نظمت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رفح مساء اليوم الثلاثاء مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من حي تل السلطان جابت شوارعه الرئيسية متوجهة إلى بيت الشهيد المناضل/ جبر القيق، وذلك تأكيداً على الموقف الوطني الموحد الرافض والمندد بالجريمة، ودعماً للمطلب الوطني والشعبي بتقديم قتلة الشهيد أمام محكمة ثورية، ورفضاً للعشائرية المقيتة التي تبرر الجريمة وتتناغم مع الاحتلال في أهدافه.
ورُفعت في المسيرة أعلام فلسطين وصور الشهيد المناضل القيق، وسط هتافات نددت بالجريمة وأكدت على ضرورة نيل المجرمين القتلة عقابهم على الجريمة البشعة التي اقترفوها بحق المناضل القيق.
وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية الرفيق محمد مكاوي كلمة القوى أشاد فيها بالحشود الجماهيرية التي احتشدت اليوم أمام منزل الشهيد المناضل القيق، مؤكداً أنها شَكلّت استفتاءً وطنياً وشعبياً رافضاً لهذه الجريمة، وعلى ضرورة الانتصار للعدالة الثورية في وجه جرائم الاحتلال ووكلائه، وللسلم الأهلي والوطني والمجتمعي في وجه من يحاول استحضار حرائق الماضي لحرق الحاضر والمستقبل، وانتصاراً لعدالة ومشروعية نضالنا الوطني التحرري في وجه كل محاولات الشيطنة والتجريم للنضال والمناضلين وفي وجه الخارجين عن الصف الوطني.
وأشاد مكاوي بكلمته بالشهيد المناضل جبر القيق، مشيراً أنه كان مناضلًا وأسيراً شاهداً وشهيداً تشهد له شوارع المخيم وأزقته كما سجون الاحتلال وزنازينه، ونموذجًا نضاليًا انضبط ونفذ قرارات الثورة وتوجهاتها، ومثالًا ثوريًا للشجاعة والاقدام والتسامح.
وتطرق مكاوي في كلمته إلى سعي الاحتلال الدؤوب عبر أدواته المحلية إلى تمرير مخطط خطير يستهدف وحدة النسيج الوطني والاجتماعي، وضرب واستهداف الحركة الوطنية، وزرع الفتنة بين مكونات شعبنا الفلسطيني، وإعادة الفوضى والاقتتال إلى المجتمع الفلسطيني، وبما ينعكس ذلك سلباً على المقاومة.
وأوضح مكاوي بأن القوى الوطنية والإسلامية التي جعلت من التسامح الاستراتيجي مع ذوي ضحايا الاحتلال منهجًا وسلوكًا وثقافةً أملتها مسئولياتها الوطنية والاجتماعية لا تواجه إلا المجرمين مرتكبي جريمة اغتيال المناضل الأسير الشهيد/ جبر القيق، وستبقى تلاحقهم حتى تحقيق العدالة الثورية بحق من حرض ونفذ وروج للجريمة.
وأكد مكاوي بأن القوى تنظر لمحاولات فتح ملفات ضحايا الاحتلال محاولات احتلالية هدفت وما زالت لتفجير المجتمع من الداخل وتجريم نضالنا الوطني التحرري استحضاراً لملفات تقف خلفها جهات خبيثة ومتآمرة لم ولن تجلب لروادها سوى العار، ولن تجلب للمجتمع سوى الفوضى الهادفة لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة
وشدد مكاوي بأن رفع الغطاء العشائري والقبلي عن مرتكبي هذه الجرائم أولى الخطوات العلاجية لهذه الحالات الموجهة والمنفلتة، مخاطباً عائلة الصوفي وعشائر الترابين " اليوم أنتم مطالبون كما كنتم دوماً أحرار شركاء في النضال والمقاومة برفع الغطاء عن المجرمين والتعاون الجاد لإلقاء القبض عليهم حمايةً لأمن المجتمع والسلم الأهلي الذي كنتم على الدوام أحد أعمدته وقلاعه.
وفي ختام كلمته، عاهد مكاوي الشهيد المناضل جبر وعائلته المناضلة وجميع رفاقه وأصدقائه وكل أبناء شعبنا، بأن القوى ومن ورائها جماهير شعبنا ستواصل جهودها من أجل أن ينال القتلة المجرمون عقابهم الرادع في القصاص على ارتكابهم هذه الجريمة النكراء، وسيكون الجميع على قلب رجل واحد من أجل التصدي لكل محاولات الاحتلال وأذنابه في ضرب الحركة الوطنية عبر استحضار روابط القرى، أو سيادة القوانين العشائرية على سيادة القانون وقانون الثورة الفلسطينية، مشيراً أن شعبنا وقواه واعوون جداً لهذه المخططات وموحدون من أجل إفشالها.
من جانبه، ألقى الأخ المحامي والاسير المحرر ابراهيم فضل القيق "ابو خليل" الأخ الأكبر للشهيد كلمة العائلة، توجه فيها بالشكر والتحية إلى أبناء شعبنا وممثلي القوى الوطنية والإسلامية على تنظيمهم هذه المسيرة الحاشدة، وفي دفاعهم عن قضايا الحق والعدل وعن قضايانا الوطنية، وفي مؤازرتهم ووقوفهم مع العائلة ومطالبها من أجل إحقاق العدل بالقبض على الجناة المجرمين وتحويلهم لمحكمة ثورية.
وطالب أبو خليل الأجهزة الأمنية باستمرار ملاحقتها للجناة المجرمين حتى ينالوا عقابهم، مشيداً بمناقب أخيه الشهيد المناضل جبر والذي شارك في تشييعه كل مكونات شعبنا وقواه الوطنية في جنازة جماهيرية حاشدة وملفوفاً بالعلم الفلسطيني، ومؤكداً أن قضية الشهيد المناضل جبر هي قضية كل مناضل فلسطيني.