جورج حبش... الصرح الجامع... والثورة المستمرة... والضمير المشتبك
يا جماهير شعبنا.. يا أعمدة الثورة والكفاح، يا جنود الثورة الحماة... أيها الجبهاويون الأبطال يا مَنّ تصارعون أوجه الانحراف والترهل والانهيار للحفاظ على بوصلة الصراع، وتُمثّلون بقيمكم الجبهاوية ضمير الثورة والنضال تحت عنوان الاشتباك المستمر.
أيها الفلسطينيون في كل بقعة من أرضنا وفي الشتات الذين لم ينل العدوان أو المعاناة أو التشتت أو اللجوء من عزائمهم، إلى القابضين على الزناد وعلى جمر الثوابت، المتمسكون برايات المقاومة والوطن بهاماتٍ مرفوعة.
إننا في منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ نحيي وإياكم اليوم ذكرى قائد سنبقى ننهل من قيمه وفكره ومبادئه التي أفرغها في شرايين وطننا، حتى صب روحه وعقله وحياته في هيكل الثورة والحزب. ننحني في هذه المناسبة إجلالاً وإكباراً لهامة شامخة وعظيمة، وقامة كبيرة ربطت نفسها بالثورة ضد المحتل والظلم والاضطهاد .
نحيي اليوم ذكرى قائد ثوري قومي بامتياز وأممي، شَكلّت حياته صنواً للثورة، وفكره فكراً للثورة، وقيمه قيمةً كبيرة من قيم الوطنية والقومية والأممية، لذلك ليس مستغرباً أن تكون ذكرى استشهاده الخامسة عشر، ذكرى وطنية وقومية وأممية وليست حزبية فقط؛ فقد أسس رفيقنا إلى جانب الرعيل الأول صرحاً نضالياً وطنياً وثورياً سيبقى يناضل من أجل رفع راية الثورة باسمه وباسم القافلة الطويلة من قيادات وكوادر الجبهة الشعبية الذين انزرعوا بدرب الثورة ورحلوا وقوفاً، غسان كنفاني، وديع حداد، أبو علي مصطفى، جيفارا غزة، ابو ماهر اليماني، نادر العفوري، شادية أبو غزالة وآلاف الكوادر من الصف الأول للحزب، والذين تمترسوا بالخط الأول للثورة، وما زالوا يسيروا على عهد النضال والفكرة الثورية، كالرفيق القائد الأمين العام الرفيق أحمد سعدات هذا النموذج الثوري الملهم الذي تخرج من نفس مدرسة الحكيم، وأبو علي مصطفى، ويسير على ذات الدرب والنهج، وما زال متمسكاً بجذوة المقاومة، وبفكرة المؤسس.
يا جماهير شعبنا...
إن ذكرى استشهاد القائد المؤسس ليست ذكرى للشهادة، أو الفخر والعزة، وتجديد قسم العهد والوفاء فقط؛ بل هي تعبير عن استمرارية الثورة، وبوصلة تؤكد لنا عاماً بعد آخر على صوابية الخيار، والأهداف والبرامج، وترشدنا كجامعةٍ ثورية نستلهم ونتعلم منها، ونعود إليها كي نؤكد على مواقفنا، ونتأكد من صوابية نهجنا. إن الحكيم رحل جسداً... ولكنه ما زال حياً نابضاً في قلوبنا ووجداننا، فقد مَثّل بحياته ضميراً للثورة، ولذلك فإن غيابه جسداً عنا لن يبعدنا قيد أنملة عن روح الثورة، ومواصلة الاشتباك المفتوح مع المشروع الصهيوني، والكيان والامبريالية العالمية والقوى الرجعية، وفي مواجهة مشاريع التصفية للقضايا الوطنية المقدسة، مثل اللاجئين، القدس. ولن يزحزح مواقفنا وجهودنا من أجل استعادة الوحدة الوطنية وانجاز المصالحة، أو التمترس في خنادق المواجهة ضد سياسات التنكيل والقمع داخل سجون الاحتلال، مستذكرين مقولة الحكيم الشهيرة " رفاقنا الحقيقيون هناك في سجون العدو وعندما يخرجون سوف ترون ذلك".
سيظل جورج حبش الفكرة والعنوان للاشتباك الثوري، يمدنا ويشحذ طاقاتنا في أحلك الأوقات.. وفي ظل ما تعيشه قضيتنا الوطنية من انقسام داخلي، وترهل عربي اندثرت فيه الفكرة القومية على المستوى الرسمي، وانهارت الدولة القطرية، وذهبت قوى اليمين العربي نحو تبني المشروع الصهيوني، لنشهد ردةً عربية ثانية بعد رحيل آباء القومية العربية والذين كان رفيقنا أحد روادها وثوارها، ليبقى رغم التوغل الامبريالي، والانهيار العربي، والتراجع الثوري صنواً للثورة.
ولتبقى راية شعبنا تحمل أحلام الدكتور جورج حبش بالعودة لوطننا فلسطين...
ولتبقى جبهتنا الشعبية صرحاً وطنياً وقومياً وأممياً أرساه الرفيق جورج حبش ورفاقه.
ولتبقى ثورتنا مستمرة، واشتباكنا يشتد حتى تحرير فلسطين والانتصار لدماء الشهيد ودماء كل شعبنا.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
منظمة فرع السجون - اللجنة الثقافية والاعلامية