منظمة الجبهة الشعبية بسجون الاحتلال: النكبة الفلسطينية مكون أساس في تبلور الذاكرة والهوية الجمعية لشعبنا

قالت منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال، إن النكبة الفلسطينية تعتبر في وعي شعبنا ليس جرح غائر فقط، بل هي مكون أساس في نبلور الذاكرة والهوية الجمعية لشعبنا.

وأضافت المنظمة، في بيان لها في الذكرى 73 للنكبة، "علينا أن ندفع مع شعبنا استحقاقات التضحية وحمل المسؤولية التاريخية المُلقاة على عاتقنا، وهذا يحتاج من كل التيارات الحزبية لشحذ كل طاقاتها في العمل بشقيه التنظيمي والجماهيري للحفاظ على حقوق شعبنا وأن نبقى أمناء على وصايا الشهداء وتضحياتهم حمل راية شعبنا نحو فجر الحرية والانعتاق من نير الاستعمار، فحقًا من يقاوم الظلم سينتصر، والظلم زائل وشعبنا باقٍ والحق أبقى من الطغيان، وحتمًا لمنتصرون".

وتابعت أن "مأساة شعبنا الحقيقية تكمن في أن العالم أجمع وقف موقف المتفرج، وصمَّ الآذان عن ما يجري على الأرض الفلسطينية بل قدم كل ما يملك من عصارة التكنولوجيا المتطورة العسكرية والاقتصادية للعدو، وعكست قرارات الأمم المتحدة وقوفها السياسي المساند للعصابات الصهيونية، ووقفت في صف ما تحققه هذه العصابات من نتائج على الأرض كرأس حربة للمشروع الإمبيريالي الكولنيالي المراد فرضها على المنطقة وشعوبها تمهيدًا لاستكمال مشروعها الاستعماري الموجود منذ زمنٍ بعيد".

أردفت: مسلسل الإجرام الصهيوني بحق شعبنا لم يتوقف ومازال مستمرًا ونكبتنا لم تنتهي ولن تنتهي إلا بزوال هذا الكيان العنصري النازي وتفكيك مركباته واجتزازه من جذوره، حيث أن السياسات الإجرامية الصهيونية لا زالت تستهدف شعبنا وتحاول بشتى الوسائل والطرق إجتزاز ما تبقى من أرضه وطمس الهوية العربية، وما سياسة مصادرة الأراضي وهدم البيوت والاعتقالات وحصار شعبنا في كل أماكن تواجده في فلسطين التاريخية ومخيمات الشتات إلا استكمالًا لمشروع الإدانة الزاحف الذي واصلته وتواصله الحركة الصهيونية بمشروعها الفكري وكيانها السياسي، وكل هذه السياسات التي تأتي في إطار الأبرتهايد محاولات عزل شعبنا في مدنه وقراه في كانتونات معزولة ضمن سياسة بناء الجدار والحواجز المنتشرة في المدن الفلسطينية والتوسع الاستيطاني في الضفة أو في قرى المثلث أو عبر هدم البيوت في نقبنا الشامخ والممارسات اليومية في حق أبناء شعبنا في القدس من مضايقات وضرائب واعتداءات يومية وسن قوانين جائرة لفرض السيطرة والسرقة لأملاك المواطنين.

وأشار إلى أن "النكبة اليوم حاضرة أمامنا في حي الشيخ جراح واعتداءات وعربدات المستوطنين ضمن سياسة طمس هوية ملامح مدينة القدس وانتشار قطعان المستوطنين في كل أرجاء المدن الفلسطينية وعدوانهم على الشجر والحجر، وكل هذا يحدث أمام مرأى وأعين العالم أجمع، إضافة إلى ذلك، ما زالت القيادة المتنفذة تمارس سياسة الفهلوة الدبلوماسية والتمسك بخيوط وهم التفاوض واستجداء الحقوق والأنكى من ذلك مواصلة نهج الريع السياسي الذي قاد ويقود وسيقود قضيتنا إلى مزيدٍ من الكوارث السياسية والأمنية والاجتماعية، فهي لم تتخذ أي إجراءات حقيقية سواء على الصعيد الدبلوماسي الدولي ولا كحراك شعبي حقيقي على الأرض، فما الهروب من الاستحقاق الديمقراطي الوطني إجراء الانتخابات الثلاثية إلا حفاظًا على مكاسب فئة وكمبرادور فاسد قائم، والرهان على هذه الفئة رهانٌ خاسر وتجربتهم الكارثية مع شعبنا دليل على ذلك من الاستيطان وتهويد الأرض ووجودها تصب في صالح العدو".

