في يوم الأرض الخالد.. الشعبية: توفير كل مقوّمات الصمود لشعبنا أولوية وطنية مُتقدّمة

بيان بمناسبة يوم الأرض

يا أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد..

تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض المجيد، الذي فجره أبناء شعبنا في المحتل من فلسطين عام 1948، من خلال توحدهم في مواجهة مخططات العدو الصهيوني لنهب ما تبقى من أراضٍ فلسطينية في الجليل والنقب وزرعها بالمستوطنات اليهودية على حساب سكانها الأصليين. وقد شكل هذا اليوم نقطة تحول مهمة في نضالهم دفاعًا عن وجودهم وأرضهم تعمد بدماء ستة شهداء وعشرات الجرحى والمعتقلين، ونقطة تحول في علاقتهم مع سلطات الاحتلال الصهيوني عنوانها المواجهة المستمرة لوجوده الاستيطاني والإجلائي الإحلالي.

لقد مثل يوم الأرض محطة هامة في إعادة تشكيل الوعي والهوية الوطنية الفلسطينية لأهلنا في مناطق 1948 في تلاحمها مع باقي تجمعات شعبنا الفلسطيني في داخل وخارج الوطن المحتل، وأكد أن ميدان الفعل والمواجهة الحقيقية مع المشروع الصهيوني، يكون بخوض النضال الوطني والاجتماعي بمختلف أشكاله من خارج مؤسسات المنظومة السياسية لهذا العدو، ومع وبين أبناء جماهير شعبنا.

يا جماهير شعبنا..

جاء المشروع الأمريكي – الصهيوني المسمى "صفقة القرن"؛ ليؤكد على احتدام معركة الوجود والأرض في الداخل المحتل من فلسطين عام 1948، خاصة وأن هذه الصفقة أعادت مسألة الترانسفير لأهلنا في منطقة المثلث، بعد أن كانت اتفاقيات أوسلو قد أخرجتهم من كونهم جزءًا من الشعب الفلسطيني، وكذلك من دوائر المسؤولية الوطنية بما في ذلك قضاياهم ومطالبهم الوطنية والاجتماعية، حيث تسعى الصفقة ومن خلفها العدو الصهيوني، العمل على التخلص من أكبر كتلة بشرية فلسطينية في منطقة المثلث، والسيطرة على أراضيهم ومقدراتهم، وهذا ما يتطلب -غير رفض الصفقة المُعلن-، العمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا في أراضيهم وبيوتهم، وتوفير متطلبات كل ما يعزز هذا الصمود وطنيًا واجتماعيًا. إن تعزيز صمود أبناء شعبنا في أرضهم يرقى في هذه المرحلة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لخطر التصفية الجدي، إلى أولوية وطنية تتقدم على ما عداها؛ خاصة وأن عنواني الأرض والوجود يشكلان محور رئيسي في المواجهة مع المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية والتصفوية، والتي يمكن أن تتسارع خطوات تحقيق أهدافه تلك، في ظل الاتفاق على تشكيل حكومة طوارئ، سيكون أحد أهم مهماتها استكمال تطبيق بنود "صفقة القرن". 

إن حماية الأرض والدفاع عن الوجود واستمرار النضال الوطني من أجل انتزاع حريتنا واستقلالنا وعودة لاجئينا، يتطلب أن نُشرع سريعًا بطي صفحة الانقسام وتحقيق وحدتنا الوطنية، بالاستناد إلى استراتيجية وطنية شاملة وموحدة، ركيزتها التمسك بالمقاومة بكافة أشكالها باعتبارها الخيار المجدي في إلحاق الخسائر بالعدو على طريق هزيمته وتحقيق انتصار شعبنا.

التحية كل التحية لأبناء شعبنا العظيم في الداخل المحتل عام 1948

المجد للشهداء.. والحرية للأسرى.. والنصر حليف شعبنا حتمًا

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الإعلام المركزي

28/3/2020