السلطان: إعلان الأسير الزبيدي عن تقديمه طلبًا للتبرع بنخاعه الشوكي للأسير وليد دقة تضحوية عالية

حجم الخط

أشاد عضو اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبية ومسؤول لجنة الأسرى فيها الرفيق عوض السلطان، بإعلان الأسير القائد زكريا الزبيدي عن تقديمه طلبًا مستعجلًا لما يُسمى مصلحة السجون بالتبرع بنخاعه الشوكي للأسير المفكر القائد وليد دقة.

ووصف السلطان في تصريحاتٍ خاصة لمركز حنظلة للأسرى والمحررين، هذه الخطوة بأنها تضحوية عالية ليست غريبة على قائد وأسير بحجم الزبيدي المجبول بمعدنٍ خاص لا يضاهيه إلا رفاق دربه وزنزانته من أبطال الحركة الأسيرة الذين عودونا على الإقدامية وعلى تجسيد الروح الرفاقية بأسمى معانيها حتى وهم يتعرضون لهجمة صهيونية متواصلة من قبل ما يُسمى مصلحة السجون.

واعتبر السلطان أنّ هذه المبادرة التي قَدمّها القائد الزبيدي من أجل الأسير الرفيق القائد وليد دقة تكشف عن طبيعة الأخلاق التي يتمتع بها شعبنا ومناضلوه في الوقت الذي تكشف سياسات الإهمال الطبي عن مدى السياسات الفاشية والعنصرية والإجرامية لدى قادة الاحتلال.

ومساء أمس، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأنّ الأسير زكريا الزبيدي قدّم طلباً مستعجلًا لإدارة السجون للتبرع بنخاعه الشوكي للأسير المريض المصاب بالسرطان وليد دقة.

اقرأ ايضا: الأسير زكريا الزبيدي يقدم طلبا للتبرع بنخاعه الشوكي للأسير وليد دقة

 

يذكر أن الأسير المفكر وليد دقة، نُقل مؤخرا لمستشفى برزلاي" الإسرائيليّ، إثر تراجع على حالته الصحية، ومكث فيه عدة أيام، وأبلغه أطباء الاحتلال حينها أنه يعاني من سرطان في الدم "اللوكيميا" بعد التشخيص الأولي الذي أجري له، ليتبين بعد عدة أيام أن هناك تشخيصا آخر لحالته.

عن الأسير المفكّر وليد دقة:

ولد الأسير دقة بتاريخ 1 يناير/ كانون الثاني من العام 1961، لأسرةٍ فلسطينيّة تتكوّن من ستّة أشقّاء وثلاث شقيقات، في باقة الغربية. وتعلّم في مدارس المدينة، وأنهى دراسته الثانوية فيها، ولمّا لم يحالفه التوفيق في إكمال تعليمه والالتحاق بالجامعة، انتقل إلى العمل في إحدى محطات تسويق المحروقات.

واعتُقِل وليد برفقة مجموعة من الأسرى، وهم: إبراهيم ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة. وجرى اتهامهم باختطاف الجندي "موشي تمام" وقتله من مدينة "نتانيا" في أوائل عام 1985، وحكم عليهم بالسجن المؤبّد مدى الحياة.

ويعتبر وليد دقة أحد عمداء الأسرى داخل سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ 25 مارس/ آذار 1986م، ويقضى حكمًا بالسجن المؤبد. وهو يُعاني من عدّة مشكلات صحية، ويماطل الاحتلال في إجراء الفحوص اللازمة له أو عرضه على طبيب مختص، كحال سائر الأسرى في المعتقلات الصهيونيّة حيث المعاناة من سياسة الإهمال الطبي.

وتمكّن الأسير دقة من الحصول على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعد أبرز مفكري الحركة الأسيرة، وله عدّة مؤلفات وبحوث مهمة أبرزها "صهر الوعي"، كما يعد شخصية متميزة بين كافة الأسرى، كما شارك وقاد الكثير من المعارك النضالية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعًا، عن منجزاتها ومكتسباتها، ويعتبر وليد من الكتَّاب المتمرسين في المقالة السياسيّة ومن محبي المطالعة والرياضة.

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت"، وتعرّض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيليّة على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما وواجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي، وهو محكوم بالسجن المؤبّد، وفي عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، ورُزق في عام 2019 الأسير دقة وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة".