الأسير برغال يلخص محطات نضال الحركة الأسيرة في مراحل خمس

حدد الأسير المحرر مخلص برغال، محطات نضال الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية في مراحل خمس.
وقال برغا
حجم الخط
حدد الأسير المحرر مخلص برغال، محطات نضال الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية في مراحل خمس. وقال برغال خلال مشاركته في ندوة بعنوان "محطات في الحركة الأسيرة" نظمتها جمعية السوار- في حيفا لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني ان المرحلة الاولى والتي تمتد بين 1967-1971 كانت مرحله قاسيه جدا وتميزت بقلة التجربه حيث لم يكن هناك موروث نضالي وتجربه يعتمدها الاسرى وكانت تلك الفتره هي الاصعب من ناحية ظروف الاعتقال حيث كان يتم احتجاز الاسرى ظروف صعبه ولا انسانيه تشمل الاهانات والضرب ومحاولات الاذلال على سبيل المثال رش الاجساد بمادة الدي دي تي وحرق شعر الرأس والشارب قصرا واتباع نهج الضرب المبرح مع كل وجبة طعام تقدم للاسير في الاسبوعين الاولين من دخوله مركز الاعتقال محاولين بذلك كسر روح المقاتل في نفس المقاوم الفلسطيني. وأضاف: "في تلك الفتره كان يسمح للاسرى الخروج لمدة نصف ساعه يوميا الى ساحة القسم وكان يفرض عليهم السير ازواجا ايديهم خلف ظهورهم ورؤوسهم مطأطأه ويجبروا على استعمال كلمة سيدي عند توجههم الى السجان وكانوا يُمنعوا من التمدد او الاسترخاء اثناء النهار وحرموا من الفرشات حيث كانوا ينامون على قطع جلديه وحرموا من الاوراق والاقلام والكتب فقد كانوا الاسرى يجففون اوراق المرجرين او الزبده ليصبح صالحا للكتابه او استعمال اوراق السجائر ليتراسلوا فيما بينهم بواسطتها وينظموا امورهم. وأشار إلى أن الحركة الأسيرة لم تكن مبلورة في بداياتها، وواجهت العديد من الصعوبات في تنظيم امورها لاسباب عديده منها عوامل ثقافيه واجتماعيه مثل تفضيل الانتماء للمنطقه الجغرافيه او للمجموعه العسكريه عن التأطر السياسي وكذلك نتيجة دس العملاء بين صفوف المناضلين لارباكهم، ورغم ذلك تمكنت الحركة من مراكمة تجربتها وبناء ذاتها بشكل تدريجي وتصاعدي فخاضت اضرابها الاول في اواخر الستينات بسجن "كفار يونا" واضرابها الثاني في بداية السبعينات في "عسقلان" الذي سقط فيه الشهيد عبد القادر ابو الفحم نتيجة للضرب المباشر حتى الموت وقد اتبعت سلطات السجون القمعيه اسلوب ما يعرف بال" زوندا " ( انبوب مطاطي يتم ادخاله من الانف حتى المعده لادخال الغذاء عنوة في جسم المضرب بهدف كسر الاضراب) ولم يتم التوقف عن هذا الاسلوب الا بعد اضراب سجن "نفحه" الشهير والذي سقط فيه ثلاثة شهداء وهم : علي الجعفري, راسم حلاوه واسحق مراغا. أما المرحله الثانيه، التي تمتد بين الاعوام 1971-1980 فتمكنت الحركه الاسيره بحسب برغال خلال هذه المرحله من انتزاع العديد من الحقوق وتحسين شروط الحياه منها توفير الكتب والصحف وأدوات الكتابه والأوراق واستبدال القطع الجلديه بالفرشات وتحقيق بعض التحسن في كمية ونوعية الطعام، ومن جهة اخرى تمكنت الحركه الاسيره من تنظيم ذاتها داخليا الامر الذي تمثل بوجود اطر تنظيميه قويه تابعه لفصاءل العمل الوطني والتابعه لمنظمة التحرير الفلسطينيه والانتظام في نشاطات ثقافيه نوعيه تعبويه عكست نفسها على وعي المناضلين وعلى صلابتهم ومعنوياتهم وفرضت على ادارة السجون الاعتراف باللجنة الوطنيه التي كانت تشكل كهيئه عليا للأسرى وبمندوبها المعروف بممثل المعتقل. واشار بُرغال أنه في هذه الفترة كان قد فرض على الاسرى العمل الانتاجي لصالح الاقتصاد الاسرائيلي، وتضمن ذلك انتاج شبك تمويه للدبابات الاسرائيلية. وقد ناضل الاسرى من اجل الغاء هذا الفرض ونجحوا في ذلك. واعتبر أن المرحله الثالثه الممتدة بين الاعوام 