الأسير سائد سلامة: محاولات تصفية القضية كبيرة لكنّها ليست أكبر من حجم الأمل في صدور أبناء شعبنا

سلامة.jpg
حجم الخط

هذه المقابلة أجراها مركز حنظلة للأسرى والمحررين مع الأسير الفلسطيني سائد سلامة من داخل سجن "جلبوع" الصهيوني.

س١: رفيقنا العزيز الأسير سائد سلامة نبدأ معك هذا اللقاء بسؤالك عن أولى محطات انتماءك إلى الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين حدثنا عن هذه البداية وما الذي دفعك إلى الانتماء إلى الجبهة الشعبية؟

ج: في الحقيقة لقد ارتبط وعيي بالقضية الوطنية متزامنًا مع ارتباطي بالجبهة الشعبية فقد نشأت في أجواء وطنية ساد فيها الانحياز إلى أفكار الجبهة ورؤيتها السياسية بالطبع لم يكن ارتباطي مؤسسًا على وعي حقيقي في تلك الفترة بل كان ارتباطًا عاطفيًا متماشيًا مع الجو العام، نحن نتحدث عن بداية التسعينات ما قبل الماضي وكانت حدَّة الانتفاضة الأولى قد بدأت تخفق كنت في تلك الفترة ناشطًا في لجان المقاومة الشعبية التي يمكن اعتبارها شكلًا أوليًا من أشكال التنظيم وقد استمر نشاطي إلى منتصف سنوات التسعينات حيث كنت قد استوفيت  السن القانونية لكي أصبح عضوًا وكما هو معلوم فقد طغت عناوين التسوية السياسية أو ما يسمى بعملية السلام في تلك السنوات على المشهد السياسي وهنا أصبح الانتماء إلى الجبهة الشعبية يأخذ معانٍ مختلفة خصوصًا من ناحية سياسية حيث بدأ يتفتح لدي وعيٌ سياسي مبني على تحديد تطورات شخصية إزاء مختلف القضايا والتوجهات التي كانت تترجم على أرض الواقع وفي غمرة التطورات السياسية المتلاحقة التي باتت تظهر وحقيقة الصورة السياسية وملامحها المشوهة على لوحة ما سمي بالسلام ومع اتضاح الدور الوظيفي للكيان المستجد الذي أطلق عليه اسم السلطة الوطنية ازدادت قناعاتي رسوخًا وخصوصًا وأنني أقطن في مدينة القدس بعيدًا عن مجال سيطرة السلطة الوطنية الأمر الذي وفر لي ازديادًا في معاينة وتقدير المواقف المتعلقة بالمشروع الوطني برمته بعيدًا عن أي شكل من أشكال الامتهان أو المحاباة المزيفة.

س٢: إن ظروف العمل الكفاحي في منطقة القدس تختلف عن ظروف ومحددات مناطق الوطن الأخرى، صف لنا وضعنا في صورة الظروف التي كنت تعمل بها أنت ورفاقك في القدس؟

