الغول: أدب غسّان كنفاني شكّل إسهامًا مهمًا في تأصيل ثقافة المقاومة في السرديّةِ الفلسطينيّة

حجم الخط

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق كايد الغول، اليوم السبت، إنَّ "تطوّرَ أيِّ مجتمعٍ ونهضتَهُ يُقاسُ بمدى ما يُقدّمُهُ من إنتاجٍ أدبيٍّ وثقافيٍّ وفكريّ، وبحجمِ الاهتمامِ بالثقافةِ والأدب، وتقديمِ عددٍ كبيرٍ من الأدباءِ والمفكّرين والشّعراءِ وتسخيرِهم في خدمةِ تطوّرِ هذا المجتمع".

وأكَّد الغول في كلمة القوى الوطنيّة التي ألقاها في مؤتمر "غسّان كنفاني للسردية الفلسطينيّة.. الأثر والتأثير"، والذي تنظّمه وزارة الثقافة الفلسطينيّة بالشراكة مع جامعة الأزهر بغزّة، أنّ "هذا المؤتمرِ يؤكّدُ على المكانةِ التي يحظى بها الشهيدُ الأديبُ والسياسيُّ والمفكّرُ الفلسطينيُّ غسّان كنفاني، في ترسيخِ ثقافةِ الأدبِ المقاوِم؛ سفيرًا للحقيقةِ ولثقافةِ المقاومة".

وأشار الغول إلى أنّ " غسان كنفاني الأبَ الروحيَّ للثقافةِ الوطنيّةِ الفلسطينيّة، والمؤسّسَ الفعليَّ لأدبِ المقاومة"، مُبينًا أنّ "المؤتمر فرصةٌ لإطلالةِ النخبِ الشبابيّةِ المثقّفة، وإبحارِهم في هذهِ التِّجرِبةِ الأدبيّةِ والنضاليّةِ، التي كانت من أوائلِ التَّجارِبِ الأدبيّةِ التي استعرضت التفاصيلَ الدقيقةَ لعذاباتِ اللجوءِ أثناءَ النكبةِ وخلالَها وبعدَها، ومرارةِ الهزيمةِ بعد النكسةِ وأسبابِها، مرورًا بالتبشيرِ بالمقاومة".

ورأى الغول، أنّ "أدبُ غسّان شكّل إسهامًا مهمًّا في تأصيلِ ثقافةِ المقاومةِ في السرديّةِ الفلسطينيّة، ومصدرَ إلهامٍ لكلِّ المفكّرين والأدباء والمقاتلين في الدفاع عن ثقافتِنا وهُويّتِنا، ودفاعًا عن الروايةِ الفلسطينيّةِ في مواجهةِ الرّوايةِ الصهيونيّة، والارتقاءِ بمستوى المسؤوليّةِ الوطنيّةِ في مواجهةِ ثقافةِ الهزيمةِ والتقاليدِ والعاداتِ الباليةِ التي أسهمتْ في إضعافِ المجتمع".

 

 الكلمة الكاملة لعضو المكتب السياسي للجبهة كايد الغول التي ألقاها خلال المؤتمر:

الأخ الدكتور: عاطف أبو سيف - وزير الثقافة الفلسطينيّ –

الأخ الأستاذ الدكتور: عمر ميلاد - رئيس جامعة الأزهر – والأخوة في مجلس الأمناء وهيئتها الأكاديميّة...

الأخوةُ والرفاقُ في القوى الوطنيّةِ والإسلاميّة...

الأخوةُ والأخوات المشاركون في المؤتمر...

السادةُ الحضور.. مع حفظِ الألقابِ والمُسمّيات..

