أبناء شعبنا في مدينة القدس يتصدّون ببسالة للهجمة الصهيونية المسعورة

القدس.jpg
حجم الخط

يواصل أبناء شعبنا العربي الفلسطيني التصدّي ببسالة للهجمة الصهيونيّة المسعورة منذ مساء أمس الخميس وحتى صياغة هذا الخبر، إذ اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مختلف أحياء مدينة القدس وتحديدًا تلك المجاورة للبلدة القديمة من القدس المحتلة، حيث تصدى مواطنون لجنود الاحتلال ومسيرة للمستوطنين تجمع خلالها مئات المستوطنين وحاولوا الاعتداء على المواطنين المقدسيين، أصيب خلالها نحو 100 مقدسي حتى اللحظة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أنه نقل لوحده أكثر من 15 إصابة للمشافي وصفت بعضها بالمتوسطة، فيما عالج العشرات في ميدانيًا، في حين أصيب عشرات بالرضوض والإغماء جراء المياه العادمة التي رشت فيها قوات الاحتلال المقدسيين الخارجين من صلات التراويح في أعنف اعتداءات تنفذها شرطة الاحتلال بحق المقدسيين منذ سنوات.

في المقايل، اكتفت قوات الاحتلال بإبعاد المستوطنين الإرهابيين المتطرفين من باب العمود دون الاعتداء عليهم رغم أنهم اعتدوا على عدد من المقدسيين.

عقب ذلك، تطوّرت الأحداث انطلاقًا من باب العامود الذي حولته قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، حيث أغلقت مداخله ومخارجه والساحة المحيطة به بالحواجز الحديدية وانتشر مئات الجنود من جيش الاحتلال واعتدوا على المقدسيين وفرقوهم لليوم الثامن على التوالي، فيما امتدت المواجهات إلى باب الساهرة الذي يبعد أقل من كيلو متر عن باب العامود، واعتدى جنود الاحتلال على المقدسيين المتواجدين في شارع السلطان سليمان وشارع نابلس، وقام أفراد من شرطة الاحتلال باستهداف المقدسيين من أحصنة كانوا يركبونها وتسببوا برضوض لعدد من المواطنين.

وسجل مقطع فيديو نشره نشطاء على مواقع التواصل قيام مستوطن بإطلاق النار الحي صوب المواطنين المقدسيين بالتزامن مع إصابة عدد منهم بالرصاص الحي، في حين طالب شبّان من البلدة القديمة بالقدس المحتلة كل المقدسيين بلبس لباسٍ أسود لتميّز بعضهم البعض عن المستعربين، الذين انتشروا بين المواطنين واعتدوا على عدد منهم واعتقلوا عددًا آخر.

ومساء الخميس، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من محيط ومنطقة باب العامود (أحد أبواب القدس القديمة) ودفعت بتعزيزات عسكرية ونصبت حواجز وقطعت الطرق أمام المارة والمصلين بحواجز حديدة، حيث اعتقلت القوات الشابين محمد خضر أبو الهوى (20 عامًا)، وطارق بكر أبو الهوى (23 عامًا)، خلال مناوشات مع الاحتلال في منطقة باب العامود.

كما هاجم عشرات المستوطنين بيوت مقدسيين قريبة من تظاهرات المستوطنين قرب باب الخليل وبالبلدة القديمة بالتزامن مع قمع قوات الاحتلال للمواطنين في مختلف أنحاء القدس، فيما أظهرت فيديوهات مستوطنين يطلقون النار صوب المواطنين المقدسيين في تطورٍ لافت داخل مدينة القدس وسط صمت شرطة الاحتلال وقيامها بقمع المواطنين المقدسيين الآمنين، حيث أصيب عشرات المقدسيين وجرى اعتقال العشرات في مواجهات مستمرة منذ ساعتين تقريبًا في مختلف أحياء المدينة المقدسة.

كما أجبرت شرطة الاحتلال المعتكفين في المسجد الأقصى على الخروج من المسجد الأقصى بالقوة، بعد اقتحام باحاته والمصليات المسقوفة، وهددت المتواجدين بالاعتقال في حال عدم قيامهم بمغادرة المسجد على الفور، وفي وقتٍ لاحق توسّعت رقعة المواجهات التي اندلعت في القدس لتصل إلى أحياء الصوانة والطور ووادي الجوز، الواقعة شرقي القدس المحتلة.

كما أفادت مصادر محلية بأنّ مواطنين تصدّوا لمستوطنين وجيش الاحتلال في حي وادي الجوز واندلعت مواجهات هناك وأحرق المواطنون سيارة مستوطن اقتحم الحي، وفي بلدة الطور اندلعت مواجهات وأصيب عدد من المواطنين بالرصاص المطاطي واحرق المواطنون حافلة تابعة للمستوطنين دخلت إلى الحي، وفي حي الصوانة اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال.

ورغم كل ذلك، قالت الأوقاف الإسلاميّة، إنّه ورغم كل إجراءات الاحتلال أدى نحو سبعين ألف مقدسي صلاة التراويح داخل باحات المسجد الأقصى متجاوزين كل حواجز الاحتلال التي حاولت التقليل من وصول المصلين إلى المسجد الأقصى.

الصلاة في الأقصى التراويح رمضان.jpg
 

بدوره، أدان وزير شؤون القدس فادي الهدمي، اعتداءات المستوطنين والشرطة على الفلسطينيين في باب العامود بالقدس المحتلة، مُؤكدًا في بيانٍ له، أنّ "تواصل الاعتداءات منذ بداية شهر رمضان إنما هو تأكيد جديد على حاجة المواطنين العزل بالمدينة المقدسة إلى الحماية الدولية في ظل هجمات المستوطنين اليومية".

ولفت الهدمي إلى أنّ "جماعات المستوطنين، وبحماية الشرطة الإسرائيلية، تقوم باعتداءات على المواطنين في مدينة القدس ما أدى الى إصابة عشرات المواطنين تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج"، مُشيرًا إلى أنّ "الجماعات المتطرفة أعلنت مسبقًا عن نيتها الاعتداء على المواطنين المقدسيين ومع ذلك فإنّ الشرطة الإسرائيلية لم تحرك ساكنا لوقف هذا الاعتداء بل قامت بتوفير الحماية للمستوطنين"، موجهًا التحيّة لكل المواطنين الفلسطينيين على تمسكهم بمدينتهم وإصرارهم على هويتها العربيّة الفلسطينيّة.

وبيّن الهدمي أنّ "الاعتداء الإسرائيلي تزامن مع انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية ما يشير إلى أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي"، مُطالبًا "المجتمع الدولي للتحرّك السريع والفاعل لوضع حد لاعتداءات المستوطنين والشرطة الإسرائيليّة على المواطنين المسالمين".