تقتلني مواقعكم وتذبحني اخباركم البائسة.... يا معشر الاعلام وكتبة الصحف... اليوم سأعريكم وسأنزع عنكم كل اقنعة الصدق وعباءات النضال المهترئة....
ان الاعلام الحقيقي هو ذاك الذي يمثل الشعب ويكتب بحروف من نار على واجهة العالم كلمات الوطن كي تبقي مشتعلة وتحرق كل ضمائر العالم البشع.... ويعيد كتابة الرواية الحقيقية لشعب دمرته عصابات الامم المتحدة ومجلس الأمن .... الاعلام هو الذي يرسم دمعة طفل وغضب ام... ونحيب زوجه... ويقف جنبا الى جنب في الصف المتقدم مع نضالات شعبة يكتبها ويحفرها في ضمائر هذا العالم الرديئ.... ويدافع عن حق شعبه ويزرع وردة امل في حديقة كل بيت فلسطيني....
فكل قلم لا يكتب لشعبه قلم خائن مشبوه....
ليس اخطر في العالم من الاعلام ...فالتعامل معه كمن يتعامل مع الاسلحة الخطرة...كيف تكتب ولمن تكتب وماذا تكتب .... ان ما يحصل في هذه الايام من تواطؤ مفضوح ضد الاسرى ومعركتهم التاريخية من قبل الاعلام الرسمي وغير الرسمي لهو وسمة عار في جبين الاعلام الفلسطيني...ولن ننساه ابدا ما حيينا ... فانتم من يعرف كل المعرفه اننا شعب لا ننسى ولن نغفر ابدا.... كيف ينسى طفلا فقد اباه اسيرا اعلاماً شارك الاحتلال بدفنه حيا وكيف تنسى ام تنتظر ابنها اعلاماً اسقط ابنها من حساباته... الم تخجلوا بعد يا معشر الاعلام الممول ويا كتبة الخبر المسموم ... من اهات آلاف الاسرى الذين يموتون من اجل الحرية...ام ان اجنداتكم السوداء وسياساتكم المشبوهة تجبركم على ذلك....
اصبحنا نتساءل بعصبية وحزن وألم... هل يكتب الصحفي من اجل رسالة يحملها بداخله...ام من اجل ان يعبأ جيوبه اموالاً ملطخة بدم ابناء شعبه وجوع اسراه.... ام ان ثقافة الكلمة مقابل المال هي التي سادت في هذا الزمن الرديء ... وأصبحتم اعلاماً بلا موقف وكتاباً بلا ضمير وأخبارا لمن يدفع اكثر..تماما كالإعلان .... ام انكم اخطأتم بفهم رسالة الاعلام وضعتم في صحراء التمويل فانحرفت اقلامكم من قول الحق الى ارضاء من لاحق له...
وكي لا اعمم موقفي هذا ... اوجه تحيتي لكل اعلامي اصيل ...على الحق ما زال ثابت ويقبض على قلمه وكلمته كمن يقبض على الجمر ...اعلاميين شهداء من اجل ان تبقى كلمة الحق هي العليا وإعلاميين اسرى وآخرين ما زالوا يرسمون الوطن خبرا وكلمة وصورة من اروع ما يكون....رفضوا ان يكونوا سلعة رخيصة في سوق النخاسة العالمي... وحمو اقلامهم وكلماتهم من كل اشكال التشويه والتحريف.... كتبوا للشهيد وللأسير وللاجئ وانتصروا للوطن ورجاله... تعرضوا للضرب وللضغط ومازالوا يركضون وراء كل جندي صهيوني يطلقون عليه رصاص كمراتهم ...يعروهم ويفضحوهم لتصل صورهم لكل زوايا الارض وضمائر البشر.... تراهم في كل مكان تعرفهم من وجوههم الغاضبة وأياديهم البيضاء ...لا يقبلون الا الصدق ويرفضون الموضوعية السطحية حجة لهم...بل ينحازوا بكل صدق وأمانة للشعب المقهور وللام التائهة بين سجن وآخر... وللأسير الحالم بوطن حر وهواء نقي...
يا معشر الاعلام ويا كتبة الاخبار .... شعبكم يناديكم والأسرى يئنون الما وجوعا لكرامة الشعب وحرية الوطن ... كونوا على قدر المسؤولية والتضحيات ... وانتفضوا معهم كلمات وصورا وخبرا فلسطيني بامتياز