بدايةً اسمحوا لي أن أتقدّمَ بعظيمِ الشّكرِ إلى وزارةِ الثقافةِ الفلسطينيّةِ، على مبادرتِها في تنظيمِ هذا المؤتمر، وعلى مجملِ الفعاليّاتِ التي قامت بها في أكثرَ من مكانٍ؛ إحياءً للذكرى الخمسين لاستشهادِ الأديبِ المناضلِ المفكّرِ غسّان كنفاني، وعلى تخصيصِها جائزةً باسم غسان كنفاني للرواية العربية، وهذا ما يعكسُ اهتمامًا منها بإرثِ الشّهيد غسّان كنفاني وأدبِه، وأهميّةِ الحفاظِ على إرثِهِ ونشرِ تَجرِبتِهِ الأدبيّةِ والسياسيّة؛ ليكونَ مُلهِمًا للأجيالِ الفلسطينيّة. كما نتوجّهُ بالشّكرِ الجزيلِ إلى الأخوةِ في جامعةِ الأزهر على احتضانِها هذا المؤتمر، والشّكرُ الخاص لأعضاءِ اللجنةِ التحضيريّة الذين بذلوا جهودًا من أجلِ خروجِ هذا المؤتمرِ إلى حيّزِ النّور. كما وأرحّبُ بالحضورِ كافّةً الذين لبّوا الدعوةَ من قوًى ومؤسّساتٍ وشخصيّاتٍ وطنيّةٍ ومجتمعيّةٍ ومثقّفينَ وكتّابٍ وفنّانين.

كما – وفي كلِّ مناسبةٍ وزمانٍ ومكان - نتوجّهُ بتحيّةِ إجلالٍ وإكبارٍ إلى شهداءِ شعبِنا الذين ارتقوْا في مسيرةِ النضال، ونخصُّ منهم عددًا كبيرًا من المثقّفين والكتّاب والشّعراء والفنّانين، الذين حملوا السّلاحَ في يدٍ والثقافةَ والأدبَ في يدٍ أخرى؛ تأكيدًا منهم على متلازمةِ الثقافة مع المقاومة وترابطِهما. كما نتوجّهُ بالتحيّةِ إلى الحركةِ الأسيرة التي تخوضُ، ببسالةٍ، معركةً بطوليّةً مع السجّانِ الصهيونيّ، وإلى أبناءِ شعبِنا في الوطنِ والشتاتِ وهم يواجهون العدوانَ الصهيونيَّ المتواصل، والمخطّطاتِ التي تستهدفُ قضيّتَهم، وإلى المشتبكينَ الثوريّينَ المقاومينَ الذين يخوضون معركةَ استنزافٍ حقيقيّةً ضدَّ جنودِ الاحتلالِ والمستوطنين.

الحضور الكرام...

إنَّ تطوّرَ أيِّ مجتمعٍ ونهضتَهُ يُقاسُ بمدى ما يُقدّمُهُ من إنتاجٍ أدبيٍّ وثقافيٍّ وفكريّ، وبحجمِ الاهتمامِ بالثقافةِ والأدب، وتقديمِ عددٍ كبيرٍ من الأدباءِ والمفكّرين والشّعراءِ وتسخيرِهم في خدمةِ تطوّرِ هذا المجتمع، فكيفَ إذا كانت هذهِ الثقافةُ ركنًا أساسيًّا ورئيسيًّا من أركانِ النضالِ والمقاومةِ لشعبٍ يرزحُ تحتَ الاحتلالِ؛ كالشعبِ الفلسطيني، وعلى ذلك تأتي أهميّةُ عقدِ هذا المؤتمرِ الّذي يؤكّدُ على المكانةِ التي يحظى بها الشهيدُ الأديبُ والسياسيُّ والمفكّرُ الفلسطينيُّ غسّان كنفاني، في ترسيخِ ثقافةِ الأدبِ المقاوِم؛ سفيرًا للحقيقةِ ولثقافةِ المقاومة، على اعتبارِهِ الأبَ الروحيَّ للثقافةِ الوطنيّةِ الفلسطينيّة، والمؤسّسَ الفعليَّ لأدبِ المقاومة. كما أنّها محاولةٌ جادّةٌ ومهمّةٌ من القائمين على هذا المؤتمرِ في الغوصِ أكثرَ في تَجْرِبتِهِ الأدبيّةِ والفكريّة، وتأثيرِها على الأدبِ الفلسطينيّ والعربيّ وحتّى الدّوليّ، ودورِ هذا الإنتاجِ الأدبيّ والفكريّ في تعزيزِ الهُويّةِ الوطنيّة، ومن هنا؛ تنبعُ أهميّةُ هذا المؤتمر؛ مؤتمر: "غسّان كنفاني للسّرديّة الفلسطينيّة "الأثرُ والتأثير" الذي يأتي في ذكرى مرورِ نصفِ قرنٍ على استشهاده، وتزامنًا مع إحيائِنا يومَ الثقافةِ الوطنيّة. وهو فرصةٌ لإطلالةِ النخبِ الشبابيّةِ المثقّفة، وإبحارِهم في هذهِ التِّجرِبةِ الأدبيّةِ والنضاليّةِ، التي كانت من أوائلِ التَّجارِبِ الأدبيّةِ التي استعرضت التفاصيلَ الدقيقةَ لعذاباتِ اللجوءِ أثناءَ النكبةِ وخلالَها وبعدَها، ومرارةِ الهزيمةِ بعد النكسةِ وأسبابِها، مرورًا بالتبشيرِ بالمقاومة؛ الذي جسّدهُ الكاتبُ الأديبُ الشّهيد غسّان في رواياتِهِ الملحميّةِ في صرختِهِ السائلةِ عن الحياة: لماذا لم تدقّوا جدرانَ الخزّان؟ وهكذا تُرجمت رواياتُهُ ودراساتُهُ إلى عشراتِ اللغاتِ لعمقِها في وصفِ الحالةِ الفلسطينيّةِ بكلِّ أبعادِها، خاصّةً روايتا؛ رجال في الشمس، وعائد إلى حيفا.

