الغول: العمليات الفدائيّة بالداخل المحتل تؤكّد أنّ شعبنا لا يمكن أسرلته

كايد الغول
حجم الخط

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كايد الغول، مساء الأربعاء، إنّ "يوم الأرض الخالد بات مناسبةً وطنيةً فلسطينيّةً يؤكّد من خلالها الشعب الفلسطيني تمسكه بالأرض باعتبارها حقًا خالصًا له، وفي هذا العام، تكتسب هذه المناسبة أهميةً خاصّةً بعد أن جرت مياه كثيرة في العلاقات العربيّة الرسميّة مع الكيان الصهيوني، والتي بنى عليها إمكانية الضغط على الفلسطينيين والتخلّي عن حقوقهم التاريخيّة التي كفلتها لهم الشرعيّة الدوليّة".

وأوضح الغول في لقاءٍ خاص عبر فضائيّة فلسطين اليوم تابعته "بوابة الهدف"، أنّ "الشعب الفلسطيني يؤكّد رغم قساوة الظرف الذي يعيش فيه وحالة الارتداد الرسمي من خلال التطبيع مع "إسرائيل" ورغم تخاذل المؤسّسات الدوليّة وتوفير كل الدعم للاحتلال، بقاءه متمسكًا بأرضه والدفاع عنها"، لافتًا إلى أنّ "إحياء هذا اليوم في كلّ أماكن تواجد الفلسطينيين يؤكّد توحّد هذا الشعب وتمسكه بهويته الوطنيّة التي سعى الكيان الصهيوني إلى تفتيتها".

وأكَّد الغول أنّ "العمليات في مناطق الداخل المحتل لها دلالة تؤكّد على أنّ الشعب في الداخل لا يمكن أسرلته أو تغييب هويته الوطنيّة، كما أنّها تعطي البُعد التاريخي للحق الفلسطيني، وهذا ما يقلّق الحكومة "الإسرائيليّة"، وهذا القلق الذي تجلّى بوحدة الفلسطينيين في معركة "سيف القدس "، حيث أضحت كل محاولات تمزيق الشعب الفلسطيني وتفتيت هويته فاشلة، وعاد الشعب على تأكيد هويّته وحقوقه الثابتة".

وتابع الغول: "بدأ المسؤولون في الكيان الصهيوني بالدراسة الجديّة لهذه الحالة التي تجلّت في المعركة الأخيرة، وأعتقد أنّ ما يجري الآن هو تواصل لما بدأ في هذه المعركة، رغم أنّ الكيان الصهيوني سعى بكل الوسائل لكيّ الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، ومحاولة وضعهم في سياق أقليةٍ لا تخضع لكامل الحقوق، وأراد أن يبعدهم عن هويّتهم الوطنيّة".

وأردف الغول بالقول: "الفلسطينيون أرادوا التمسّك بهويّتهم والتعبير عن ذلك، كما أنّهم يُدركون أنّ عدم مقاومة هذا الكيان سيؤدي إلى المزيد من التغوّل على حقوقهم وتهميشهم، والإجراءات والقوانين العنصريّة "الإسرائيلية" الأخيرة، تضيف إلى وعي الفلسطينيين في الداخل ضرورةً لمواجهة هذا الكيان، وما جرى في النقب إضافةً إلى كل ما سبق، هو ضمن محاولات الكيان لتهجير سكّان النقب وهدم قراه، وهذا يُعزّز قناعة الدفاع عن الأرض لدى الفلسطينيين".

وشدّد الغول على أنّه "ومنذ النكبة حتى الآن، تتعزّز قناعة أنّ التعايش مع هذا الكيان أمر غير ممكن، وكلّ من توهّم أنّه بالإمكان عقد سلام معه وإمكانية أخذ الحقوق منه وصل إلى طريقٍ مسدود، وهذا الكيان لا يريد للفلسطينيين أيّاً من الحقوق التي يمكن أن تؤدي إلى عودته"، مُؤكدًا أنّه "في ضوء الوصول إلى الحلقة المفرغة التي تدور فيها القيادة الفلسطينيّة، وحالة الانحطاط الرسمي العربي، فكلّ ذلك أدّى لقناعة عودة الصراع مع الكيان في مختلف الساحات".

وبيّن الغول أنّ "من يُقاوم في الميدان هو الجيل الذي نشأ بعد اتفاق أوسلو، وهذا ما يثبت حقيقة أنّ محاولات كي الوعي فاشلة منذ النكبة وحتى الآن، والعمليات الفدائيّة ستُربك المؤسّسة الأمنيّة الصهيونيّة التي ستبذل جهودًا كبيرة لمحاولة الحد منها لأنّ القضاء عليها شبه مستحيل، لا سيما وأنّهم توهّموا سابقًا أنّه جرى تطويع الحالة العامة في أراضي الداخل المحتل".

