بيان صادر عن الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في الذكرى 103 لوعد بلفور المشؤوم

بيان صادر عن الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في الذكرى 103 لوعد بلفور المشؤوم

أبناء شعبنا الفلسطيني.. أبناء أمتنا العربية.. يا أحرار العالم..

تصادف اليوم الذكرى 103 لوعد بلفور المشؤوم الذي صدر عن وزير خارجية بريطانيا عام 1917، والذي منح لليهود الصهاينة بموجبه إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، على حساب السكان الأصلانيين وأرضهم وممتلكاتهم التي هجروا عنها وسلبت منهم، حيث أن هذا الوعد أسس لمأساة هذا العصر التي ما تزال مستمرة حتى اليوم والمتمثلة في عدم الإقرار بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في أرض وطنه التي قدم وما زال يقدّم ومعه أبناء أمتنا العربية وأحرار العالم التضحيات الجسام دفاعًا عنها، ومن أجل استردادها كاملة غير منقوصة، وتحقيق حريته واستقلاله وعودته.

يا جماهير شعبنا.. يا جماهير أمتنا العربية

تأتي ذكرى وعد بلفور المشؤوم، في ظل ظروفٍ عربيةٍ وعالميةٍ تتنكر لحقوق شعبنا ونضاله، حيث يسعى معسكر الأعداء، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني والرجعيات العربية لتصفية القضية الفلسطينية، وجعل الكيان الصهيوني كيانًا مقبولًا وفاعلًا مركزيًا في المنطقة العربية، على حساب ليس فقط الثوابت والحقوق الفلسطينية، بل الحقوق والمصالح العربية كاملةً.  

إنّ استمرار مسار التطبيع على النحو الجاري اليوم، والذي يعتبر امعانًا في مصادرة حقوق الشعوب العربية ومقدراتها وثرواتها، وعدوانًا غاشمًا على الأرض والسيادة العربية، والتي بدأ يتضح من خلال القواعد الاستخبارية في الخليج العربي والبحر الأحمر، يتطلّب مواجهة ومقاومة شاملة ترتكز على إعادة الاعتبار للبعد القومي العربي للقضية الفلسطينية، من خلال تعزيز العلاقات مع الشعوب العربية وحركة التحرر العربية واستنهاض دور وأداء الجبهة العربية التقدمية، إلى جانب تعزيز الدور الثقافي الممانع لهذا التطبيع ومخاطره الوجودية على شعبنا وأمتنا.

أمّا على المستوى الفلسطيني الداخلي وأمام التحديات المستمرة ومخططات التصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية؛ فإنّ المطلوب الإسراع في العمل على إنهاء الانقسام وتحقيق وحدة شعبنا وقواه، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني الذي تقوم ركائزه الأساسية على التحرير الكامل لأرض وطننا، وعودة شعبنا وتحقيق استقلاله وسيادته وتقرير مصيره، كما إعادة بناء وتطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا بدوره يتطلب الاتفاق على استراتيجية عمل وطنية شاملة، تستند إلى تفعيل كل أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة منها.

يا جماهير شعبنا الصامد

لقد أثبتت سنوات الصراع والكفاح المستمر ضد العدو الصهيوني أنه رغم مرور أكثر من 103 عام على الوعد المشؤوم، وما تبعه من نكبة 1948، مرورًا بهزيمة 1967، وصولاً إلى اتفاقيات أوسلو، وأخيرًا وليس آخرًا ما يسمى صفقة القرن التي تزامن إعلانها مع مئوية وعد بلفور في حينه، وجاءت لتكمل ما بدأه هذا الوعد، أنّ صمود الشعب الفلسطيني وكفاحه ومعه كل أحرار أمتنا العربية والعالم؛ سيحقق الانتصار على المشروع الصهيوني الاستعماري، ويحقق أهدافه الوطنية والقومية في الحرية والعودة والاستقلال والوحدة.

المجد للشهداء.. والحرية للأسرى.. والنصر حتمًا حليفنا

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الإعلام المركزي

2/11/2020