفلسطيني الشاب خالد جمال فرّاج، ابن مخيّم الدهيشة للاجئين في بيت لحم، إضرابه المفتوح عن الطعام، منذ 26 مارس 2019، ضدّ سياسات الاحتلال الفاشيّة والقمعية، في مقدمتها الاعتقال الإداري التعسفي.

وتتكتّم سلطات الاحتلال على أوضاع الأسير فرّاج، الذي وجّهت والدته، منّى فرّاج، مناشدة عاجلة، يوم أمس، طالبت فيها مختلف المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التدخل من أجل معرفة مصير ابنها، الذي يُواصل الإضراب وسط مصيرٍ مجهول.

وكشفت عائلة الأسير فرّاج تردّي وضعه الصحي، وفق ما وصلها من شهادات أسرى، سيّما بعد إقدام سلطات الاحتلال على نقله من مكان اعتقاله في سجن النقب الصحراوي، إلى منطقة لا تزال مجهولة، إذ أكّد أسرى مشاهدته في ما يُسمّى "معبار الرملة"، يوم الأربعاء 17 أبريل.

وقال أسيران إنّهما شاهدا الأسير خالد المضرب عن الطعام، بحالة صحيّة صعبة للغاية، إذ كان لا يقوى على السيْر، وخسر كثيرًا من وزنه.

ووفق شهادات الأسرى، يُعاني فرّاج، من التقيؤ بشكل متلاحق نتيجة الإضراب عن الطعام، في الوقت الذي لم يُعد جسده يتقبل تناول الماء والملح، وهذا بالتزامن مع جفافٍ أصاب كليتيْه، ناهيك عن الدوخة المستمرة وآلام الرأس والمفاصل والمعدة المتواصلة.

من جهتها، ندّدت مؤسسات حقوقية باستمرار التنكيل بالأسير المضرب خالد فراج، في ظل اعتقاله بظروف سيئة، رغم تردي حالته الصحية بشكل بالغ، إلى جانب التنكّر لمطلبه المشروع بإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي بدون تهمة أو محاكمة.

وقال مدير هيئة الأسرى والمحررين في محافظة بيت لحم، منقذ أبو عطوان، إنّ مصلحة السجون الصهيونية تتعامل مع تنقّل الأسير المضرب من سجن إلى آخر، بدون تقديم العلاج له، وسيلةً للضغط عليه لفكّ إضرابه وإرباكه، وإثارة مخاوف وقلق عائلته. مشيرًا إلى أنّ الهيئة تتابع وضع الأسير خالد عن كثب.

بدوره، لفت مدير الدائرة القانونية في مؤسسة "الضمير" المعنيّة بالأسرى، مهنّد العزّة، إلى أنّ محامي المؤسسة محمود حسان تقدّم بطلب التماسٍ إلى المحكمة العليا بدولة الاحتلال، للنظر في الوضع الصحي والقانوني للأسير المضرب خالد فرّاج.

ولا تزال "الضمير" في انتظار رد المحكمة الصهيونية على الالتماس، من أجل تحديد موعدٍ لعقد الجلسة بخصوصه.

وجرى التواصل مع مؤسسة "أطباء لحقوق الإنسان"، التي تعتزم الطلب من مصلحة سجون الاحتلال السماحَ لطاقمٍ طبيّ تابعٍ لها بمعاينة الأسير المضرب خالد فرّاج، مؤكدةً أنّ وضعه الصحّي خطير، رغم قلة الأنباء المتوفرة لديها عن وضعه، بسبب عدم تحديد موعدٍ قريب لزيارة المحامي له، فأقرب موعد تحدد يوم 30 أبريل.

أمّا المدير التنفيذي لنادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، فحمّل إدارة مصلحة السجون المسؤولية الكاملة على صحة فراج. داعيًا إلى تنظيم احتجاجات شعبية واسعة إسنادًا للأسير المضرب، وللضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنه. وذات الدعوة أطلقها الناطق باسم لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم، حسين رحال، بسياسة الإهمال المتعمدة.

والأسير خالد فرّاج مدرّس تربية رياضية، وهو معتقل إداري منذ سنة وأربعة أشهرٍ، وجدد الاحتلال اعتقاله الإداري 3 مرات، وترفض سلطات الاحتلال حتى سماع مطالبه، أو مفاوضته حولها، منذ إعلانه الإضراب يوم 26 مارس 2019.

وتواصل قوى ومؤسسات وفعاليات مخيم الدهيشة، في بيت لحم، اعتصامها المسائي للأسبوع الرابع على التوالي في خيمة الاعتصام المحاذية لصرح الشهيد، تضامنًا مع فراج والأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.

وأحيت فرقة شتات، التشيلانية من أصول فلسطينية، في وقتٍ سابق أمسية فنية في خيمة الاعتصام، قدمت خلالها عددًا من الأغاني الوطنية، تضامنًا مع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام.