الجبهة الشعبية: يوم الأسير يمثل تكثيفًا عميقًا لنضال وكفاح شعبنا ومقاومته الباسلة

 بيان صادر عن الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني

أبناء شعبنا الفلسطيني.. أبناء أمتنا العربيّة.. أحرار العالم

نُحيي معكم يوم التضامن مع الأسير الفلسطيني في سجون العدو الصهيوني، هذا اليوم الذي عُمدّ بنضالات وتضحيات وعزم وثبات الحركة الوطنيّة الأسيرة، وصمودها الأسطوري في وجه القمع والعنف والإرهاب والعَسَف الذي مورس وما يزال يمارس بحقهم، حيث لم تَعّدَم الوسيلة التي تواجه فيها عدوها مستندة إلى سلاح الإرادة والتحدي، وإبداع وسائل المواجهة من معارك الأمعاء الخاوية بالإضرابات متعددة الأغراض والمدد الزمنية، وبالمواجهات المباشرة مع إدارة مصلحة السجون، التي تخضّبت بالدم، في كلّ بقعةٍ من المعتقلات، لتنبت فيها مدرسة وطنية ثورية رائدة، كانت وما تزال رافدًا مهمًا وأصيلًا لنضالنا وحركتنا الوطنية.

إن يوم الأسير الفلسطيني الذي استمد رمزيته من نضال وكفاح وصمود الحركة الأسيرة؛ يمثل تكثيفًا عميقًا لنضال وكفاح شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، من أجل انتزاع حريته واستقلاله وتقرير مصيره وحقوقه الوطنية والإنسانية كاملة، وليس أدل على ذلك من لحظة احتدام الاشتباك مع العدو الصهيوني في كل بقعة على أرض فلسطين، من القدس، مرورًا برام الله وجنين وأم الفحم، وليس انتهاء بالسجون والمعتقلات التي تزدحم يوميًا بمناضلين جدد، في محاولة العدو لكسر شوكة المقاومة التي تتوسّع شعبيتها ووسائلها وتتعزّز القناعة بأنّها هي الخيار الرئيسي لمواجهة العدو وأهدافه التصفوية، على الرغم من كل الإجراءات العدوانيّة الإرهابيّة الصهيونيّة ضد شعبنا ومنهم أسرانا وأسيراتنا، الذين يواجهون ظروفًا مأساوية وغير إنسانية البتة؛ تُنتهك فيها حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، من خلال استراتيجيات وسياسات ممنهجة، في تحدٍ وانتهاكٍ صريحٍ لقواعد القانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة.

أبناء شعبنا الأحرار

إنّ يوم الأسير؛ يجسد محطة نضالية، تستوجب منا جميعًا أن نقف لتقييم أدائنا وعملنا وتصويبه في دعم وإسناد الحركة الأسيرة، باعتبار أنّ قضية الأسرى تُمثّل إجماعًا وطنيًا، لا مجال لأحد أن ينأى بنفسه عنها أو القبول بتحويلها إلى ذكرى موسميّة فقط؛ فالعمل الجاد والمنهجي، وفق خطة استراتيجيّة وطنيّة؛ تعطي هذه القضية بعدها السياسي التحرري الإنساني، مهمة يجب أن تتصدر برنامج عمل قوى المقاومة والهيئات والمؤسّسات الشعبيّة والمجتمعيّة والمؤسّسات الحقوقيّة والإنسانيّة.

وفي السياق ذاته، ندعو الفعاليات والمؤسّسات الدولية المعنية بقضية الأسرى الفلسطينيين ولجان التضامن وحركة المقاطعة والمؤسّسات الحقوقيّة الدولية، إلى بذل الجهود من أجل إعداد ملف حول الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، وتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية، وملاحقة قادة الاحتلال قضائيًا كمجرمي حرب، انطلاقًا من أنّ قضية الأسرى؛ قضية حرية وانعتاق شعب بأكمله من براثن الاحتلال وعدوانه المستمر؛ بحكم المواثيق والاتفاقات والقرارات الدولية التي شملتهم.

أسيراتنا.. أسرانا البواسل    
 
في يوم السابع عشر من نيسان؛ يومكم النضالي الأبي، نجدد تحية الفخر والاعتزاز بكم ولكم، وننحني لصمودكم وتضحياتكم؛ إذ كنتم دومًا في خندق المقاومة الأمامي وحملةً للوائها، ومنكم نستمد إرادة التحدي والإصرار والصمود التي جسدها أبطال عملية نفق الحرية، كتعبيرٍ صارخٍ عن مطلبكم ومطلب شعبكم العادل في الحرية والعودة والاستقلال، كما ننحني إجلالًا وإكبارًا لشهداء الحركة الأسيرة الذين ارتقوا في معارك البطولة والشرف والإباء.. وباسمكم نتوجّه بالتحيّة والاعتزاز إلى كل معتقل سياسي ارتبط بالقضية الفلسطينيّة على المستوى الأممي، وناضل لأجل حريتها وحرية شعبها، وفي مقدمتهم الرفيق المناضل جورج عبد الله؛ أقدم أسير سياسي على مستوى العالم، والذي ما يزال أسيرًا في السجون الفرنسيّة، ويرفض المقايضة على القضية الفلسطينية بحقه في الحريّة.

المجد للشهداء

الحرية للأسيرات والأسرى

والنصر لشعبنا ومقاومته

الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين 

دائرة الإعلام المركزي 

17/4/2022