مقاومة جنين واندلاع انتفاضة جديدة حتمية

حجم الخط

فوجئنا ـ وليس بمفاجأة من سلوكيات الكيان الصهيوني العدوانية ـ باعتداء جديد على جنين «درة فلسطين ورمز المقاومة الأبية»، من عصابات هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني التمييزي، فتمخض عن ذلك ارتقاء 9 شهداء مرشحين للتزايد، لأنّ من المصابين من هو بحالة خطيرة، وأقرب إلى الاستشهاد، فضلاً عن إصابة العشرات، بينهم إصابات خطيرة!

وقدّم الشعب العربي في جنين بالضفة الغربية لفلسطين المحتلة، فصلاً جديداً من فصول المقاومة الاستشهادية، دفاعاً عن الأرض والعرض، لتنكسر أدوات العدوان الصهيوني، على عتبات هذه المنطقة، ويفشل العدوان في تحقيق أهدافه، وفي مقدّمتها كسر شوكة المقاومة، ومحاولة اقتحام مخيم جنين وأبنائه الأبطال، ويرجع جيش العدو، يجرّ أذيال الهزيمة والانكسار والذلّ، أمام صدور أهلنا وشعبنا في جنين، رمز البطولة والمقاومة.

فالذي وراء العدوان، هو تكوين حكومة نتنياهو الجديدة، الذي يتضمّن، شخصيات إجرامية أضحت مسؤولة عن الأمن الداخلي والدفاع.

وقد أراد هؤلاء المجرمون، أن يبعثوا برسالة مفخخة بالدم والعنف والإرهاب للفلسطينيين جميعاً وسلطتهم التي تمثلهم رسمياً، بأنه لا بديل عن الاستسلام، وإتمام المشروع الصهيوني، وفرض خيار القدس الواحدة عاصمة للكيان الصهيوني، بعد أن امتدّ النفوذ الصهيوني إلى عواصم عربية جديدة بفتح أبواب التطبيع مع أنظمة حكم تفتقر إلى الشرعية، وهي الإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان، بالإضافة إلى مصر والأردن، رسمياً. بينما العلاقات ممتدّة بشكل غير رسمي إلى عواصم السعودية وقطر وعمان، وأطراف لبنانية!

ولا شك في أنّ هذا شيء مؤسف، ولم يكن يجرؤ الكيان الصهيوني على ممارسة هذه الأعمال الإجراميّة، لولا هذا الامتداد الجغرافي لهذا الكيان خارج الأراضي المحتلة في فلسطين، ومحاولاتهم الدؤوبة في تجسيد المشروع الصهيوني من النيل إلى الفرات، بهدف غرس الإحباط واليأس لدى الشعوب العربية في كلّ الأقطار! ولن ينجحوا في ذلك أبداً، طالما ظلت المقاومة حيّة، وتجري الدماء في عروقها، وتنبض شرايين القلب في رموزها، مدعومة بإرادة الله ومشيئته بلا شك.

ومن أسف أن يتمّ هذا العدوان الصهيوني، على شعبنا العربي في جنين وطوال يناير/ كانون الثاني 2023، ومن قبل شهر ديسمبر/ كانون الأول الفائت، وسط صمت عربي ودولي مخزٍ، وكأن هذا الكيان يتحكّم في إرادة ومفاصل النظم العربية وجامعتهم، والنظام الدولي ومنظمته العالمية، ويمسك عليهم من الزلات والجرائم والأخطاء، ما يحول دون إدانة قوية لما يقوم به الكيان الصهيوني، وزعيم عصابته (نتنياهو) وحكومته الإرهابية!

ولقد تمّ الإفراج مؤخراً عن أسيرين فلسطينيين (كريم يونس وابن عمه ماهر يونس)، مرَّ عليهما (40) سنة في سجون الصهاينة! بل إنّ هناك الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ونوابه في البرلمان، في سجون الكيان المحتلّ الغاصب، دون أن يتحرك أحد للإفراج عن هؤلاء! فإلى متى سيستمرّ هذا الظلم على أبناء شعبنا الفلسطيني في أرضه المحتلة؟!

ولقد أحسنت السلطة الفلسطينية ـ رغم محدودية التأثير ـ عندما بادرت فور العدوان الصهيوني على جنين، بوقف التنسيق الأمني مع هذا الكيان الغاصب، ولكن هذا لا يكفي. فعلى السلطة أن تدعم خيار المقاومة، وتحضّ على تنشيط الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، لا أن تقوم بتسليم أبناء الشعب للكيان الصهيوني بسبب أنهم مطلوبون لقيامهم بأعمال عنف!! هي في الأصل أعمال مقاومة ضدّ هذا الكيان!

لم يعُد هناك من خيار ـ تؤكده الأيام بالتتابع ـ إلا خيار المقاومة، والمقاومة المسلحة ضدّ هذا الكيان، حتى يرحل. ولنتأكد أنّ العوامل الداخلية في الكيان الصهيوني أضحت ملائمة لتحريك المقاومة والانتفاضة الشعبية. فالشعب الفلسطيني، لم يعد يحتمل أكثر مما يحدث، وهو جاهز للحركة والانتفاضة ضدّ الكيان. وعلى المقاومة أن تكرّر مواجهة «سيف القدس»، مجتمعين بكلّ الفصائل، وفي آن واحد، والظروف مناسبة لمعركة الحسم على محورين: الانتفاضة الشعبية، والمقاومة، وتحريك الجبهات الخارجية في هضبة الجولان، وجنوب لبنان، وهو الأمر الذي لو اجتمع، لانتهى الوجود الصهيونيّ من المنطقة، وسط ظروف دولية ملائمة بلا شك.

وختاماً: تحية لأبناء مخيم جنين المقاوم، والنصر قريب بإذن الله.