أبو أحمد فؤاد: نحن على أبواب انتفاضة فلسطينية ثالثة إذا توفّرت الوحدة الوطنيّة

ابو احمد فؤاد
حجم الخط

قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، مساء اليوم الاثنين، إنّ "انتفاضة الأقصى كانت امتدادًا للانتفاضة الأولى التي أبدع فيها شعبنا على كافة الصعد، إذ كان هناك قيادة وطنيّة موحّدة تقود الشعب لمواجهة الاحتلال".

وأضاف أبو أحمد فؤاد خلال حديثه لقناة الميادين الفضائيّة، إنّ "الشيء المؤسف الذي نتذكّره دائمًا هو أنّ الانتفاضة الأولى كان من الممكن أن تأتي بمكاسب كبيرة لمصلحة الشعب الفلسطيني، لكن للأسف فوجئنا بأنّ النتيجة كانت اتفاقات أوسلو التي أضرت بشكلٍ كبير بمصالح شعبنا".

ولفت إلى أنّ "شعبنا أبدع في الانتفاضة الثانية بكل الوسائل والأشكال التي كانت مفتوحة في الصراع مع العدو، لأنّ هذا الشعب عظيم ولديه مخزون كبير جدًا يمكّنه من الابداع باستمرار إذا توفّرت القيادة والمرجعية الواحدة".

وأكَّد أبو أحمد فؤاد على أنّنا "اليوم نحن على أبواب انتفاضة ثالثة بغض النظر عن المصابين بالإحباط والتردد بشرط توفير كل الإمكانيات والوحدة الوطنيّة"، مُشددًا على أنّ "المرجعية الواحدة تمكّننا من منع التطاول علينا من قِبل الرجعيات العربية وإدارة ترامب والعدو الصهيوني".

وأشار إلى أنّ "الجبهة الشعبيّة ردّت على اغتيال الأمين العام الرفيق أبو علي مصطفى بتصفية وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي وكان هذا لأوّل مرّة يتم بهذا المستوى"، لافتًا إلى أنّ "تلك المرحلة هي المرحلة المشرقة في تاريخنا التي نعتز بها كثورة ومقاومة فلسطينية لأنّ الحاضنة كانت جمال عبد الناصر ونظامه، إذ كان العنوان في تلك المرحلة أنّ العدو الصهيوني هو عدو المنطقة بأكملها، وكما قال عبد الناصر أنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل الأمة العربية".

وأردف بالقول: "كان عبد الناصر يسعى للوحدة العربية من أجل مناهضة الهجمات الإمبريالية الصهيونية على أمتنا بشكلٍ عام، وكان عبد الناصر يهيئ كل إمكانيات مصر حتى يخوض المعركة ضد الكيان الذي لا يستهدف الفلسطينيين وحدهم بل الأمة بأسرها وفي المقدمة منها مصر".

وأكَّد على أنّ "الوحدة السورية المصرية كانت بارقة أمل والجماهير العربية من الخليج إلى المحيط كانت مشدودة إلى هذا الحدث الهام جدًا، لكن جرى التآمر على عبد الناصر واغتياله عبر تسميمه كما كُتب بعد ذلك، ورحلت معه المفاهيم والمبادئ التي ضربها النظام الذي جاء بعده".

وحول التطبيع، شدّد فؤاد على أنّ "ما يجري اليوم هو ليس تطبيعًا بل عبارة عن تحالف، ولا نستبعد بكل صراحة أن نجد طائرات إماراتيّة تقصف غزّة، وطائرات سعوديّة تقصف حزب الله"، مُحملاً "أي أحد تحالَف مع العدو الصهيوني مسؤولية أي ذبح للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة".

وعاد وأكَّد على أهمية الوحدة بالقول: "حتى نمنع أي اختراق فلابد من وحدةٍ حقيقيّة ضد المحتل والإمبريالية وكل أشكال الاستعمار والتطبيع، وما يحصل الآن للأسف محاولة للتطبيع ما بين السودان والكيان الصهيوني".

ورأى فؤاد أنّ "هذه المرحلة هي مرحلة سقوط غالبية النظام العربي الرسمي، وهذا الزمن يشهد على أنّ الجامعة العربية عادت لتكون مسؤولة عن تفتيت الدول العربيّة".

وقال إنّ "الجبهة الشعبيّة تصر باستمرار على أنّ الدولة المصرية تاريخيًا كانت دائمًا إلى جانب فلسطين بغض النظر عمّا فعله السادات هنا أو هناك وقوبل بردة فعل عربية وفلسطينية قوية في حينه، والآن من حقنا أن نطالب بأن تعود مصر إلى مكانها الذي كان دائمًا فعلاً مرجعية للشعب الفلسطيني، ومصر بكل إمكانياتها تستطيع منع الانهيار الحاصل للنظام الرسمي العربي"، مُعبرًا عن أمله بأنّ "تدعمنا مصر فيما نحن مقبلون عليه من وحدة فلسطينية وترتيب للصف الفلسطيني".

كما أضاف فؤاد خلال اللقاء الذي تابعته "بوابة الهدف"، إنّ "البعض ينزعج من آرائنا لأننا نقول دائمًا أنّنا نريد الشراكة، وأي حلول ثنائيّة لن توصلنا لما نريد، ونؤكّد أنّنا جميعًا شركاء في المعركة والمواجهة وفي إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية"، مُشددًا على أنّ "الأمر لا يتحمّل التأجيل والتأخير، بل يجب تشكيل القيادة الوطنيّة الموحّدة فورًا من الجميع ونذهب إلى الميدان كي يدفع الاحتلال ثمن جرائمه وصولاً إلى العصيان الكامل والانتفاضة".

وفي ختام حديثه، أكَّد على أنّ "الجبهة الشعبيّة لديها استعداد كامل لأن تذهب إلى آخر الطريق حتى نصل إلى حلول قائمة على أسس سياسيّة صحيحة تكفل وجود قيادة ومرجعية واحدة وبرنامج سياسي واحد".