ج: صحيح لا أحد يستطيع أن يفهم تعقيدات العمل الكفاحي في القدس إلا إذا كان يعيش فيها، أقول ذلك لأن العمل الكفاحي في القدس له خصوصية تنبع من خصوصية الرؤية الأمنية للمؤسسة الإسرائيلية وهي رؤيةٌ تتكامل وتتضافر مع منظومات التهويد والطرد التي تتطلع بها مختلف المؤسسات الأخرى مثل الكنيست والجمعيات الصهيونية المختلفة التي تسعى جاهدةً للاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي والممتلكات في المناطق العربية إبان اعتقالي كنت أسكن في رأس العامود وهو حي من أحياء بلدة سلوان وهي المنطقة الأكثر استهدافًا والأكثر عرضةً لنشاط المؤسسات المختلفة التي ذكرتها، أذكر البدايات الأولى في فترة التسعينات بالاستيلاء على المنازل وإخراج أصحابها منها بحجة البيع وأذكر كيف كان الأمر يسير بصورة متسلسلة وممنهجة لقد كانت تلك الفترة بداية تغييرًا في الظروف القائمة خصوصًا من الناحية الأمنية فبعد أن أصبحت تلك المنازل بمثابة بؤر أمنية صارت أبسط الأعمال تتطلب منا مراعاة الإجراءات الاحتياطية التي اتخذها الطرف الآخر الكاميرات الشركات الأمنية الخاصة بالإضافة إلى عمل جهات المخابرات الذي أصبح يكثف عمله نظرًا للوضع المستجد باختصار كانت ظروف العمل صعبة للغاية وكذلك إمكانات التحرك وكان عملنا في الميدان يأخذ طابع السرعة في الغالب فمثلًا لا يوجد مصطلح مواجهات بالنسبة لنا ففي أحسن الأحوال كنا نقوم بضربةٍ على موقع معين ومن ثم تصبح الملاحقة مستهدفة عليك أن تجيدها لكي تفلت لا يمكن أن تضع اللثام على وجهك إلا عند لحظة الفعل ثم تزيله في أقرب فرصة وإذا جرى وأن أبقينا على اللثام بسبب طبيعة التحرك كان يتوجب علينا أن نضبط الوقت ونلائمه لمسافة الهروب لأننا كنا نعرف جيدًا بأن أي تأخر سوف يمكن المستعربين من الانتشار في الأماكن المختلفة لهروبنا وتجعلنا في قبضة أيديهم.

س٣: حدثنا عن مرحلة الاعتقال خاصةً أنك تمتاز بتجربةٍ اعتقالية عميقة، ما هي أهم المخططات والأحداث في تجربتك الاعتقالية؟

لقد اعتقلت في بداية انتفاضة الأقصى حيث لم يكن قد مضى على انطلاقتها سوى خمسة أشهر ولأن هذه كانت التجربة الأولى لي في الأسر فقد كان السجن عالمًا جديدًا بكل مكوناته بالنسبة لي كنت أحمل في ذهني صورةً منمطة في السجن هي ذات الصورة المرتسمة لدى الغالب العام من الناس التي تصوره بملامح إيجابية أكثر مما هو عليه الواقع لقد كنت من أوائل الأسرى الجدد الذين وفدوا إلى السجون خصوصًا السجون المركزية وكان أهم ما يميز تلك الفترة هي حالة النظام التي كانت سائدة وتفكك البنى التنظيمية وانتصارها على هيئات وظيفية تُسيّر الشؤون اليومية للأسرى الجدد لكن سرعان ما تم استدراك الأمر على صعيد تنظيم الجبهة الشعبية حيث جرى استيعابنا وفق برنامج خاص بشكله وبجوهره شكلًا من الحياة التنظيمية التي تماثل ما كان قائمًا قبل توقيع اتفاق أوسلو وهنا أود أن أشير إلى أنه حدث ما يشبه الانهيار التنظيمي لدى معظم التنظيمات داخل السجن عقب توقيع اتفاق أوسلو وساد في أواسط الأسرى الذين لم يفرج عنهم جو من الإحباط والإحساس بالخذلان بسبب ما جرى من تنازل عنهم وعلى الرغم من هذه الصورة السلبية إلا أن الواقع الاعتقالي كان ما زال يحتفظ ببناءه المؤسسات الذي يجسد مفهوم الحركة الأسيرة فقد كان هناك ممثلًا واحدًا يتحدث باسم الأسرى في السجن وكانت لجنة الحوار قائمة وتمارس عملها في عقد الاجتماعات مع الإدارة وطرح المطالب كما كانت اللجنة الوطنية فاعلة وتقوم بدورها كمرجعية عليا للتقرير في أي شأن يخص الأسرى وعدا عن ذلك كله فقد كان مستوى الامتيازات التي يتمتع بها الأسرى عالية نسبيًا مع ازدياد توافد الأسرى الجدد أصبح هناك تغيرٌ جذري في بنية الحركة الأسيرة الأمر الذي دفع بمصلحة السجون إلى اتخاذ إجراءات مضادة تمثلت بسحب العشرات من الإنجازات في تلك الفترة لم تكن الحركة الأسيرة منظمة أي من السجون خصوصًا المركزية للهجمة بالأسلوب التكتيكي وقد استمر مسلسل سحب الإنجازات على مدار عامين شرعت الفصائل في السجون في التحضير إلى الإضراب عن الطعام غير أنه تم تأجيله بسبب القمع الذى حدث في سجن عسقلان عام ٢٠٠٣ ففي تلك القمعة جرى تحطيم السجن فأصبح كل قسم يخرج ساعات على حدة على خلاف ما كان معمولًا به.

