"الشعبية": "معركة الكرامة" لعبت دورًا هامًا في تأكيد مركزية المقاومة

بيان صحفي صادر عن الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في ذكرى معركة الكرامة

يصادف اليوم ذكرى معركة الكرامة التي سطّر فيها المقاتلون الفلسطينيون والأردنيون أروع صفحات البطولة والتضحية في التصدي لجيش العدو الصهيوني الذي استهدف المقاومة الفلسطينية وقواعدها داخل الأراضي الأردنية، تلك المعركة التي أعادت للأمّة العربية كرامتها بعد هزيمة الجيوش العربية عام 1967.

في 21/3/1968 شنّت قوات الاحتلال الصهيوني هجوماً بالدّبابات والطائرات والمدفعيّة على قرية الكرامة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، إلّا أنّ بسالة المقاتلين الفلسطينيين وقوّات الجيش الأردني في المنطقة، أجبرت قوات الاحتلال على الانسحاب من أرض المعركة بعد أن أوقعت بها خسائر فادحة وأفشلت أهداف العدوان بتصفية المقاومة الفلسطينيّة.

كان لهذه المعركة دوراً هامّاً في تأكيد مركزيّة المقاومة كشكل رئيسي في مقاومة الكيان الصهيوني ووجوده في أرض فلسطين، علاوةً على خلق حالة من الالتفاف الجماهيري في الشتات ومخيمات اللّجوء حول الثورة الفلسطينيّة وانخراط الآلاف منهم في صفوفها، كما فتحت الآمال أمام الجماهير العربيّة بإمكانيّة الانتصار على العدو الذي أشاع مع حلفائه والرجعيّة العربيّة مناخات اليأس في صفوفها بعد هزيمة حزيران 1967.

في ذكرى معركة الكرامة الباسلة، تدعو الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، القوى الفلسطينيّة كافة وحركات التحرّر العربية، إلى استحضار ما أفرزته من دروس هامّة خاصة في ظل الأزمة الرّاهنة التي يعيشها الوضعان الفلسطيني والعربي، ومن أهمها:

•    الإيمان بالقدرة على هزيمة الكيان الصهيوني وآلته العسكريّة؛ إذا ما توافرت الإرادة كما تجلّت في معركة الكرامة وغيرها من معارك لاحقة ضد العدو.

•    إعادة الاعتبار لمكانة القضيّة الفلسطينيّة كقضيةٍ قوميّة ومركزيّة للأمّة العربيّة، حيث مع هذا الربط، خاضت قطاعات من الجيش الأردني معركة باسلة في الدّفاع عن الثورة الفلسطينيّة، وكانت عاملاً هامّاً في حسم معركة الكرامة لصالح الثورة وفي الهزيمة النكراء لقوات العدو، كما -مع هذا البعد القومي- انخرط الآلاف من المناضلين العرب في صفوف الثورة الفلسطينيّة وقدموا أرواحهم انتصاراً لقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنيّة.

•    إنّ إعادة التأكيد على مكانة القضيّة الفلسطينيّة كقضيّة قوميّة، يجب ألّا تنحصر فقط في دعم الشعوب العربية للقضية الفلسطينية، وإنما تتطلب من جانب آخر أن تنحاز فصائل العمل الوطني الفلسطيني في مواقفها إلى الشعوب العربية ومصالحها وتعزيز علاقاتها مع فصائل وقوى حركة التحرر العربية.

•    إنّ الأمن القومي العربي لا يتحقّق إلّا بالدفاع عن المصالح العليا للأمّة العربيّة، ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله لهزيمة الكيان الصهيوني، ولتحقيق ما سبق، ندعو للعمل على توحيد الجهود الشعبيّة والحزبيّة العربيّة في أطر محليّة وقوميّة لمواجهة ووقف مسار التطبيع الذي أقدمت عليه العديد من الأنظمة العربيّة، ومقاومة انخراطها في سياسات واستراتيجيات معادية لمصالح الشعوب العربية وشعوب المنطقة.

•    إعادة الاعتبار لطابع الصراع مع الكيان الصهيوني باعتباره صراعاً شاملاً ووجودياً، يتطلب برنامجاً وطنياً يمسك بكامل الحقوق الوطنية والتاريخية لشعبنا في فلسطين، ويفتح على أشكال المقاومة كافة وفي القلب منها المقاومة المسلّحة.

•    إنّ إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع دولة الكيان وما ترتب عليها من التزامات وقيود واعتراف بها والقطع مع رهانات وأوهام التسوية، يشكّل أولويةً لا غنى عنها لصوغ البرنامج الوطني الذي يشكّل ناظم لإدارة الصراع مع دولة الكيان باعتباره صراع وجود معه.

•    أهميّة الوحدة الوطنيّة في إدارة المعركة مع الكيان الصهيوني وقواته ومشاريعه الاستعماريّة الاستيطانيّة، ما يتطلب إنهاء الانقسام بشكل عاجل وفقاً للاتفاقيات الموقعة، وإعادة بناء مكونات النّظام السياسي خاصّة منظمة التحرير الفلسطينيّة على أسس وطنية وديمقراطيّة، بحيث تكون قادرة على قيادة النضال الوطني، واعتماد الشراكة فيها سبيلاً لإدارة الشأن الوطني، ولإدارة الصراع مع الاحتلال.

عاش نضال شعبنا الفلسطيني

عاشت شعوب أمتنا العربيّة

النصر المحتم لشعبنا

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الإعلام المركزي

21/3/2022