في ظل الخوف من انتفاضة ثالثة: واشنطن تنشط تدخلها في فلسطين المحتلة

حجم الخط

يسعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من خلال زيارته الأخيرة وبعدها، لتهدئة الأوضاع المتوترة في فلسطين المحتلة، عاكسًا قلقًا أمريكيًا و"إسرائيليًا" أيضًا من تفاقم الأوضاع وصولًا إلى انتفاضة ثالثة كما أشار وليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات الأمريكية، في محاضرة له في واشنطن قبل أيام، حيث قال إنّه قلق بشأن الوضع بين "إسرائيل" والفلسطينيين، وأشار إلى أنّها تذكره ببداية الانتفاضة الثانية.

في محاولته هذه يسعى بلينكن للترويج للتفاهمات الأمريكية مع كل من بنيامين نتنياهو وأبو مازن تنصب على: تأجيل البناء في المستوطنات لبضعة أشهر، ووقف أو تأجيل هدم المنازل وإخلاء الفلسطينيين من منازلهم مقابل تعليق الفلسطينيين لتحركاتهم ضد "إسرائيل" في الأمم المتحدة وتجديد التنسيق الأمني. وقد أوضّحت "إسرائيل" أنها ستوافق على الخفض وليس الوقف الكامل.

وخلال زيارته للمنطقة الأسبوع الماضي، طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين من نتنياهو والرئيس الفلسطيني أبو مازن الموافقة على "وقف مؤقت" للإجراءات أحادية الجانب لمدة عدة أشهر في سياق محاولة خفض مستوى التوترات ووقف التصعيد في الضفة الغربية، هذا ما قاله مسؤولون "إسرائيليون" وأمريكيون كبار. حيث تخشى إدارة بايدن من أن يؤدي التصعيد الحالي في الضفة الغربية إلى انتفاضة ثالثة وتحاول صياغة حزمة من "الإجراءات السلبية" التي سيتعهد الجانبان بعدم تنفيذها وبالتالي المساهمة في خفض مستوى التوتر في المنطقة.

خلف الكواليس

في هذه الأثناء بقيت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في "إسرائيل" بعد رحيل بلينكن وأجرت محادثات متابعة حول نفس القضايا، وقال مسؤولون صهاينة وفلسطينيون كبار إنّ ليف التقت، من بين آخرين، بمستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، الذي يتولى الملف الفلسطيني في مكتب رئيس الوزراء، وكبير مستشاري الرئيس عباس، الوزير حسين الشيخ.

وزعمت أوساط صهيونية إنّ "إسرائيل" أوضحت لإدارة بايدن أنّها مستعدة لاتخاذ خطوات للحد بشكل كبير من الإجراءات والتدابير التي تعارضها الولايات المتحدة، لكنها أوضّحت أنّها لن تكون قادرة على إيقافها تمامًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبناء في المستوطنات. من جانبهم أوضح الفلسطينيون أنّهم مستعدون لمثل هذا "التوقف المؤقت" بشرط أن يكون متبادلًا.

وكان نتنياهو خلال لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الأسبوع الماضي، قال إنّه لا ينوي تعليق البناء في المستوطنات، لكنه سيفعل أقل بكثير مما يرغب شركاؤه في التحالف. وفي الأسبوع الماضي، طلبت الحكومة من المحكمة العليا تأجيل إخلاء قرية الخان الأحمر البدوية في الضفة الغربية لمدة ستة أشهر أخرى، بحجة الحساسيات السياسية والدولية.

كما ذكرت صحيفة "هآرتس" أمس (الإثنين) أنّ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش زار قادة مجلس "يشع" الاستيطاني في اجتماع مغلق لاتخاذ خطوات لضمان عدم إقامة بؤر استيطانية جديدة غير قانونية في الضفة الغربية في المستقبل القريب.

في سياق متصل زعم بنيامين نتنياهو إنّ مجزرة أريحا التي قتل خلالها الجيش المحتل خمسة فلسطينيين يوم الأحد، تمت بسبب عدم وجود خيار وفقط بعد امتناع قوات الأمن الفلسطينية عن التصرف من تلقاء نفسها لاعتقال عناصر الخلية.