س٤: أنت من الأسرى الذين ساهموا في إثراء عدد السجون وصدرت لك مجموعة قصصيّة قصيرة بعنوان "أسرى الإرادة" حدثنا عن هذه التجربة وعن مشاريعك الأدبية الحالية؟

ج: في الواقع لم تكن الكتابة الإبداعيّة مجالًا يمكن أن ألجأ إليه لولا الأسر وعلى كل حال أنا لا أعتبر نفسي كاتبًا وهذا ليس من باب التواضع بل حقيقةً يؤكدها عدم امتلاكي للمعايير الفنية التي يستدعيها هذا الفن أو ذاك من فنون الكتابة، لقد بدأت مشواري مع الكتابة منذ الأشهر الأولى لي في الأسر كانت كتابات عفوية على شكل خواطر وبعض النثر الذي يفتقد إلى المتانة والجودة وظل هذا حالي طوال سنوات عديدة فكانت الكتابة مجرد وسيلة للتعبير عن انفعالاتي الذاتية إزاء واقع يفرض عليك العجز رغمًا قبل أن تشعر به إحساسًا أما بالنسبة لمجموعة أسرى الإرادة فهي تتكون من بعض القصص القصيرة وبعض النصوص الأدبية التي تتمحور في معظمها حول بعض التجارب الواقعية فمع الحقيقة لم يكن لدي أي نيةٍ أو مخطط للقيام بعمل من هذا النوع لولا المصادفة التي جمعتني بالأستاذ الكاتب سعيد نفاع في سجن جلبوع فكانت هذه مناسبةً لي لكي يطّلع على بعض الكتابات التي كانت بحوزتي وبعد أن لاقت استحسانه راح يحثني على كتابة المزيد وكان لا يتوانى عن إبداء الملاحظة وكتابة التعليقات التي مكنتني في النهاية من التقدم نحو إنجاز هذه المجموعة وبالعودة إلى مضمون القصص فإنها تحاول أن تصور الجانب الإنساني في حياة كل بطل من دون افتعال على ضعفه أو إغفال الجوانب السلبية في شخصيته فنحن درسنا على إظهار الأسير في هالةٍ من التقديس واستخدام لغة خطابية حين التحدث عنه، أعتقد بأن هذا خطأ فادح وأن هذا لا يخدم الواقع بشيء خصوصًا عندما نتعرض لواقع مأزومٍ مثل السجن لقد حاولت في بعض القصص أن أظهر السجن على حقيقته قدر الإمكان على الرغم من أن هذا التصوير كان يعكس صورة سلبية وينطوى على شيءٍ من الإدانة لقد تعمدت ذلك من منطق مسئوليتي إزاء الحقيقة وإزاء دوري كأسير في هذا الواقع الذي يتطلب تغييرًا جذريًا في منظوماته المختلفة أما فيما يتعلق بالمشاريع الأدبية فأنا  أُقدم حاليًا على كتابة رواية أو دعني أقول محاولة لكتابة رواية تتحدث عن تراجع القيم الاجتماعية في الواقع الفلسطيني عمومًا.

