أزمة جامعة بيت لحم: خطوة إلى الوراءْ والرفاق ينتصرون

حجم الخط

أعلن مجلس الطلبة في جامعة بيت لحم بالضفة المحتلة، مساء اليوم الخميس 28 أبريل/ نيسان، أنّه علّق كافة أنشطته الاحتجاجيّة، وذلك بعد أن حقّق انتصارًا على إدارة الجامعة التي تعسّفت في قراراتها بحق الطلبة وممثّل جبهة العمل في الجامعة الرفيق فادي عيّاد على وجه التحديد، إذ جرى الاتفاق على إلغاء القرارات المتعلّقة بتحميد المجلس والانذارات الصادرة عن الإدارة.

وعلمت "بوابة الهدف الإخباريّة"، أنّ الاتفاق ينص على تشكيل لجنة تحقيقٍ مستقلّة يُشارك فيها أحد أعضاء جبهة العمل الطلابي كي تبحث ملابسات قضيّة ممثل جبهة العمل فادي عيّاد وملابسات فصله من الجامعة.

تشكيل لجنة تحقيق مُحايدة

وأعلنت إدارة الجامعة في بيانٍ رسمي لها، أنّها قرّرت "إتاحة المجال لمزيدٍ من الحوار المهني من خلال تشكيل لجنةٍ مهنيةٍ مستقلّة برئاسة عضو مجلس الأمناء د. إيهاب بسيسو، للنظر في كافة جوانب الأزمة الحاليّة، وعرض نتائج أعمالها الملزمة للجميع، في جامعة بيت لحم، وبالتالي تم الاتفاق على ذلك حفاظًا على المسيرة التعليميّة في الجامعة، وعليه سيكون غدًا الجمعة الموافق 29 نيسان 2022 دوامًا وجاهيًا كالمعتاد".

الرفيق عيّاد أضرب عن الطعام والماء لقرابة 13 يومًا على التوالي في سبيل انتزاع ما تم انتزاعه اليوم، إذ أخبر "بوابة الهدف" أنّه راضٍ عن هذه النتيجة المبدئيّة وفكَّ إضرابه إلى حين صدور نتائج لجنة التحقيق.

وقال عيّاد الذي نُقل ليلة أمس للمستشفى لتدهور حالته الصحيّة، لموقعنا، إنّني "أقدّر وقفة جميع الطلبة وخاصّة رفاقي في جبهة العمل خلال هذه الأزمة التي رفضنا فيها التنازل عن حقٍ من حقوقنا وهو حق التعبير عن الرأي، إذ لم أرتكب أيّة مُخالفة حقيقيّة كي يصدر ما صدر بحقّي من إدارة الجامعة"، مُشيرًا إلى أنّ جبهة العمل جمّدت كافة الفعاليّات الاحتجاجيّة، وفي المقابل جمّدت الجامعة كافة قراراتها بهذا الخصوص.

كما بيّن فادي أنّ "اللجنة التي تم تشكيلها هي مُحايدة وننتظر نتائجها في نهاية المطاف، حيث تشمل أحد أعضاء جبهة العمل بعيدًا عن إدارة الجامعة، وسيعود كل شيء إلى طبيعته من ناحية استئناف الدوام الدراسي في الجامعة".

حل مؤقّت للأزمة

ومن جهته، عبَّر مسؤول العلاقات العامة في الهيئة الإداريّة لنقابة العاملين في الجامعة وسام رفيدي، عن إدانة نقابة العاملين لقرار إدارة الجامعة بتجميد نشاطات مجلس الطلبة المنتخب، إذ لا تمتلك الإدارة الحق في تجميد هيئةٍ شرعيّةٍ منتخبة من قِبل أغلبيّة الطلبة.

وشدّد رفيدي خلال حديثه مع "بوابة الهدف"، على أنّ هذا القرار كان بمثابة عقوبةٍ جماعيّة لما يُقارب 3000 طالب وطالبة، في ظل أنّ الجامعة لم تقدّم تفاصيل وإثباتات قطعيّة قبل فرض عقوباتٍ على الطلبة "المُخالفين"، مُبينًا أنّ الأزمة جرى حلّها مؤقتًا إلى حين صدور نتائج لجنة التحقيق.

وكي لا تتكرّر مثل هذه الأزمة التي بالتأكيد انعكست على سير المسيرة التعليميّة في الجامعة، رأى رفيدي أنّه يجب على الجامعة أن تتروّى ولا تتخذ قرارات انفعاليّة أو تتسّم بالعقوبات الجماعيّة، وعندما يكون هناك مُحاسبة فرديّة لشخصٍ معينْ على سلوكٍ ما فيجب أن تتسم هذه المُحاسبة بالهدوء والاتزان وتكون مبنيّة على بيّناتٍ ودلائلَ دقيقة، أي يجب أن تُحل الأمور بحكمةٍ بعيدًا عن ردّات الفعل التي تصعّد من الأزمة.