وقالت إن "الصراع في القدس وعليها هو صراع إرادات، بين إرادة شعب يتوق للحرية وتقرير مصيره من جهة، ومن جهةٍ أخرى منطق احتلالي إقصائي مجرم مدان على المستوى التاريخ والجغرافيا، ولسنا بحاجة إلى إذن صهيوني لممارسة حقنا الديمقراطي، على اعتبار أن خيار المشاركة في العملية الديمقراطية يشكل مقدمة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وفي مقدمتها إنهاء الانقسام وتشكيل مجلس وطني وإعادة إحياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على برنامج كفاحي يضم الكل الفلسطيني، سيكون قادرًا على مواجهة هذه التحديات والمشاريع الصهيونية، ولكي نقود شعبنا نحو تحقيق تطلعاته وغاياته وأهدافه المشروعة بالتحرر والحرية وإقامة دولتنا المستقلة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجروا منها"، كما جاء.

وفيما يلي كامل البيان من منظمة فرع السجون:


الرفاق الأعزاء،،

تحية الحزب والثورة لكم وأنتم تسطرون بصبركم وصمودكم ملامح الهوية النضالية، القابضون على جمر المباديء وصانعو نصرنا الحتمي، نُحييكم بتحية العهد والوفاء والقسم المصان بعزمكم وتحديكم بكل محاولات النيل من قضيتنا وحقوق شعبنا

وبعد..

نطل عليكم عبر بياننا هذا لنحمل وإياكم عبء ثلاثة وسبعون عامًا على النكبة، هذا الجرح النازف في صدر أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني وما كل ما تحمله النكبة بوصفها كحدثٍ مفصلي في تاريخ العصر الحديث وعلى أنها من أكبر عمليات التطهير العرقي، حيث هجَّرت عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وارتكبت بحقه أكثر من أربعة وثلاثين مجزرة دموية كولنيالية إجلائية إقصائية إحلالية، وقتل الإنسان على يد العصابات الصهيونية، وما زالت النكبة مستمرة وحاضرة في وعينا وأذهاننا كناقوسٍ يوقظ فينا ما حمله شعبنا الفلسطيني من ذاكرةٍ إلى أقاصي الأرض، ويذكرنا بما حدث عام ١٩٤٨ لتصبح شاهدًا ودليلًا على حقيقة المشروع الصهيوني الإستيطاني للأرض العربية.

إن ما حدث مع شعبنا العربي الفلسطيني عام ١٩٤٨ ما هو إلا نتيجة لتفاقم المشروع الرأسمالي في العالم المعاصر والثقافة الغربية الاستعمارية التي بررت لنفسها عبر رسائل مقنَّعة بأقنعة المقولات الأخلاقية لتدبير المكائد ضد من لهم الحق في الحياة، فتارةً بإسم الديمقراطية ونشرها، وأخرى تحت شعار حقوق الأقليات والتوصية والوصايا والإنتدابات، وتجريداتٍ لغوية مضللة لتبرير أفعالها المشينة في استعمار الشعوب ونهبها والعيش على ثرواتها، وما وعد بلفور إلا تعبيرًا عن الدونية الكولونيالية الغربية لتوزيع تركة الشعوب المقهورة والتي بدورها صنعت أنظمة حكمٍ رجعية عربية كدمىً تعمل على تنفيذ مهاترات الاستعمار، وما المسرحية الهزلية التي قامت بها الأنظمة بتحريك جيوشها لاسترجاع فلسطين فور بدء العصابات الصهيونية بحملة التطهير العرقي بحق شعبنا وتهجير مدنه وقراه لإقصائها من سكانها إلا محاولة لتغطية عار خياناتهم، وعدا عن عدم جاهزية هذه الجيوش في ظل هذه القيادة المهزوزة تعمل كأداة مطواعة بيد قادة الاستعمار، وفي ظل هذه المعطيات الواهنة فإن العتمة هي فرصة اللص للسرقة، كما الجهل والظلام هما فرصة الاستعمار لنهب وسرقة ثروات الشعوب.

الرفاق الأوفياء..

إن مأساة شعبنا الحقيقية تكمن في أن العالم أجمع وقف موقف المتفرج، وصمَّ الآذان عن ما يجري على الأرض الفلسطينية بل قدم كل ما يملك من عصارة التكنولوجيا المتطورة العسكرية والاقتصادية للعدو، وعكست قرارات الأمم المتحدة وقوفها السياسي المساند للعصابات الصهيونية، ووقفت في صف ماتحققه هذه العصابات من نتائج على الأرض كرأس حربة للمشروع الإمبيريالي الكولنيالي المراد فرضها على المنطقة وشعوبها تمهيدًا لاستكمال مشروعها الاستعماري الموجود منذ زمنٍ بعيد.