وقال الغول: "اليوم تتعزّز إمكانية وجود مواجهة أشمل في الأراضي المحتلة، وهذا يُزيل وهم إمكانية مواجهة الشعب الفلسطيني وإرادته، والاتجاه العام في المجتمع "الإسرائيلي" يتجه للفاشيّة والعنف مع الفلسطينيين، وكانوا يتوهمون أنّ أدواتهم الأمنيّة قادرة على ذلك، والعمليات الأخيرة أثبتت عكس كل ذلك وفشله".

وحول العمليات الفدائيّة الأخيرة، أكَّد الغول أنّها "كانت أبلغ ردٍ على قمة النقب، وكان تنفيذ العملية في مكان عقد تلك الاجتماعات، ليقول إنّ هذا البديل عن خيار الاستسلام الذي يتم ممارسته"، فيما رأى أنّ "الاجتماعات الأخيرة هي محاولة لتكريس الشرق الأوسط الجديد، الذي تم الترويج له ومحاولة فرضه سابقًا بشكلٍ كبير، والذي يعطي الاعتراف الكامل للكيان الصهيوني عربيًا، كما أنّها جزء من مسار ترامب الذي أُعلن عنه بوضوح، وما جرى ينتقل إلى صوغ اتفاقات وتحالفات على كل المستويات، والخشية أن نكون أمام حلفٍ في هذه المنطقة، يهدف للدفاع عن الكيان الصهيوني، بدلاً من الدفاع عن فلسطين".

أمّا بشأن منظمة التحرير، قال الغول: "نريد أن تعود منظمة التحرير لمكانتها ودورها باعتبارها رائدة للنضال الفلسطيني، وهذا لا يمكن أن يتحقّق ما دام الانقسام قائمًا، وفي ظل تغييبها وتغييب ميثاقها وهيئاتها والتفرّد بقراراتها، ويجب أن تكون المنظمة هي الجبهة الوطنيّة التي ينضوي في إطارها مجموع الشعب الفلسطيني وقواه المختلفة، وهي التي تُدار بشراكةٍ وطنيةٍ وبالاستناد إلى برنامجٍ وطنيٍ جامع"، مُؤكدًا أنّ "جبهة المقاومة الشعبيّة يجب أن تكون أمرًا يعزّز هذا المطلب ولا يحل مكان المنظمة، لتُدير الميدان وتعظّم قدرته في التأثير على مقاومة الاحتلال، وصولاً إلى انتفاضةٍ شاملة".

ورأى الغول خلال حديثه، أنّ "المانع من إقامة هذه المطالب هو البرامج المختلفة، لأن هناك برامج ما زالت تراهن على المفاوضات مع الاحتلال، ونقول إن المقاومة الشعبيّة يجب أن تكون مُنَظِّمة لأي مقاومة للاحتلال في أي بقعةٍ من أرض فلسطين، وهذا لا يمكن أن يكون في ظل عقلية التفرّد بالقرارات الفلسطينيّة، ذلك يجب أن نعمل على بناء وحدةٍ فلسطينيةٍ تعدديةٍ تعيد تموضع الحالة الفلسطينيّة في إطار الساحة العربيّة والدوليّة، وتُغادر أي جهةٍ منحازةٍ للعدوّ الصهيوني".

وحول إدانة السلطة الفلسطينيّة للعملية البطولية يوم أمس، شدّد الغول أنّ "السلطة هي الخاسرة في إدانة العمليات الفدائيّة، لأنّ المزاج العام الفلسطيني مع مقاومة الاحتلال، وأي إدانةٍ لها لن يفيدها بشيء، وسؤالي لأي شخصيةٍ فلسطينيةٍ تُدين هذه الأفعال، هل تم إدانة الجرائم التي تُرتكب بحقّ الفلسطينيين من قبل أيّ مسؤولٍ إسرائيلي؟ من يعتبر أنّ هذه الإدانات يمكن أن تُخفف الضغوط أو تؤدي إلى انفراجةٍ في العلاقات، أقول له إنّ هذا يعتبر وهمًا لا أكثر، ونحن نعلم أنّ السلطة تتعرّض لمثل هذه الضغوط لإدانة الأعمال المقاومة، وواجبها في هذا الجانب ألّا تستجيب لتلك الضغوط، وواجبها أن تقول إنّ ما يجري نتاجًا للجرائم "الإسرائيلية" بحقّ الشعب الفلسطيني".