النص الكامل لكلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الرفيق جميل مزهر في مهرجان إحياء ذكرى استشهاد الرفيق أبوعلي مصطفى

 

النص الكامل للكلمة الهامة التي ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسؤول فرعها في غزة الرفيق جميل مزهر، خلال مهرجان إحياء ذكرى استشهاد الرفيق القائد أبو علي مصطفى أمس السبت في أرض السرايا بمدينة غزة:

 

الأخوة والرفاق في القوى الوطنية والإسلامية ..الشخصيات الوطنية والمجتمعية والاعتبارية

الأخوة المخاتير والأعيان

أبنائي وبناتي الطلبة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة وذويهم

رفاقي في طلائع التحرير والعودة " فوج سيف القدس"

جماهير شعبنا في القطاع الصامد..

 

تحية شهداؤنا .. أسرانا الأبطال ... الرفيق القائد أحمد سعدات، رفيقتنا المناضلة الكبيرة خالدة جرار وختام السعافين والقادة مروان وعبدالله البرغوثي وسلامة وبسيسي وجودة واسراء الجعابيص وجميع الأسيرات والأسرى الذين نوجه لهم بهذا الحضور الوطني والشعبي الكبير رسائل فخر واعتزاز بعطائهم وصمودهم الأسطوري

 

إلى أهلنا في ضفة الصمود والقدس حامية الوجود الفلسطيني والداخل المحتل، في يعبد أبو علي، والقسام، وفي رام الله حيث ارتقى قمر الشهداء، لأهلنا حراس الجبل وأبطال المقاومة الشعبية في بيتا وبيت دجن وقصرة الكرامة والمقاومة. نحن معكم ونفتخر بكم وبمقاومتكم وبصمودكم. إلى أهلنا في الشتات أبطال العودة نقول لكم لا يرهبكم عدوان التطبيع، واعلموا إن كان اتفاق أوسلو الأسود قد أبعدكم قصراً عن خطوط المواجهة والاشتباك مع هذا العدو، فإنكم بتمسككم بمفتاح العودة لفلسطين وتصديكم لكل المؤامرات وحرب التجويع ضد المخيمات، يُعادل حجم بارودة مقاوم يتخندق على حدود غزة أو بأحياء وأزقة وشوارع نابلس وجنين   والقدس ورام الله واللد ليوجه رصاصاته في صدر العدو.

 

الأخوات والأخوة... الرفيقات والرفاق

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب والمسميات

 

باسم الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق القائد أحمد سعدات وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وباسم كوادر وأعضاء وأنصار الجبهة في الوطن والشتات، نرحب بكم في هذا المهرجان المركزي في الذكرى العشرين لاستشهاد أميننا العام القائد الوطني والقومي الكبير الرفيق أبو علي مصطفى، والذي نُكرّم فيه كوكبة من الطلبة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة، وتخريج المئات من طلائع التحرير والعودة فوج سيف القدس.

 

 

نُحيي وإياكم ذكرى رمز وطني كبير، من رموز النضال الوطني الفلسطيني، آمن بعدالة قضيته وانتصارها مهما بلغت التضحيات ،  وكرس حياته من أجل فلسطين، إنه الشهيد القائد أبو علي مصطفى، صاحب الرؤية السياسية العميقة الثاقبة والشاملة والعلمية المثابرة والمبتكرة لآليات العمل المتجددة والمتجذرة والمتسلحة بقوة الحق،  والتي شَكلّت شخصيته محط إجماع وطنيٌّ وشعبيٌ، وكان دوماً ملتصقاً بالجماهير. انحاز دوماً للوطن ولقيم النضال الوطني، رافضاً للحلول السلمية، ولكل أشكال الانقسام والاقتتال، حريصاً على الوحدة الوطنية ولكن ليس على حساب الثوابت الفلسطينية، مبدئياً منحازاً للطبقة العاملة التي خرج من رحمها، لُتسهم بشكلٍ كبيرٍ في تكوين شخصيته الثورية المفعمة بالتواضع والاستقامة والزهد الثوري وصلابة الانتماء لفلسطين ولشعبها وقضيتها. وهو القائل "عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا ولم نأتِ لنساوم".

 

بناتي وأبنائي الطلبة

 

كما قهرتم كل الظروف من عدوان صهيوني غاشم وجائحة كورونا وأوضاع معيشية واقتصادية صعبة. واصلوا انتصاراتكم، واعملوا بصدق لأجل وطنكم وحقوقكم ومستقبلكم، وضعوا فلسطين ووصايا الشهداء نصب أعينكم، كبوصلة وطريقاً للتحرير. وهنا عبر هذا التكريم في غرس وبناء نجدد التأكيد على انحيازنا المُطلق إلى جانب قضايا الطلبة المطلبية والأكاديمية والاجتماعية، ورفض سياسة الاستغلال والنضال من أجل مجانية التعليم، وندعو جامعاتنا لاستعادة دورها الوطني والإقلاع عن سياسات الخصخصة وتسليع وتسعير التعليم على أساس طبقي يعطي من يملك ويحرم من يستحق.  فللأسف أصبحت الجامعات وكيلة لرأس المال ووفق أسعار سوق الجامعات أصبح لا مكان للفقراء فيها. لذلك فليذهب إلى الجحيم أباطرة المال والأجهزة والقطط السمان الذين سرقوا ونهبوا قوت الشعب؛ إن لم يتعلم أبناء الفقراء. أوقفوا هدر المال العام والموازنات الضخمة التي تذهب في غير مكانها.