س٥: في ظل ما تواجهه القدس من تهويد وضم واستيطان، برأيك ما هو المطلوب فلسطينيًا وإقليميًا ودوليًا من أجل حماية القدس والدفاع عن أرضها وأهلها؟

ج: بدايةً أود أن أضيف تحدٍ آخر وهو الأهم حسب رأيي في سلسلة التحديات التي تواجهها القدس والمقدسيين ألا وهو الطرد، فالمقدسيون يتعرضون إلى عملية ترانسفير صامتة أو ناعمة كما يسميها البعض ولا غرابة بأن أكثر من نصف حملة الهوية المقدسية باتوا يقطنون في أماكن محيطة بالقدس أماكن لا تصنف بأنها تابعة للمدينة أو لسلطة البلدية وهم معرضون في كل لحظة لسحب هوياتهم، إسرائيل لم تتوقف أبدًا عن تهويد الأماكن في القدس ولا أريد أن أخوض في هذا الموضوع الذى بات معروفًا ولكن إذا ما نظرنا إلى ما يمارس بحق الإنسان فإن وصف ذلك بالتهويد أو الأسرلة لا ينطوي على مغالطات كبيرة، إذ أن ما يجري في حقيقة الواقع هو عملية تدمير ممنهجة للبنية الاجتماعية في كل مؤسساتها إبتداءً من الأسرة ومرورًا بالمدرسة والنظام التعليمي وانتهاءً بمنظومة القيم والعادات إنها حربٌ بمعنى من المعاني حربٌ تستهدف الديموغرافيا والوعي في آنٍ واحد ولكي أن تتخيلي حجم وماهية الوسائل المستخدمة في ظل حرب كهذه في ظاهر الأمر تبدو الممارسات على أنها نوعٌ من أنواع الاحتواء أو إعادة صياغة للوعي الجماعي ولكن هذا الأمر يظل مؤقتًا ويخدم مرحلةً معينة أما الهدف الاستراتيجي والأساسي فهو إفراغ المدينة من أهلها، أما بالنسبة لسؤالك ما هو المطلوب أولًا يجب العمل على تعزيز صمود المقدسيين والحفاظ على بقاءهم واستمرار وجودهم في المدينة وهذا يتم من خلال إيجاد ردود الفعل الملائمة والمضادة لكل ممارسات التي يبتكرها الاحتلال فعندما نتحدث عن التعاليم مثلًا لا يكفي أن نعول على المدارس في كتاب أبناءنا الثقافة الوطنية أو القيم التربوية يجب العمل على إيجاد صيغة بديلة مثل بعض الفعاليات المستمرة التي تغطي هذا الشأن وبالتالي عندما يتم إغلاق المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني ولا تخضع لوزارة المعارف الإسرائيلية فإنك عمليًا تصبح جوهر هذا الإجراء نحن نعلم أن الاحتلال يتحكم في إصدار القوانين وتطبيقها على الأرض وفي أحيانٍ كثيرة يأتي على سن هذه القوانين بعد أن يكون قد هيأ الأرضية القانونية لضمان تطبيق ما يرتئيه إذ علينا أن نبحث عن البدائل الوظيفية في حال عجزنا عن خوض المعركة على قاعدة أحقيتنا في تقرير المنهاج الخاص بنا ولكن بماذا يقتصر انتقاءنا لبعض المعلومات المعينة من مصدر واحد يجب أن نبدع في إيجاد البدائل خصوصًا إذا تعلق الأمر بالوعي أو التربية نحن نعيش أزمة قيميّة حقيقيّة ليس في القدس فحسب بل في معظم الأماكن وهذا يتطلب مواجهتها في إيجاد وسائل نفيها ثم كنا في الماضي نلجأ إلى منشور والنشرة كوسيلة للتحريض واليوم يوجد وسائل كثيرة في ظل التطور التكنولوجي والاتصالات ويمكن أن تقيم مدرسةً كاملةً في العالم لاقتراب وتقدم المادة التي تريدها وعندما نتحدث عن الجانب الاقتصادي وخصوصًا عن استهداف التجار المقدسيين يجب أولًا: فتح قنوات تواصل بينهم وبين الأماكن التي يمكن الوصول إليها مثل مناطق الداخل،