1980-1993 تميزت باستمرارية أعلى من سابقاتها حيث تم تحقيق المزيد من الانجازات للاسرى من خلال نضالاتهم والتي تمثلت بتحصيل الأسِرَّه والمذياع وجهاز التلفاز فيما بعد وزيادة مدة التواجد في الساحة. وعلى الصعيد الداخلي تمكن الاسرى من تطوير انفسهم وحولوا السجون بشكل فعلي الى مدارس ثوريه خرَّجت المئات من المناضلين المصقولين ثوريا الى درجه ان مخابرات الاحتلال عزت نشوب الانتفاضة الاولى الى الكادر النضالي الذي خرجته الحركة الوطنيه الاسيرة. وأشار بُرغال، أنه حتى بداية عام 1988 شملت الحركة الوطنيه الاسيرة فصائل منظمة التحرير الفلسطينيه فقط وبعد ذلك اصبح تواجد حماس والجهاد الاسلامي في السجون يتزايد. ومن اهم محطات هذه المرحله كان الاضراب عن الطعام سنة 1992 والذي تميز لكونه أنه لأول مره تتوحد السجون في اضراب مشترك مع اختيار التوقيت السياسي المناسب (بعد مؤتمر مدريد سنه انتخابيه لدى دولة الاحتلال تحضيرات لأوسلو)، ومن اهم الانجازات اللتي انجزت في هذا الاضراب: فرض اغلاق قسم العزل القاسي اللذي عانى فيه عدد كبير من المناضلين لظروفه شديدة القسوة وعديمة الانسانية، تمديد مدة الزيارة من 30 دقيقه الى 45 دقيقه مره بالأسبوعين، السماح للأطفال بمعانقة ابائهم في الـ10 دقائق الاخيرة من الزيارة، ادخال مراوح الى الغرف، ادخال بلاطه كهربائية لتسخين الطعام، تمديد فترة التواجد في ساحة القسم الى 4 ساعات، وأمور حياتيه اخرى. وتأثرت المرحله الرابعة بين الاعوام 1993-2000 سلباً من العمليه السياسيه التي تمثلت في اتفاقيات اوسلو حيث ضعفت التنظيمات داخل السجون وترهلت بنيتها التنظيميه وسادت بين الاسرى حالة الترقب وانتظار التحرر وغلب لديهم الهم الشخصي والفردي على حساب الهم العام الامر الذي انعكس سلبا على كافة جوانب الحياة. فتقلصت النشاطات والاهتمامات الثقافية الى ادنى الدرجات لصالح الروح الاستهلاكية لدرجة ان الكثير من الكتب التي تراكمات على مدار عشرات السنين في مكتبات السجون فقدت اي اهتمام بها من قبل الاسرى وفُقد منها الكثير. المرحله الخامسة بين الاعوام 2000-2012 مع بداية الانتفاضة الثانيه لم يكن قد تبقى في السجون سوى 840 أسير لكن سرعان ما بدأت السجون تمتلئ بالمناضلين الاسرى كجزء من تداعيات الانتفاضة. حيث دخل السجون في فترة قصيرة الالاف منهم، الامر الذي انتج واقعا جديدا غير متوقع وغير مهيأ له داخل الحركة الأسيرة واستغرق الحركة وقتا طويلا نسبيا في محاولة اعادة بناء نفسها واستعادة عافيتها. وفي محاولاتها الأولى عام 2004 خاضت اضرابا عن الطعام استمر 20 يوما كحده الأقصى والذي اتضح من نتائجه السلبيه وعلى عدم قدرته على تحقيق مطالبه عدم جاهزية الحركة الاسيرة لخوض هذه المعركة، خاصة قيادة هذا الاضراب التي تشكلت من الاسرى القدامى. وعلى مدار الفترة الطويلة والى يومنا هذا تميزت هذه المرحله بعدم الاستقرار وتفكك جسم الحركة الاسيرة ووهنها وتمكن ادارة السجون من فرض حالة التفرد بين السجون والأقسام. وجاءت حالة الانقسام بين فتح وحماس لتعزز الحاله السلبيه التي تعيشها الحركة الاسيرة. وقد امعنت ادارة السجون في استغلالها لهذه الحاله وتنكيلها بالأسرى حيث قامت بسحب العديد من الانجازات التي تم تحقيقها في الاضرابات السابقة مما ساهم في استدراك الحركة الاسيرة هذه الايام لواقعها الاليم والبدء بالإعداد لخوض معركة الامعاء الخاوية لمواجهة سياسة القمع الوحشيه المتبعه من قبل ادارة السجون بحقهم. وأنهى بُرغال حديثه بقوله: "هنا لا بد من التأكيد على اهمية دور القوى السياسيه والجماهير في اسناد ودعم أسرانا وأسيراتنا في معركتهم المصيريه وذلك من باب الادراك ان معركتهم هذه لا يمكنها ان تحقق النصر بدون هذا الدور والتكافل".