 

 وعلى إدارة الجامعات التوقف عن الأسلوب البوليسي في التعامل مع الطلبة، فقطاع الطلاب والشباب شَكّل وما زال شريان وركائز النضال الوطني الفلسطيني وكان وقود الانتفاضات المتعاقبة التي لن تنطفئ أبداً. وفي هذا السياق نوجه التحية إلى رفيقاتنا ورفاقنا في القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي في الضفة، الذين يتعرضون لهجمة صهيونية مسعورة تستهدفهم وتستهدف نشاطهم الأكاديمي الوطني.

 

رفاقي في طلائع التحرير والعودة،، ورثة وصايا قمر الشهداء أبو علي مصطفى.

 

إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن تكون ذكرى استشهاد الرفيق أبو علي مصطفى مناسبة لتخريج كوكبة من مئات الطلائع، تأكيداً منا بأننا نسير على نهج الشهداء. وإن هدفنا من إقامة هذه المخيمات الصيفية سنوياً هو زرع فكرة المقاومة في قلب طلائعنا الثورية وتأصيلها في وجدانهم كنهج حياة، فلا كرامة ولا مستقبل إلا بالمقاومة حتى التحرير والعودة. ولنستحضر ما قاله الشهيد أبو علي مصطفى في كلمه له بقطاع غزة (أنتم اليوم تحملون أقدس الحقوق وأجل الثوابت ألا وهو حق العودة، هذا الحق الذي لا يقبل التجزئة ولا يقبل المساومات، حقاً توارث مفاتيحه الأبناء عن الأجداد. أنتم تحملون أمانة كل شهيد ارتقى يقذف العدو بقنبلة أو حجر أو سكين).

 

جماهير شعبنا... الحضور الكرام

 

إن التحديات الخطيرة الماثلة أمامنا لا يمكن مواجهتها باستمرار المراهنة على الوعود الأمريكية، أو التمسك بالمشاريع السياسية التي بُنيت على أساس منهج أوسلو ومدخله الأمني. إن طريق محاصرة وإسقاط هذا الخطر لا يكون إلا ببناء البرنامج الوطني الموحد بالارتكاز على خيار المقاومة، والتسريع بتنفيذ قرارات الإجماع الوطني بالتحلل من اتفاق أوسلو وفك الارتباط مع الاحتلال، وإعادة بناء منظمة التحرير ووضع أسس إعادة بنائها وهيكلتها باعتبارها الوعاء الذي يوحد شعبنا في الداخل والخارج ويصون أهدافه الوطنية والديمقراطية.

 

 

وتأسيساً على ما سبق فإن الرؤية السياسية والوطنية النضالية التي يمكن أن تُشكّل مخرجاً لشعبنا من مأزقه تتطلب القيام بالخطوات التالية:-

 

  1. نجدد الدعوة لوقفة وطنية جادة مع الذات، وقفة وطنية نرسي خلالها قواعد راسخة لوحدة عمادها الشراكة الوطنية ناظمها التعددية السياسية، درعها الحقوق والحريات الوطنية والديمقراطية، أسوارها استراتيجية وطنية جامعة موحدة لشعبنا ولطاقاته بالوطن والشتات، سيفها مؤسسة وطنية جامعة تضمن شمولية وعدالة التمثيل للكل الوطني أينما تواجد، وتحرر المجتمع من الفاسدين والعابثين بثرواته وموارده الطبيعية.

 

 إن تحقيق ذلك كله يتطلب ألا يبقى الحوار رهينة لحسابات وأجندات معينة، ويتطلب أن نغادر سياسة الانتظار والحالة الضبابية التي نشهدها، وهذا بحاجة إلى دعوة الأمناء العامين للفصائل لاجتماع فوري وعاجل والتعامل معه باعتباره إطاراً قيادياً مؤقتاً ومرجعية سياسية لشعبنا،  إلى  حين التوافق على تشكيل مجلس وطني جديد، وصولاً لتحديد أجندة لإجراء الانتخابات الشاملة، بما يُعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني.

 

  1. لقد قالها الشهيد أبو علي مصطفى يوماً ( بأن شعبنا يمتلك الكثير من الإمكانيات، ولديه الإرادة والتضحية وما زال مستعداً للسير على درب الشهداء). لذلك إن الطريق الوحيد لانتزاع حقوقنا الوطنية، بالمقاومة وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية بكافة أشكالها التي تُشكّل حجر الأساس والمدماك الأول في رفع كلفة الاحتلال وتغيير موازين القوة وتحويل هذا الكيان المصطنع إلى مشروع خاسر يجبره على الرحيل.  وفي هذا السياق نقول لقادة العدو الصهيوني، أن غزة رغم العدوان والحصار والتجويع، لا تقبل الابتزاز وستظل عصية على التطويع والانكسار والحرائق الداخلية أو حرف البوصلة. وما زالت وستظل تقاوم وتراكم من إمكانيات مقاومتها حتى دحركم عن أرضنا.