ثانيًا: يجب إنشاء صناديق لدعم استمرار بقائهم بحيث يغطي التكاليف الضريبية الباهظة التي يفرضها الاحتلال وهنا يأتي دور بعض المؤسسات التي قد تتجاوز الإطار المحلي وتكون مدعومة من الخارج، في الحقيقة لست على تماس مع الواقع ولكن أنا متأكد من أن هناك الكثير من الوسائل التي يمكن اللجوء إليها والأمر ينسحب كذلك على موضوع السكن المهم أن نُبقي على وجود الإنسان المقدسي في أرضه ومدينته، أما ما هو المطلوب إقليميًا ودوليًا فهذا أمرٌ يدخل في نطاق السياسة وقدرة الجانب الفلسطيني في حشد الرأي العام العالمي والرسمي من أجل فرض وقائع على الأرض لوضع حد للطرف الآخر وكبحه عن هدفه النهائي، أعلم بأن هذا الكلام يظل مجرد كلام إنشائي بحكم التجربة ولكن أعتقد أن تفعيل الدورين الإقليمي والدولي هو أمرٌ يتعلق بالفلسطينيين أنفسهم ولولا بؤس الأداء السياسي خلال المراحل السابقة لما أطلق الجانب الإسرائيلي العنان لنفسه في تمثيل كل الممارسات التي نشهدها على الأرض كان على الطرف الفلسطيني أن يعيد حساباته بكيفية التعامل مع المسار المأزوم لعملية التسوية المزعومة وأن يبقى مع هذا المسار عبر اتخاذ خطوات حقيقية وليس الاكتفاء بالتلويح الفارغ الذي غالبًا ما كان يكون موضع تندر حتى من أصغر الصحفيين الإسرائيليين في إشارةٍ إلى عدم الجدية بل والعجز عن إخراج تلك التهديدات إلى حيز التنفيذ فلا المجتمع الدولي ولا الدول الإقليمية سيبادرون إلى أخذ الدور الذي يجب أن تقوم به نحن في تهيئة الأرضية السياسية وفتح المجال أمامهم للعب دور مؤثر على هذا الصعيد كما أن الرهان على الدول العربية أثبت عدم جدواه فعلى الرغم من المواقف المؤلمة التي تظهر الدعم والتأييد إلا أن الكثير من هذه الدول بات يربطها مصالح مباشرة مع الكيان الصهيوني وبات من المشكوك التعويل على أدائها الفعال لا أريد أن يُفهم من هذا الكلام أنني أسقط هذا الخياران من حسابات المواجهة ولكن يجب معرفة من ضد أو مع الأصدقاء.

س٦: في الختام نترك لك المجال لتوجه رسالةً عبر موقع حنظلة إلى الخارج؟

ج: في البداية أود أن أتوجه بالتحية لكل القراء وأقول لهم كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان وأود أن أحيي صمود أبناء شعبنا أينما وجودوا خصوصًا في مدينة القدس الذين يتعرضون في كل يوم إلى مختلف أنواع التضييق والتنكيل والذين يقفون بإمكاناتهم الضئيلة سدًا منيعًا في وجه مخططات الاستيلاء والطرد، وأقول لكل قراء حنظلة الكرام من خلف القضبان أن ميلاد فجر جديد لا بد آتٍ صحيحٌ أن قضيتنا الوطنية ومشروعنا الوطني يمر في ظروف صعبة ومعقدة وصحيحٌ أيضًا أن حجم التآمر كبير ومحاولات التصفية أكبر غير أنها لن تكون أكبر من حجم واتساع الأمل الذي يعيش في صدور أبناء شعبٍ بأكمله ولن تكون أكبر من إرادتهم التي يغذيها الإيمان بعدالة قضيتهم ومشروعية كفاحهم ونضالهم وأقول لهم أيضًا ونحن مقبلون على ذكرى النكبة بأن حنظلة الرمز الكاريكاتوري إنما وجد لكي يذكرنا بالمعاني المرتبطة بالنكبة مثل اللجوء والهوية والعودة فأتمنى أن يكون حنظلة الموقع منارةً ثقافية بما يقدمه من مواد تنير عقول قراءه وتبني لديهم وعيًا وطنيًا ونضاليًا لكي يكونوا الجنود الأوفياء لقضيتهم وشعبهم.