بيان صادر عن جبهة العمل النقابي في الأول من أيار عيد العمال العالمي

بيان صادر عن جبهة العمل النقابي في الأول من أيار عيد العمال العالمي

يحيي عمال العالم عيد العمال العالمي الأول من أيار  متمسكين بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي دفعوا في سبيل تحقيقها ولا زالوا من دمائهم وعرقهم وآلامهم من اجل حياة حرة كريمة تليق بعطائهم ودورهم التقدمي في مسار التطور البشري وبناء الحضارات وتعميد الحرية كمفهوم شامل في مواجهة كل أشكال القهر والاضطهاد القومي والطبقي .

جماهير شعبنا عاملاتنا وعمالنا ...

نواجه اليوم صعود وتفشي ظواهر وممارسات فاشية وعنصرية تعبر عنها سياسات الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب ومن يحيط به من قوى ودول تحاول فرض أقصى درجات الهيمنة والتسلط والاستحواذ على مقدرات الشعوب وحرمانها من حقها في ممارسة حياتها على النحو الذي يخدم مصالحها وتطورها ... وتتجلى مظاهرها في الإجراءات المتخذة ضد العديد من شعوب العالم في مقدمتها الشعب الفنزويلي والفلسطيني وقضيته الوطنية عبر الدعم المطلق للاحتلال الصهيوني وتوفير كل مقومات استمراره وبقائه بعيدا عن كل القيم والأعراف الدولية والإنسانية  وشن المزيد من الحروب ضد كل الشعوب التي تعبر عن حقها في بناء كيانات مستقلة ذات سيادة .

إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إجراءات احتلالية واستيطانية وعنصرية يهدف الى تحويل حياة الشعب الفلسطيني وطبقاته الفقيرة والمسحوقة وفي المقدمة منهم عاملاتنا وعمالنا إلى جحيم لا يطاق . للنيل من إرادته وفرض الاستسلام علية والقبول بما يفرضه الاحتلال من وقائع ورؤيا تعزز استمراره  ,وهيمنة الإدارة الأمريكية وأعوانها على المنطقة العربية برمتها . وكل ذلك يتم في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني المدمر والمنهك لقوى الشعب ومبدد لمقومات صموده في ظل تعنت من القيادة الفلسطينية على السير بنفس الآليات العقيمة البائدة  من هيمنة وتفرد ورهان مقيت على منهج المفاوضات العقيمة واستمرار التمسك بكافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال  بما فيها الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية . واستمرار منهج التفرد في إدارة الشأن الفلسطيني الداخلي وتعطيل الدعوة لعقد اجتماعات الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي من شأنه أن يوحد الرؤى والاتفاق على إستراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة التحديات القائمة.

إن الأوضاع الفلسطينية القائمة باتت لا تطاق ولا تحتمل المناكفات والمماطلة والمراوغة في المكان واستمرار الرهان على وسائل واليات بائدة ثبت عقمها وفشلها . وفي الأول من أيار يوم النضال العمال العالمي الذي أكد ولا زال  بان الحقوق تؤخذ عنوة ويتم الحفاظ عليها والدفاع عنها بالنضال والكفاح الذي لا يلين أو يتوقف  فإننا ندعوا إلى :-

1-    المبادرة إلى إنهاء حالة الانقسام القائمة بدعوة الإطار القيادي الفلسطيني للاجتماع ووضع آليات عملية للتوافق على إستراتيجية وطنية تستند إلى الثوابت الوطنية الفلسطينية  (حق العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس) وقادرة على مواجهة التحديات الراهنة .

2-    ضرورة إجراء مراجعة شاملة للمسار السياسي الذي اعتمدته القيادة السياسية الفلسطينية على مدار عشرات السنوات ولم يحقق أهدافه بل استفاد منه المحتل لتوسيع الاستيطان وتعزيزه بما يهدد الوجود الفلسطيني بمجمله .

3-    ضرورة وقف العمل بكافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال والالتزام بتنفيذ قرارات المجالس المركزية والوطنية الفلسطينية المتعاقبة التي تضمنت سحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني ووقف اتفاق باريس الاقتصادي وتعزيز حملات المقاطعة ومناهضة التطبيع مع الاحتلال  فلسطينيا وعربيا ودوليا .

4-    توفير كافة الأجواء والظروف المناسبة لحرية الرأي والتعبير وحق التظاهر والدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكافة جماهير شعبنا وفي كافة أماكن تواجده.

5-    إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية القائمة والمعمول بها في كل من الضفة وغزة واعتماد سياسات اقتصادية قادرة على توفير الحد الأدنى من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وخاصة محاربة الفقر والبطالة وإعادة موضوع الحماية الاجتماعية وفي مقدمتها الضمان الاجتماعي موضع الدراسة والتنفيذ بما يوفر الحماية لعاملاتنا وعمالنا من العجز والشيخوخة وإصابات العمل وكافة إشكال الحماية الاجتماعية .

6-    ندعوا كل مكونات العمل النقابي والحركة النقابية الفلسطينية إلى ضرورة التوحد خلف برنامج وطني ونقابي قادر على استعادة مكانة الحركة النقابية ودورها الوطني والنقابي ومحاربة كل أشكال الهيمنة التفرد والفساد وحرف الحركة النقابية عن مسارها عبر محاولات توظيفها في خدمة أجندات سياسية ضيقة مما أفرغها من محتواها الطبقي والكفاحي وحولها إلى هياكل بيروقراطية .

إن الأول من أيار  عيد العمال العالمي يوم للكفاح والنضال من اجل الحق في حياة حرة كريمة تليق بالإنسان ويوم للتضامن بين عمال العالم كافة في مواجهة كل أشكال القهر والاضطهاد الطبقي والقومي .

عاش الأول من أيار عيد لعمال العالمي

عاش نضال العمال من اجل الحرية والحياة بكرامة

المجد للشهداء والحرية للأسرى  وحتما إننا لمنتصرون

جبهة العمل النقابي التقدمية

دولة فلسطين

1/5/2019