 

  1. نُحذر السلطة من الوقوع مجدداً في فخ محاولات العدو والإدارة الأمريكية بالعودة إلى دهاليز المفاوضات العبثية عبر تقديم الرشاوي الاقتصادية لتحسين الوضع المعيشي مقابل إعطاء الاحتلال صكوك الاستيلاء على ما تبقى من الأرض. إن عودة السلطة من جديد لحضن الإدارة الأمريكية سيعزز من تبعيتها ومن دورها الوظيفي القائم على التنسيق الأمني، وسيضيف عبئاً جديداً على شعبنا سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

 

 

  1.  كان الشهيد أبو علي مصطفى يدعونا دوماً للتصدي للفاسدين، وكان يردد دائماً ( لا تسمحوا لفاسد أن يدوس دماء الشهداء، ولا تسمحوا لمفسد أن يعيش بينكم، فالعدو لا يزال يسعى لتدميركم). لذلك علينا جميعاً مهمة التصدي لهؤلاء الفاسدين والمفسدين ومراكز النفوذ والإفساد، التي ساهمت في إشاعة نهج الاستبداد، والتجرؤ على حياة ودماء الفلسطيني، ووصلت لحد قتل المعارضين والمناضلين والمطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

 

 

 

رسالتنا إلى هؤلاء المفسدين، ألا تعقلون ألا تفكرون بأن كل تعدٍ على الحقوق وتجرؤ على حياة ودماء أبناء شعبنا يُقدم خدمةً مجانية للاحتلال، ويمد من عمر كيانه السرطاني. يجب أن يتوقف هذا النهج المدمر فوراً، من خلال احداث تغيير حقيقي في العقيدة الأمنية للأجهزة الأمنية... عقيدة وطنية تقوم على حماية المتظاهرين وضمان حرية  الرأي والتعبير، ووقف كل اشكال التغول على الحقوق والحريات الديمقراطية، والتصدي لمافيات المال المتحالفة مع المنظومة السياسية التي استنزفت طاقات شعبنا سياسياً ومالياً واجتماعياً.

 

 

  1. ندعو الجميع لتحمل مسؤولياته في وقف المهاترات والمناكفات والتلاعب بقوت وكرامة أبناء شعبنا، وندعو لتضافر الجهود لمسح آثار العدوان وإنهاء الحصار على شعبنا وإعادة الاعمار عبر إطار وطني، وربطها بعملية تنموية شاملة بعيداً عن الاشتراطات والتدخلات الخارجية، وعلى الرئيس أن يَتحمّل مسؤولياته تجاه غزة فهي جزء أصيل من هذا الوطن، ونطالبه باعتماد شهداء عام 2014، ضمن مؤسسة الشهداء والجرحى. كما نرفض أي محاولات للبلطجة على حقوق الأسرى والأسرى المحررين، أو الاستجابة للشروط الامريكية لإعادة ما يُسمى بالثقة. وعلى الجهات المسؤولة في القطاع اتخاذ قرارات وإجراءات من شأنها تعزيز صمود المواطنين والتخفيف من آثار العدوان والأوضاع المعيشية الصعبة.. ونقول تعالوا معاً في غزة لنعيد الحياة الديمقراطية للمجتمع الفلسطيني عبر إجراء الانتخابات في الجامعات والنقابات والاتحادات والمجتمع المدني.

 

  1. إن مهمة مقاومة التطبيع والمُطبعين مع العدو الصهيوني والتصدي لخيانات مشيخات الخليج وأذنابهم يجب أن تبقى أولوية حاضرة على أبناء أمتنا العربية، فزيارة المجرم لبيد وزير خارجية العدو للمغرب، تُشكّل طعنة غادرة للشعب المغربي وإلى الشعوب العربية ولشهداء شعبنا. وعلى الشعوب العربية أن تنتفض في وجه هذا الطغيان الذي يجعل من هذا العدو كياناً طبيعياً في المنطقة لنهب خيراتها والسيطرة عليها أمنياً واقتصادياً.

 

جماهير شعبنا الأبي،،،

 

من هنا من على أرض السرايا الحكومية في مدينة غزة، سجن المسلخ في زمن الاحتلال البريطاني ومن ثم الاحتلال الصهيوني، هذا المكان الذي يحتفل به الثوار بانتصاراتهم ليقولوا لعدوهم أنتم إلى زوال ، فها نحن اليوم من هنا من فوق ركام أقبية التحقيق نورث الأجيال أمانة الشهداء ونزودهم بزاد الثورة، استمراراً لنهج الكفاح، وهنا نُجسد شعار (بالعلم والمقاومة نبني جيل النصر والتحرير).  نم قرير العين رفيقنا أبو علي وكل الشهداء.  وإننا على عهدكم لسائرون.. المجد للشهداء والحرية للأسرى ... والشفاء العاجل للجرحى