التضامن الطلابي امتد للعديد من الجامعات

نُشير هُنا إلى أنّ التضامن الطلابي لم يقتصر فقط داخل أروقة جامعة بيت لحم وطلبتِها الذين احتجوا واعتصموا وندّدوا بقرارات الإدارة لأيامٍ وأيّام هم وعائلاتهم الذين اعتصموا داخل الجامعة، بل امتد هذا التضامن إلى أنّ وصل إلى عدّة جامعاتٍ فلسطينيّةٍ في الضفة المحتلة، إذ علمت "الهدف"، أنّ رفاقًا من جبهة العمل الطلابي في خمس جامعات خاضوا إضرابًا عن الطعام ليومٍ واحد تضامنًا مع رفاقهم في جبهة العمل بجامعة بيت لحم وإسنادًا للرفيق فادي عيّاد الذي خاض الاضراب قبل التوصّل إلى حلٍ مبدئي للأزمة.

"لن نترك رفاقنا"

وبحسب مسؤول الإعلام في جبهة العمل الطلابي بجامعة فلسطين الأهليّة في بيت لحم جمال العيسة، فقد خاض الرفاق في كلٍ من "جامعة البوليتكنك، جامعة الخليل، جامعة القدس أبو ديس، جامعة فلسطين الأهلية، جامعة بيرزيت" إضرابًا عن الطعام، منهم ليومٍ واحد، ومنهم لثلاثة أيّام، وذلك تحت شعار "لن نترك رفاقنا لوحدهم".

وبيّن العيسة أنّ هدف الرفاق الأساسي هو إسناد الرفيق فادي عيّاد في هذه الأزمة التي تجبّرت فيها إدارة جامعة بيت لحم وفصلت الطالب فادي تعسفيًا دون أي دليلٍ يُذكر، وكل ما فعله الرفيق فادي هو التالي: "كان هناك نشاط لجبهة العمل في إحدى القاعات فجاءت موظفة من العمادة وتهجّمت على النشاط وألقت (سلّة شوكلاتة) على الأرض بشكلٍ متعمّد فثار غضب الرفاق وكل الذي قام به الرفيق فادي هو سحب السلّة من يدها واخبارها أنّه سيشتكي عليها عند عمادة الجامعة".

الأجهزة الأمنيّة كان لها يد في الأزمة

وشدّد العيسة أنّ الرفاق أصرّوا على الإضراب الاسنادي خاصّة وأنّ لدينا معلومات مؤكّدة تُشير إلى أنّ كل هذه التضييقات على رفاقنا في جبهة العمل تأتي بضغطٍ وأوامر من الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة في رام الله خاصّة بعد فوز جبهة العمل باكتساح في انتخابات مجلس الطلبة، أي يريدون إفشال تجربة جبهة العمل في قيادة مجلس الطلبة داخل الجامعة، إذ أنّهم كانوا يُراهنون على فوز إطارٍ معيّن وتابع لهم في هذه الانتخابات لكنّهم فوجِئوا وصدِموا من نتائج الانتخابات.

وأكَّد العيسة أنّ إدارة جامعة بيت لحم لا تريد إطارًا طلابيًا حقيقيًا يرفع الشعارات المطلبيّة الحقيقيّة ويسعى لتحقيق مطالب وحل قضايا الطلبة، بل تريد إطارًا خدماتيًا شكليًا منزوع المضمون ومحدود التأثير بعيدًا عن الدفاع عن حقوق الطلبة خاصّة التي لها علاقة بالأقساط وتخفيض الرسوم الجامعيّة وأسعار الكتب وغيرها من القضايا الحقيقيّة التي تصب في مصلحة الطالب، ولكن خاب سعيهم وستكون جبهة العمل بالمرصاد لكل من يتعرّض لحقوق الطلبة بغض النظر عن انتماءاتهم.

ونُجدّد التذكير هُنا بأنّه في أواخر شهر آذار الماضي، فازت جبهة العمل الطلابي التقدميّة في جامعة بيت لحم، بأعلى الأصوات في انتخابات مجلس طلبة الجامعة، وخلال فترة الانتخابات فصلّت إدارة الجامعة ممثل جبهة العمل في الجامعة فادي عيّاد قبل ثلاثة أيّام من الانتخابات فصلاً تعسفيًا، ورغم ذلك إلّا أنّ الطلبة وبأعدادٍ كبيرة أعطوا أصواتهم وثقتهم لجبهة العمل التي تعبّر قضاياهم عنهم في كل الميادين.

تقرير: أحمد بدير