مستوطنة جديدة في مدينة القدس ستلتهم عشرات البيوت الفلسطينية

مخطط المستوطنة الجديدة في القدس
حجم الخط

أفادت مصادر مقدسيّة، اليوم الثلاثاء، بأنّ سلطات الاحتلال الصهيوني أعادت الدفع مجددًا بمشروعٍ قديم، يتضمن بناء مستوطنة جديدة تضم آلاف الوحدات السكنية والتجارية على أراضي مطار القدس ، الواقع في منطقة قلنديا شمال المدينة المحتلة.

وتعمل بلدية الاحتلال في القدس على الترويج لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية في منطقة قلنديا، وتحديدًا على أراضي المطار المستولى عليه من قبل سلطات الاحتلال منذ عام 1967.

وبحسب المصادر، فإنّ هذه المستوطنة ستكون الأولى في المناطق الشرقية لمدينة القدس المحتلة، وذلك منذ أن صادق الاحتلال على مستوطنة "هار حوما"، التي أقيمت على جبل أبو غنيم انطلاقًا من العام 1997.

وأشارت المصادر، إلى أنّ المستوطنة الجديدة ستقام على 900 دونم من أصل 1200 دونم المساحة الإجمالية لأراضي المطار، الذي أغلقته قوات الاحتلال عام 2000 وأوقفت استخدامه، بعد أن خصصته للرحلات الداخلية منذ احتلالها له.

بدوره، بيّن مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" سهيل خليلية لوكالة "وفا"، أنّ "مخطط إقامة مستوطنة على أراضي مطار القدس الدولي قديم جدًا، وراوح خلال الفترة الماضية بين فترات مدّ وجزر تبعًا للضغوط السياسية وبفعل الإجراءات البيروقراطية التي يتوجب اجتيازها، وهذا المخطط يعود للعام 2004، وعادة ما تمر المشاريع الاستيطانية بعشر مراحل، تحصل في كل منها على مصادقة جهة أو إدارة أو هيئة، وعدا عن ذلك كان هناك تشويش على التنفيذ بفعل الضغوط التي مورست من قبل المجتمع الدولي وإدارات أميركية مختلفة، تبعًا لحساسية المنطقة التي ستقام عليها المستوطنة".

وأكَّد خليلية، أنّ "مشروع إقامة المستوطنة دخل المراحل الأخيرة التي تسبق إقرار موعد بدء التنفيذ، بعد أن عاد ليطفو على السطح مع تولي دونالد ترامب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأميركية في الفترة السابقة، في حين أن صعود نفتالي بينيت لرأس الهرم السياسي في إسرائيل سيسرع من دفع هذا المخطط نحو التنفيذ، وبينيت دفع بالمشروع إلى المراحل الأخيرة من المصادقات التي تسبق مشاهدة الجرافات على الأرض، والتي لن تتأخر عن الربيع القادم".

وحذَّر "من ترويج المشروع على أنه حي استيطاني"، فيما أكَّد أنّ "المخطط يشمل بناء مستوطنة كاملة تخصص لأغراض السكن بشكل أساسي وترويجها تجاريا بضم المنطقة الصناعية الموجودة هناك "عطروت"، والمشروع يتضمن وحدات سكنية ومحال تجارية ومنطقة صناعية، وهذا يؤهل المستوطنة المتوقعة إلى الارتقاء لمصاف مدينة كاملة تتسع لما لا يقل عن 40 ألف مستوطن يتوزعون على 10 آلاف وحدة، قد يضاف لها 3 – 4 آلاف وحدة في المستقبل القريب".

كما شدّد على أنّ "المستوطنة ستكرّس لخطة الفصل ما بين القدس ومحيطها أو امتداداها الفلسطيني مع الضفة الغربية، وهي ستعيد رسم حدود ما تعرف إسرائيليًا بـ"القدس الكبرى"، التي تضم الكتل الاستيطانية الكبيرة، "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم، و"معاليه أدوميم" شرقي القدس، و"جفعات زئيف" شمال غرب القدس، والتي ستضم في طياتها المستوطنة الجديدة، وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها سيكون من منطقة القدس، وتحديدًا من منطقة تكتل "معاليه أدوميم" الاستيطاني المقامة شرق القدس، والتي لا تعتبر في الوقت الراهن جزءاً من القدس ولكن من الضفة الغربية، ولكن الاحتلال حين يعيد رسم حدود منطقة القدس الكبرى سيضم هذا التكتل الاستيطاني، وبالتالي سيكون هناك فصل جغرافي، لأن امتداد حدود نفوذ بلدية الاحتلال في القدس سيصل إلى منطقة البحر الميت".

من جانبه، لفت منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، إلى أنّ "مشروع المستوطنة الجديد القديم، لن يتوقف عند حدود 9 أو 10 آلاف وحدة، بل قد يصل إلى 15 ألفًا، وستشيد على أراضي مطار القدس الدولي أو ما يعرف بمطار قلنديا، القائم منذ عام 1920 وكان يتبع الأردن قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبعد فترة الانتداب البريطاني، والمستوطنة الجديدة، ستقام في المنطقة الوحيدة التي تغلق دائرة الاستيطان حول القدس، وتعمل فصلاً كليًا بالمستوطنات ما بين المدينة وما بين امتدادها باتجاه الغرب في رام الله وقرى شمال غرب القدس، وهذا خطر سياسي يهدد مستقبل قيام الدولة الفلسطينية وفصل عاصمتها عن امتدادها الجغرافي مع المناطق المحيطة بها في الضفة الغربية".

وتابع: "المناطق المحيطة بالمطار هي: حي كفر عقب شمالاً، ومن الغرب أحياء من مدينة البيرة، ومن جهة الجنوب الغربي قلنديا البلد وبلدة بير نبالا، وعمليًا ستقع المستوطنة الجديدة وسط تجمعات فلسطينية كثيفة سكانيًا، وهذا من شأنه أن يضع مخاطر على سكان تلك الأماكن، ولا أحد يعلم كيف يمكن أن تتطور الأمور، إذ قد نشهد توسعات جديدة للمستوطنة، وبالتالي هدم منازل وترحيل سكان، وعشرات البيوت الفلسطينية تقع بين المطار ومنطقة "عطروت" وفي المنطقة بين حاجز قلنديا وبين المطار، وإنشاء المستوطنة الجديدة سيهدد وجودها، ويضاف ذلك إلى 20 منزلاً ومنشأة دائرة خطر الهدم في منطقة قلنديا البلد، التي شهدت عام 2016 هدم 33 بيتًا".

وفي تقريرٍ سابقٍ له، قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إنّ "رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت أثبت في أكثر من مناسبة بأنه لا ينوي الابتعاد عن السياسة الاستيطانية التوسعية التي سار عليها سلفه بنيامين نتنياهو، فقد تعهد أكثر من مرة وأخرها في لقائه مع  رؤساء "مجالس المستوطنات بالضفة الغربية" (يشع)، باستمرار الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس، كما كان الحال في عهد بنيامين نتنياهو، حيث طمأن بينيت رؤساء المجالس بأن الاستيطان سوف يستمر وبأن وتيرته سوف تكون كما كانت في عهد رئيس الحكومة السابق نتنياهو".