إن مسلسل الإجرام الصهيوني بحق شعبنا لم يتوقف ومازال مستمرًا ونكبتنا لم تنتهي ولن تنتهي إلا بزوال هذا الكيان العنصري النازي وتفكيك مركباته واجتزازه من جذوره، حيث أن السياسات الإجرامية الصهيونية لا زالت تستهدف شعبنا وتحاول بشتى الوسائل والطرق إجتزاز ما تبقى من أرضه وطمس الهوية العربية، وما سياسة مصادرة الأراضي وهدم البيوت والاعتقالات وحصار شعبنا في كل أماكن تواجده في فلسطين التاريخية ومخيمات الشتات إلا استكمالًا لمشروع الإدانة الزاحف الذي واصلته وتواصله الحركة الصهيونية بمشروعها الفكري وكيانها السياسي، وكل هذه السياسات التي تأتي في إطار الأبرتهايد محاولات عزل شعبنا في مدنه وقراه في كانتونات معزولة ضمن سياسة بناء الجدار والحواجز المنتشرة في المدن الفلسطينية والتوسع الاستيطاني في الضفة أو في قرى المثلث أو عبر هدم البيوت في نقبنا الشامخ والممارسات اليومية في حق أبناء شعبنا في القدس من مضايقات وضرائب واعتداءات يومية وسن قوانين جائرة لفرض السيطرة والسرقة لأملاك المواطنين، فالنكبة اليوم حاضرة أمامنا في حي الشيخ جراح واعتداءات وعربدات المستوطنين ضمن سياسة طمس هوية ملامح مدينة القدس وانتشار قطعان المستوطنين في كل أرجاء المدن الفلسطينية وعدوانهم على الشجر والحجر، وكل هذا يحدث أمام مرأى وأعين العالم أجمع، إضافة إلى ذلك، ما زالت القيادة المتنفذة تمارس سياسة الفهلوة الدبلوماسية والتمسك بخيوط وهم التفاوض واستجداء الحقوق والأنكى من ذلك مواصلة نهج الريع السياسي الذي قاد ويقود وسيقود قضيتنا إلى مزيدٍ من الكوارث السياسية والأمنية والاجتماعية، فهي لم تتخذ أي إجراءات حقيقية سواء على الصعيد الدبلوماسي الدولي ولا كحراك شعبي حقيقي على الأرض، فما الهروب من الاستحقاق الديمقراطي الوطني إجراء الانتخابات الثلاثية إلا حفاظًا على مكاسب فئة وكمبرادور فاسد قائم، والرهان على هذه الفئة رهانٌ خاسر وتجربتهم الكارثية مع شعبنا دليل على ذلك من الاستيطان وتهويد الأرض ووجودها تصب في صالح العدو وهي التي قسمت الوطن عبر التقاسم الوظيفي على سلطة من ورق، فلا الحلول السلمية تعيد وطنًا مسلوبًا ولا تستجدى الأوطان على موائد الحكام، لذا رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كل القرارات والحجج الفارغة من مضمونها بخصوص تأجيل الانتخابات وبالرغم من كل التحفظات التي أبدتها الجبهة الشعبية في اجتماع الأمناء العامون إلا أنها آثرت المشاركة في الانتخابات، لعدم إعطاء فرصة لهذه القيادة المتنفذة كي تتفرد في القرار الفلسطيني، وكان بالإمكان أن تجري الانتخابات في القدس وإعلانها كساحة مواجهة واشتباك مفتوح من يخسر فيه هو الطرف المعطل للسياق الديمقراطي وهيمنة منطق حق القوة على منطق قوة الحق.

إن الصراع في القدس وعليها هو صراع إرادات، بين إرادة شعب يتوق للحرية وتقرير مصيره من جهة، ومن جهةٍ أخرى منطق احتلالي إقصائي مجرم مدان على المستوى التاريخ والجغرافيا، ولسنا بحاجة إلى إذن صهيوني لممارسة حقنا الديمقراطي، على اعتبار أن خيار المشاركة في العملية الديمقراطية يشكل مقدمة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وفي مقدمتها إنهاء الانقسام وتشكيل مجلس وطني وإعادة إحياء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على برنامج كفاحي يضم الكل الفلسطيني، سيكون قادرًا على مواجهة هذه التحديات والمشاريع الصهيونية، ولكي نقود شعبنا نحو تحقيق تطلعاته وغاياته وأهدافه المشروعة بالتحرر والحرية وإقامة دولتنا المستقلة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجروا منها.

رفاقنا الأحبة..

إن النكبة تعتبر في وعي شعبنا ليس جرح غائر فقط، بل هي مكون أساس في نبلور الذاكرة والهوية الجمعية لشعبنا، علينا أن ندفع مع شعبنا استحقاقات التضحية وحمل المسؤولية التاريخية المُلقاة على عاتقنا، وهذا يحتاج من كل التيارات الحزبية لشحذ كل طاقاتها فس العمل بشقيه التنظيمي والجماهيري للحفاظ على حقوق شعبنا وأن نبقى أمناء على وصايا الشهداء وتضحياتهم حمل راية شعبنا نحو فجر الحرية والانعتاق من نير الاستعمار، فحقًا من يقاوم الظلم سينتصر، والظلم زائل وشعبنا باقٍ والحق أبقى من الطغيان، وحتمًا لمنتصرون.

رفاقكم في منظمة فرع السجون - قيادة الفرع

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

2021