الشعبية تُحيي الذكرى الـ54 لانطلاقتها بمسيرة جماهيرية ضخمة شارك بها عشرات الآلاف

حجم الخط

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة الذكرى الـ54 لانطلاقتها، بمسيرة جماهيرية ضخمة شارك بها عشرات الآلاف امتدت على طوال شارع الشهداء، انطلقت من ميدان السرايا، وصولاً إلى مقر الصليب الأحمر، تقدمها فرق الكشافة وقيادة وكوادر الجبهة وممثلي العمل الوطني والمجتمعي، وجمهور غفير.

ورفع المشاركون أعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور مؤسسيها وقادتها وأسراها وشهدائها، والشعارات المؤكدة على خيار المقاومة والوحدة.

وتعالت أصوات المشاركين بهتافات المقاومة والوحدة الوطنية، والاشادة بدور الجبهة على وقع الاغاني الوطنية والثورية الخاصة بالجبهة وفلسطين.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر " في يوم الجبهة الذي عمدته بالدماء والتضحيات، نتذكر خطف الطائرات والوعد الذي قطعه الأمين العام الرفيق أحمد سعدات صاحب الوعد الصادق الرأس بالرأس، ولا يمكن أن نمحي من ذاكرتنا مسدس حمدي قرعان".

وأكد أمام الحشد الجماهيري والوطني الكبير على أن مسيرة شعبنا مستمرة مهما غلت التضحيات وتصاعدت التهديدات والمؤامرات، فإما النصر أو النصر فهذا هدف الأحرار وطريقنا نحو التحرير.

وتوجه مزهر بتحية فخر ووفاء واعتزاز إلى جماهير شعبنا في كل مكان والشهداء والأسرى وفي المقدمة منهم للرفيق القائد أحمد سعدات ورفاقه ولأسيرات شعبنا وأسراه وللأسير جورج عبدالله، وللرفيقات والرفاق بالقطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، وإلى الشباب الثائر، وإلى شعبنا في المخيمات الذين يُشن عليهم حرب التجويع والتهميش والافقار.

وأعرب مزهر عن أسفه لضحايا الاشتباكات التي حصلت أمس في مخيم البرج الشمالي، متقدماً بأحر التعازي وعظيم المواساة لأسر الضحايا ولأبناء شعبنا في لبنان، داعياً إياهم للحذر من المحاولات المشبوهة لإشعال حرب أهلية داخل المخيمات وفق خطة مبيتة لاستهداف الوجود الفلسطيني. وضرورة تداعي الجميع بكل مسؤولية لتغليب المصلحة الوطنية ومحاصرة الأزمة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق مطلق النار.

ودعا مزهر لضرورة ممارسة النقد العلني الصريح للأداء الفلسطيني برمته، مؤكداً أن الجبهة ستكون أول من تمارس هذه العملية بكل مسؤولية أمام الجماهير، مطالباً بتمليك شعبنا كتلة تاريخية ضاغطة تؤسس لكسر الاحتكار ومساراً للخلاص الوطني من هذا الانقسام وبناء وحدة وطنية تستند للشراكة عمادها العدالة والشمولية في التمثيل، حارسها الحقوق والحريات، بوصلتها جبهة مقاومة وطنية موحدة وجامعة لشعبنا في مواجهة الاحتلال وأدواته وحربه التصفوية.

وكشف مزهر بأن الجبهة وضمن تفاعلاتها وحواراتها الوطنية في الداخل والإقليم، قَدمت رؤية وطنية شاملة لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة، باعتبارها مهمة وضرورة وجودية لشعبنا الفلسطيني، تحرر المؤسسة الوطنية من نهج التفرد والهيمنة والاستخدام، وتضمن حقوق المواطن الوطنية والاقتصادية والمعيشية، وستواصل الجبهة اتصالاتها مع الكل الوطني، وصولاً لاستعادة الوحدة وانهاء الانقسام كمهمة أساسية وفق تلك الرؤية المحررة من حسابات السلطة واحزابها وجماعات المصالح فيها.

وأكد مزهر ضمن الرؤية بأن المدخل الوطني الأساس هو إعادة بناء المنظمة على أسس وطنية ديمقراطية تحقق عدالة  التمثيل وشموليته وتحرر المنظمة ومؤسساتها من سياسات الهيمنة والتفرد، وهو ما يتطلب تفعيل صيغة الأمناء العامين باعتبارها إطاراً قيادياً مؤقتاً ومرجعيةً سياسية لشعبنا، وتشكيل مجلس وطني انتقالي لمدة عام يحضر لانتخابات مجلس وطني تشارك به القوى الوطنية والإسلامية وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل.

وطالب بالافراج عن قرار إلغاء الانتخابات الشاملة باعتبارها مدخلاً لإنهاء الانقسام وبناء الوحدة وتجديد شرعية النظام السياسي استناداً لإرادة الجماهير وحقها الديمقراطي بانتخاب ممثليها ودون ذلك ستبقى تلك المؤسسات منقوصة الشرعية لا تعبر عن الإرادة الشعبية، وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة محررة من اشتراطات الرباعية الدولية، .

ودعا لضرورة الاتفاق على برنامج وطني سياسي يتحلل من اتفاقات أوسلو والتزاماته الأمنية والسياسية والاقتصادية، ويحرر شعبنا من التنسيق الأمني، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود وتدير المقاومة الشعبية وتحدد اشكالها وتصوغ برنامجاً نضالياً ميدانياً يعزز وحدة الساحات وشراكتها، بما يرفع كلفة العدو ويُحولّه لمشروع خاسر.

