نعت قيادة منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال، الشهيد الراحل عبد الرحيم ملوح، وقالت القيادة في بيانٍ لها، : " نودع فيها فارسًا وقائدًا نذرَ حياته فداءً للوطن، نُعاهد شهداء شعبنا وأمتنا بالوفاء لتضحياتهم والاستمرار على دربهم حتى تحقيق كامل أهداف وحقوق شعبنا الراهنة والتاريخية."
وأشادت القيادة بانخراط الشهيد في النضال الوطني في سنٍ مبكر من خلال جيش التحرير الوطني، مؤكدةً أنه كان من أوائل الكوادر التي التحقت في صفوف الجبهة في بدايات تأسيسها عام 1967م.
وأضاف البيان أن الشهيد عمل في الجهاز العسكري للجبهة كقائدٍ ميداني في معسكر الكرامة، بالإضافة إلى مشاركته في دوريات الإسناد النضالي في الداخل بجانب الشهيد أبو علي مصطفى ، كما أنه لعب دوراً متقدماً في الدفاع عن الثورة في الأردن في معارك أيلول وجرش.
وتابع البيان، أن ملوح انتخب لعضوية اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية في المؤتمر الوطني الثالث 1972م، وعضوية المكتب السياسي فيما بعد، قبل أن يتم تكليفه بمسؤولية اللجنة القيادية العليا لمتابعة وتوجيه العمل والبناء التنظيمي داخل الوطن.
وأشار البيان أن ملوح تسلم مسؤولية الدائرة الحزبية المسؤولة عن قيادة وتوجيه النشاط التنظيمي الداخلي في عموم فروع الجبهة، علاوة على تكليفه بتمثيل الجبهة في منظمة التحرير الفلسطينية عام 1987م ، من خلال عضويته في اللجنة التنفيذية خلفاً للشهيد أبو علي مصطفى، إلى جانب عضويته في الدائرة السياسية المركزية للجبهة.
وفيما يخص العمل السياسي الوطن، ذكر البيان أن الشهيد لعب وراً محورياً في تعزيز وتصويب مسار العلاقات الوطنية وحماية الوحدة الوطنية، مضيفاً أنه قاد العمل على حل التناقضات في الصف الوطني، وتحويل المنظمة إلى جبهة وطنية ديمقراطية عريضة تتسع لكل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني بمشاربه الفكرية المتنوعة، بعد حالة التأرجح التي شهدتها بوصلة الوحدة الوطنية وتعرضها لخطر الانقسام وقبل توقيع أوسلو أو بعده، وتجلى ذلك في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006م، وحالة الانقسام التي وصلت ذروتها بين حركتي فتح وحماس وصولاً إلى الاقتتال الداخلي.
وأشار البيان إلى تميز دور ملوح في هذه المحطات الذي تمثل بصياغة وثيقة الأسرى التي عرفت بوثيقة الوفاق الوطني، التي لو تم الاحتكام إليها لاختصرنا قرابة عقدٍ ونصف من عمر الانقسام الذي لا زلنا نعيش وطأته حتى يومنا هذا على حد وصف البيان.
وأكد البيان أن ملوح عرف بحرصه الدائم في في تحقيق وحدة القوى الديمقراطية واليسارية، وتعزيز دورها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومنابر العمل الوطني والمجتمع الفلسطيني بوجهٍ عام،
وعلى الصعيد الإنساني ذكر البيان، أن القائد تَميَّز بذكائه وفطنته وروحه العملية وحرصه الدائم على التعلم والارتقاء بوعيه ومعارفه ودفء علاقاته الاجتماعية مع رفاق دربه على المستويين الحزبي الخاص والوطني العام.