الحضورُ الكريم...

شَكّلَ أدبُ غسّان إسهامًا مهمًّا في تأصيلِ ثقافةِ المقاومةِ في السرديّةِ الفلسطينيّة، ومصدرَ إلهامٍ لكلِّ المفكّرين والأدباء والمقاتلين في الدفاع عن ثقافتِنا وهُويّتِنا، ودفاعًا عن الروايةِ الفلسطينيّةِ في مواجهةِ الرّوايةِ الصهيونيّة، والارتقاءِ بمستوى المسؤوليّةِ الوطنيّةِ في مواجهةِ ثقافةِ الهزيمةِ والتقاليدِ والعاداتِ الباليةِ التي أسهمتْ في إضعافِ المجتمع، وإصابتِهِ بحالةِ جمودٍ وهوان، وقد وَعَى الشّهيدُ الأديبُ غسّان كنفاني ذلك؛ هادفًا في رواياتِهِ ودراساتِهِ المتعدّدةِ الانتقالَ من مرحلةِ الهزيمةِ إلى مرحلةِ مقاومةِ هذه الهزيمةِ وعدمِ الاستسلامِ لها. لذلك هو نقلَ صورةَ الفدائيّ الفلسطينيّ، وأعطاها مرتبةً ومكانةً مرموقة؛ دليلًا على أنّ المقاومةَ هي الحلُّ لانتشالِ الفلسطينيِّ من غبارِ النكبةِ ومستنقعِ الهزيمة، وهو أوّلُ من سبر أغوارَ المجتمعِ الصهيونيّ من الداخل، وفَهِمَ تركيبَتَهُ، مُبّشرًا بإمكانيّةِ هزيمتِه، وتفكّكِهِ لصالحِ المقاومة.

الشّيءُ المهمُّ واللافتُ هنا أيضًا، هو عدمُ اقتصارِ ما كتبه غسّان على القصّةِ والروايةِ والأدبِ المقاوِم فحسب، بل اهتمَّ كثيرًا بقراءةِ الأدبِ الصهيوني، من خلالِ دراستِهِ الرائدة "في الأدبِ الصّهيوني"، التي سلّط من خلالِها الضوءَ على الدورِ الذي قام بهِ "الأدبُ" اليهوديُّ الموجّهُ في استيلادِ الصّهيونيّةِ السياسيّةِ، الّتي تجسّدت في مؤتمر بال سنة 1897، لذلك نجده يسّجلُ في مقدّمةِ دراستِهِ أنّ الحركةَ الصهيونيّة: "قاتلت بسلاحِ الأدبِ قتالًا لا يوازيه قتالُها بالسّلاح السياسيّ. كان الأدبُ الصهيونيُّ جزءًا لا يتجزّأُ ولا غنى عنه؛ استخدمته الصهيونيّةُ السياسيّةُ على أوسعِ نطاق، ليس فقط خدمةً لحملاتِها الدِّعَائِيّة، بل أيضًا خدمةً لحملاتِها السياسيّةِ والعسكريّة، ولن يكونَ من المبالغةِ أن نسجّلَ هنا أنّ الصهيونيّةَ الأدبيّةَ سبقت الصهيونيّةَ السياسيّة".