وأشار مزهر في كلمته أن العدو الصهيوني وبشراكة أمريكية علنية بات يستغل كل لحظة لتصعيد حلقات عدوانه على شعبنا وثوابته وحقوقه في حروب سياسية واقتصادية وميدانية استهدفت التهويد والاسرلة والاستيلاء على الأرض، وفي المهداف الصهيوني الأمريكي حق العودة، وهوية القدس في ظل محرقة أوسلو وتداعياتها الكارثية على العلاقات الوطنية التي حاول العدو من خلالها تحويل الصراع إلى ديني. 

ووجه مزهر مجموعة من الرسائل، شدد في أولها أن لا مفاوضات ولا تفاهمات ولا تسويات ولا تسهيلات اقتصادية مقابل أمن هذا الكيان، فلا صوت يعلو فوق صوت المقاومة في مواجهة المحتل ومخططاته التصفوية.

وفي الرسالة الثانية أكد أن إعادة الإعمار غير خاضع للابتزاز أو لتجريد شعبنا من منجزات انتزعتها بنادق مقاوميه، فهذا الحق ثابت سيقاتل شعبنا لانتزاعه. 

وفي الرسالة الثالثة قال مزهر " "واهماً من يعتقد بأن الجبهة ستبقى مكتوفة الأيدي أمام الاستهداف وحرب الاقتلاع التي تُمارس بحق الجبهة وكوادرها وأهلنا في الضفة، فرصاصاتنا كثر وبنادقنا ستظل مُشرعة، وكل الساحات ساحات مواجهة موحدة ومترابطة".

وعلى الصعيد العربي اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة أن التطبيع والتحالف السياسي والأمني والاقتصادي مع الاحتلال يُشكّل عدواناً أمنياً على شعوب تلك الدول أولاً، وعدواناً علينا وعلى العمق العربي للقضية الفلسطينية ثانياً، معرباً عن ثقته بأن الأمة العربية حاضرة في الدفاع عن فلسطين وشراكة شعبها في ميادين المواجهة. 

واعتبر مزهر أن ما جرى في معركة سيف القدس ليس ببعيد وما زال حاضراً في وجدان كل الاحرار من أمتنا العربية والعالم، حين تحركت الجماهير للحدود الأردنية واللبنانية ومدى استعداديتها وتضحويتها تأكيداً لتمسك الشعوب المبدئي والوجداني بالقضية الفلسطينية، وباعتبارها القضية المركزية. 

ودعا مسؤول فرع الجبهة في غزة إلى تشكيل أوسع جبهة عربية لمقاومة التطبيع تأخذ على عاتقها تحصين المجتمعات العربية من هذه الآفة ومخاطرها الأمنية والاقتصادية والسياسية على استقلالهم الوطني اولاً وعلى أمن شعوبهم كما أمنهم القومي فأمنها من أمن فلسطين وأهلها.
ووجه مزهر رسالة إلى أسيراتنا واسرانا الأبطال واصفاً إياهم بأنهم عناوين كرامتنا الوطنية ومتاريس الحرية وقناديلها المرفوعة في سماء فلسطين، مجدداً نجدد العهد لهم بالنضال من أجل تحريرهم، وصوغ برنامج وطني جامع يستجيب لتضحيات الحركة الاسيرة، ويضع المؤسسات الوطنية امام مسؤولياتها كما يضع المؤسسات الحقوقية أمام قراراتها ومواثيقها.

كما وجه رسالة إلى جماهير شعبنا مؤكداً أن الجبهة ستبقى متراساً وخطاً متقدماً في وجه كل من تغول على الحقوق المعيشية والحياتية لشعبنا، وستواصل القتال في مختلف الميادين لتحصيل الحقوق وحمايتها، وضد الغلاء والاحتكار والاستغلال والفساد، والبطالة والفقر، وضد استخدام الحاجات الإنسانية والمعيشية للفقراء في صراعات السلطة المقيتة، والقتال ضد الاحتلال والاستبداد باعتبارهما السبب الأساسي وجذر كل المشكلات.  

وشدد مزهر على ضرورة الافراج عن مخصصات الشؤون الاجتماعية من فقراء شعبنا، والتوقف عن سياسة التلاعب في قوت الفقراء، وضرورة اعتماد شهداء 2014. 

وكشف مزهر بأن الجبهة أمام استحقاق وطني وحزبي يتمثل في عقد المؤتمر الوطني الثامن للجبهة، كمحطة للتقييم تقدم خلالها المَثّل والقدوة، مطالباً الرفيقات والرفاق بوقفة جدية مع الذات تُحرر العقل الجمعي بكل مسؤولية وأمانة وطنية، وعدم الخجل من أخطائنا والوقول بوضوح أين أصبنا...وأين أخطأنا.. وأين يجب أن نُراكم، محطةً للانطلاق نحو ساحات وميادين الفعل ببرامج وأدوات عصرية، وأيديلوجية كفاحية ثابتة تتمسك بالبعد الاستراتيجي في مهمة التحرر الوطني والديمقراطي في فلسطين من النهر إلى البحر. 

واختتمت المسيرة على وقع قسم الجبهة الشعبية الذي ردده المشاركون والجماهير الكبيرة الحاشدة التي امتلأت الساحة بها.