إخلاء بؤرة "افيتار" الاستيطانية المقامة على جبل صبيح

mbk4K.jpeg
حجم الخط

غادر المستوطنون، اليوم الجمعة، بؤرة "افيتار" المقاومة على جبل صبيح جنوب مدينة نابلس دون إزالة هياكل البيوت المتنقلة التي أقاموها، فيما تعهد الأهالي بالمقاومة لهذه البؤرة المقامة على أراضيهم حتى التخلص منها بشكل نهائي وإلى الأبد. 

وشهد جبل صبيح على سلسلة من فعاليات المقاومة الشعبية واستنساخ لفكرة الإرباك الليلي التي بدأت في قطاع غزة بهدف ازعاج المستوطنين واجبارهم على المغادرة بالإضافة إلى المسيرات المنددة بإقامة البؤرة على أراضي البلدة منذ أقامتها بداية أيار/مايو الماضي. 

وتعد هذه المرة الرابعة خلال 3 سنوات، التي يضع فيها المستوطنون خيامًا وكرافانات في جبل صبيح في محاولة منهم لإقامة بؤرة استيطانية والسيطرة على الجبل، بحسب تصريحات سابقة لمدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي. 

مع شروع المستوطنين بإقامة بؤرة "جفعات افيتار" الاستيطانيّة على قمة جبل صبيح، التابع لأراضي بلدات يتما وبيتا وقبلان جنوب نابلس، واجهة الأهالي هذا المخطط؛ إذ عادةً ما تبدأ المستوطنات بـ"بؤرة" وتنتهي بترحيل كل السكّان الفلسطينيين من مناطق سكناهم. 

وأكد نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل أن فعاليات المقاومة الشعبية مستمرة رغم إخلاء البؤرة الاستيطانية من قمة جبل صبيح من المستوطنين.

وقال في تصريح لوكالة  الأنباء الرسمية (وفا) إن "هناك فرحة بين الاهالي بعد إخلاء البؤرة الاستيطانية "جفعات افيتار" التي أقامها المستوطنون قبل نحو شهرين فوق أراض تابعة لبلدات بيتا وقبلان ويتما جنوب نابلس، لكن ذلك لا يعني توقف الفعاليات الشعبية خاصة مع بقاء جنود الاحتلال فيها".

وأضاف "يمكن اعتبار اخلاء البؤرة الاستيطانية بداية الانتصار لكنه لا يعني أن المعركة انتهت، سنقوم بابتكار أساليب مقاومة جديدة، والتخفيف من حدة ما هو على الارض الذي وجد من أجل ارباك المستوطنين وازعاجهم".

وتابع ان "الاهالي يرفضون ويتخوفون من الاتفاق بين حكومة الاحتلال والمستوطنين، والذي يقضي ببناء مدرسة دينية عسكرية واستغلال هذه الاراضي".

وأكد حمايل أن العمل جار من الناحية القانونية بالتعاون مع مركز القدس للمساعدة القانونية من أجل إثبات حق المواطنين وملكيتهم لهذه الاراضي.

والجدير بالذكر أنه مع كل تحرك صهيوني لتنفيذ أي مخطط في المنطقة، ينفذ الأهالي ونشطاء المقاومة الشعبية فعاليات احتجاجية تجبر المستوطنين على الانسحاب من الجبل.

من ناحيتها، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين، في وقت سابق، من شرعنة "إسرائيلية" للبؤرة، على طريق تحويلها الى مستعمرة تلتهم الجبل بأكمله والأراضي المحيطة به من خلال اتفاق بين مستوطنيها وحكومة الاحتلال الصهيوني الجديدة برئاسة نفتالي بينيت. 

وكانت حكومة الاحتلال اعلنت كما نقلت وسائل اعلام صهيونية، عن اتفاق مع المستوطنين يقضي باخلاء عائلات المستوطنين الـ50 التي استوطنت البؤرة التي أقيمت في بداية أيار/ مايو الماضي، على إخلائها مع نهاية الأسبوع، مقابل بقاء المنشآت والوحدات الاستيطانية، وإقامة مدرسة دينية عسكرية في المكان بعد تسوية قضية الأراضي من قبل "الإدارة المدنية" وشرعنة البؤرة الاستيطانية.

وينص الاتفاق على أنه لن يتم هدم المنشآت والوحدات الاستيطانية في الموقع، وبعض البيوت الاستيطانية سيسكنها 30 طالبا من "المدرسة الدينية اليهودية" وثلاث عائلات من طاقم المدرسة، كما سيتم إنشاء نقطة عسكرية ثابتة في الموقع‪.

ويقضي الاتفاق أو كما سمي خطة "التسوية" بتكليف  ما يسمى "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال بفحص "تسوية" الأراضي ووضعيتها إذا كانت ملكية خاصة للفلسطينيين، على أن تقوم خلال فترة 6 أسابيع بشرعنة البؤرة الاستيطانية‪.