أم الأسير نضال أبو عكر للهدف: قدمت وسأقدّم الكثير لأجل فلسطين

الرفيق نضال أبو عكر
حجم الخط

لطالما أفرز الشعب الفلسطيني في فترات أيام قضيته قاماتٍ مناضلة وهاماتٍ صابرة، رغم كلّ ما أصابها من بطش الاحتلال الصهيوني، تهجير، وقتل، وأسر، إذ لا يخلو أي بيت فلسطيني لم يصب بأي من هذه المآسي من قِبل الاحتلال.

إحدى تلك الشواهد الفلسطينيّة الصابرة والمرابطة، أم نضال أبو عكر، والدة الأسير في سجون الاحتلال نضال أبو عكر، من بيت لحم بالضفة المحتلة، وهي أم لأسير وجدة لآخر "نجل نضال"، وأم لمُصابٍ ولشهيدٍ أيضًا.

وتمر هذه الأيام ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، الذي يشكّل عنوانًا بارزًا ومعلمًا أساسيًا من معالم القضية الفلسطينيّة، باعتبار قطاع الأسرى واحدًا من أهم قطاعات الحركة الوطنية الفلسطينيّة، وجزءًا أساسيًا من نضال حركة التحرر الوطني الفلسطيني، لذا فقد أصبح للأسير الفلسطيني منزلة كبيرة وقيمة عظيمة في وجدان شعبه وكل أحرار العالم، لما يمثله من قيمةٍ معنويّة ونضاليّة.

وفي هذه الذكرى، تحدّثت "بوابة الهدف الإخباريّة" مع أم نضال، التي بدأت حديثها بالتأكيد والجزم على أنها أمٌّ فلسطينية قدّمت وستقدّم الكثير من أجل فلسطين، وأكّدت أيضًا على أنّ كل يوم لديها هو يوم أسير تستذكر به أولادها والأسرى جميعًا.

وعن بطش الاحتلال في اعتقال نجلها نضال، قالت إنّ الاحتلال في أكثر من مرة يعتقله ويثبت بحقّه حكمًا إداريًا ثم يفرج عنه مدة بسيطة ويعيد اعتقاله مرةً أخرى، مضيفةً: "وصولاً للمرة الأخيرة التي طلبته قوات خاصة وسُجن على إثرها إداريًا".

وشددت المناضلة أم نضال على أنّها تفتخر بدفاعها عن أرضها ووطنها وأنّها تضع كلَّ ما تملك فداءً لفلسطين، حتّى لو كان الثمن أبناؤها، مُشيرةً إلى أنّ مخابرات الاحتلال الصهيوني كانت وما زالت تفتعل بحقها كلّ أشكال الإرهاب بدءًا من إصابة واستشهاد وأسر أنجالها وصولاً لمنعها من زيارة الأسير نضال ونجله رأفت، وحتّى إبلاغها بشكلٍ إرهابي بأنهّا من المستحيل أن تلتقي بنجلها وهي على قيد الحياة.

ومع دخول شهر رمضان عليها ونضال في أسره، قالت: "أم نضال أيام رمضان صعبة عليها وكل يوم تتمنى أولادها معها لكن للأسف أنا جالسة الآن لوحدي ونضال في السجن، الأيام صعبة على أم نضال لكنني قوية والحمد لله.. عندما استشهد ابني رافعة رأسي والناس تقول أم نضال لا يوجد مثلها، أنا أدافع عن أهلي وبلدي".

وتتابع "أرضي أخذوها اليهود مني وأطلقوا النار على ابني ونحن ندافع عن أرضنا وبلدنا لكن ماذا نفعل؟؟".

وأعربت الحاجّة أم نضال في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني عن أملها بأن يكون طريقنا من خلال الأسرى للنضال للوصول إلى أرضنا وزوال الاحتلال، قائلةً "لولا الأسرى كانت القضية راحت".

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت نضال قبل أكثر من عام وجدّدت اعتقاله الإداري لمرتين، أما نجله وهو طالب في جامعة بيت لحم، اعتقلته قوات الاحتلال قبل نحو نصف عام وهذه المرة الثالثة الذي يلتقي الأب ونجله داخل السجن حيث تتكرّر اعتقالاتهما مع بعضهما البعض في فترات متقاربة.

وخاض أبو عكر تجربة الإضراب المفتوح عن الطعام في ذات العام ضد اعتقاله الإداري، علمًا أنّه يشغل منصب نائب رئيس اللجنة الشعبيّة للخدمات في مُخيّم الدهيشة.

وينحدر أبو عكر من أسرة مناضلة قدّمت الشهداء والجرحى والأسرى، وهو شقيق الشهيد محمد أبو عكر القيادي في الجبهة، والذي استشهد عام 1990 متأثرًا بإصابته خلال مواجهات عنيفة مع الاحتلال وسط مُخيّم الدهيشة، وذلك بحسب بيانٍ سابق للجبهة الشعبيّة.

ويُعتبر أبو عكر من أكثر المناضلين الفلسطينيين استهدافًا بالاعتقال المتواصل، حيث أمضى حوالي 18 عامًا في سجون الاحتلال قضى منها سنوات طويلة في الاعتقال الإداري، وقد خاض مع رفاقه الكثير من المعارك النضالية ضد ممارسات مصلحة السجون، وكان آخرها اضرابه عن الطعام لمدة 40 يومًا احتجاجًا على استمرار اعتقاله الإداري، كما أنه من المساهمين في قرار المعتقلين الإداريين بمقاطعة ما يُسمى بالمحاكم العسكرية الصهيونيّة، وعدم الاعتراف بشرعيتها.