أبو أحمد فؤاد: كل السياسات الصهيونيّة فشلت في إخضاع الشعب الفلسطيني

قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، مساء الأحد، إنّ الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل غياب التوافق واستمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس، خاصّة في ظل غياب أرضيّة للتوافق في المستقبل المنظور.

وأضاف، في حديثٍ متلفز عبر فضائية فلسطين اليوم: "نأمل أن يبذل الجميع جهدًا لتخطي نقاط الخلاف الرئيسي التي لم تعد بين فتح وحماس فحسب، وإنما بين تيارين، واحد يُراهن على أوسلو وخيارها، وآخر يُراهن على المقاومة بكافة أشكالها"، لافتًا إلى أنّ "المبادرة الجزائرية محاولة لاستكمال الجهود المصريّة لتحقيق الوحدة، والتغلّب على الأزمة الفلسطينيّة، وهناك أسُسًا عديدة يمكن البناء عليها واستحداث مواقف نتفق عليها جميعًا، والجزائر إذا لم تجد الحد الأدنى من إمكانيّة الاتفاق بين الفصائل؛ فإنّها لن تدعو للحوار الشامل".

وشدّد فؤاد على أنّ "الخسائر تزداد بسبب السياسات التي تتبعها القيادة الفلسطينيّة القائمة؛ التي ما زالت تراهن على المفاوضات، ولا تنفّذ أيًا من القرارات المتفق عليها بين الفصائل"، مُؤكدًا أنّ "القيادة المتنفذة لم تترجم أيًّا من القرارات الجماعيّة والمتخذة خلال الاجتماعات الفلسطينيّة الموسّعة، وإلغاء الانتخابات، وعقد المجلس المركزي مؤخرًا تسبب بمزيدٍ من الانقسام"، مُشيرًا إلى أنّه "إذا فشل اللقاء في الجزائر ستزيد التوترات والمشاكل الداخليّة، وسيكون مرد هذا الأمر سيئًا على نضالات الشعب الفلسطيني".

وفيما يتعلّق بمحور المقاومة، أكَّد أبو أحمد فؤاد أنّ "محور المقاومة متنبئ بسياسات وتخطيطات العدو الصهيوني، وهذا المحور ليس شكلاً فقط وإنما يتصرّف بتوافقٍ مع جميع القوى المُقاوِمة ضد الاحتلال"، مشيرًا إلى أنّ "الاستهداف الأخير لمقر "إسرائيلي" في العراق، كان على مستوى عالٍ من الدقة".

واعتبر نائب الأمين العام أنّ "الحرس الثوري و إيران في حالة دفاعٍ عن النفس، وفي حالة دفعٍ للمخاطر في المناطق المحيطة به"، مؤكدًا أنّ "العدو الصهيوني يسعى إلى إنشاء قواعد له بمناطق قريبة من إيران لا سيما في بعض بلدان الخليج وهذا لن يسمح به الحرس الثوري الإيراني".

وفي هذا السياق، أضاف إنّ "الولايات المتحدة تقدّم للعدو كل الإمكانيات التي تسمح له أن يبقى متفوقًا على الأمة العربيّة وقوى المقاومة" مُعتبرًا أنّ "مسألة التطبيع جاءت في هذا السياق، الذي يهدف أن يكون الكيان جزءًا من المنطقة، وبامتيازاتٍ معيّنة وبعيدة المدى"، مشددًا على أنّ "التطبيع مرفوض شعبيًا وعربيًا، وهذه مرحلة مؤقّتة وستزول بفعل الشعب العربي الذي يكتشف تدريجيًا أنّ ما تم ليس من مصلحته".

وتابع فؤاد: "هذه الدول قاتل أبناء شعبها مع فلسطين في كل الحروب مع الكيان الصهيوني، لذلك التطبيع ذاهب للفشل عاجلاً أم آجلاً، وستكتشف أنّ الشعب العربي سينهض ويعود بالأمور لنصابها".

كما تطرّق فؤاد خلال حديثه إلى عمليات المقاومة الأخيرة بالضفة قائلًا إنّ "قيام النضال المسلّح مؤخرًا في الضفة المحتلة تطور نوعي، وكل المقاومين أثبتوا أن لديهم مخزون كفاحي مقاوم نوعي، وبات ملموسًا من قبل أبناء شعبنا، وكل هذا يدلّل على أنّ كل السياسات الصهيونيّة فشلت في إخضاع الشعب الفلسطيني، وهذا أثبت أنّ المقاومة المسلّحة قائمة من غزّة إلى كل المناطق الفلسطينيّة، ونحن في حال مقاومة عسكريّة ومسلّحة تناضل من أجل التخلّص من الاحتلال".

وتحدث أبو أحمد فؤاد عن الأمين العام للجبهة الشعبيّة المعتقل في سجون الاحتلال القائد أحمد سعدات، قائلًا: "مضى على اعتقال المناضل سعدات ورفاقه 20 عامًا سواءً في سجون العدو المباشرة أو غير المباشرة، وما جرى من تسليمٍ لهم يعتبر مهزلةً، ولا يمكن أن يحصل ما حصل بحق مُنفذي عمليةٍ بطوليّة".

كما اعتبر أنّ "هذه مناسبة لأن نؤمن أنّ الحل الوحيد للأسرى وتحريرهم هو أسر "إسرائيليين"، وما عدا ذلك لا يمكن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من خلال مفاوضاتٍ وتنسيق أمني"، لافتًا إلى أنّ "أوسلو لم تفرج عن أي أسير، لكن من استطاع الإفراج هو العمليات التي قامت بها المقاومة والتي كانت الجبهة الشعبيّة سبّاقة بها".

وختم فؤاد حديثه: "متفائلون بأن يكون هناك إمكانيّة تبادلٍ ما بين الأسرى الذين بحوزة المقاومة، مقابل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ونعتبر دائمًا أنّ المعارك مع الكيان يجب أن تطرق كل الأبواب، وعلى السلطة والمنظمة بمؤسساتها أنّ تضع قضية الأسرى على سلّم أولوياتها".