لذلك؛ كان غسان كنفاني طوالَ الوقتِ إلى حين اغتيالِه؛ يعملُ على بناءِ قاعدةِ المشروعِ الثقافيّ الوطنيّ الفلسطينيّ، الذي من غيرِهِ يصعبُ الحديثُ عن مشروعٍ سياسيٍّ وطنيٍّ تحرّري، حيث ما تزالُ هذهِ المهمّةُ راهنةً، وبحاجةٍ جدّيّةٍ لمن يضطلعُ بها، خاصّةً أنّ الظروفَ الموضوعيّةَ الراهنةَ التي تتعرّضُ لها قضيّتُنا الوطنيّة، في ظلِّ العدوانِ الصهيونيّ الشامل، وصعودِ القوى الأكثرِ فاشيّةً وعنصريّةً وإجراميّةً فيما يسمّى المجتمع الصهيونيّ؛ تعكسُ طبيعةَ العقيدةِ الصهيونيّةِ الثابتةِ وجوهرَها القائمَ على الاقتلاعِ والإلغاءِ والتصفية؛ وهنا تزدادُ الحاجةُ إلى مشروعٍ ثقافيٍّ أدبيّ، يشكّلُ رافدًا لنضالِ شعبِنا وسلاحًا مضادًّا في وجهِ البروبوغاندا الصّهيونيّةِ والروايةِ الزائفة، مستلهمينَ من تَجرِبةِ الشّهيدِ غسّان كنفاني الأدبيّةِ والثقافيّةِ والنضاليّة التضحويّة، في تصليبِ البُنى الثقافيّةِ وأدواتها العمليّة؛ تعزيزًا للوعي والدورِ المناطِ بها. وفي هذا الإطارِ نودُّ التأكيدَ على الآتي:

أوّلًا: أهميّةُ الحفاظِ على الإرثِ الأدبيّ والثقافيّ للأدباءِ والمفكّرين والشّعراءِ الفلسطينيّين، خصوصًا من لديهم تَجرِبةٌ نضاليّةٌ غنيّة، كالشهيدِ الأديبِ غسّان كنفاني، رائدِ الأدبِ المقاوِمِ الفلسطيني.

ثانيًا: الاهتمامُ بتَجرِبةِ أدبِ المقاومةِ والإنتاجاتِ الأدبيّةِ والفكريّةِ لهذا الأدب، وضمانِ نشرِها على أوسعِ نطاقٍ بلغاتٍ متنوّعةٍ مختلفة؛ ترويجًا للثقافةِ الوطنيّةِ ولمظلوميّةِ الشعبِ الفلسطيني، مقابلَ الروايةِ الصهيونيّة. وضمنَ هذا الاهتمامِ من المهمِّ بذلُ كلِّ الجهودِ لاختراقِ سجونِ الاحتلال، ونشرِ الأدبِ المقاوِمِ للأسرى الفلسطينيّين الذين يمتلكون تَجرِبةً ثقافيّةً إبداعيّة، تُسهمُ في تعزيزِ الأدبِ المقاوِمِ وترسيخِ ثقافتِه.

ثالثًا: على المؤسّساتِ الوطنيّةِ والرسميّةِ المعنيّة، وعلى رأسِها وزارةُ الثقافةِ والقوى والأحزابُ، مسؤوليّةُ رعايةِ كلِّ المبدعينَ الشباب، والاهتمامُ بإنتاجِهم الأدبيّ والفكري، وتشجيعُهم على ذلك، وتوفيرُ كلِّ أشكالِ الدعمِ الماديّ والمعنويّ لهذهِ الطاقاتِ المبدعة، بما يصبُّ في خدمةِ المجتمعِ والوطن.

رابعًا: إسهامُ المؤسّساتِ المختلفةِ في بناءِ ثقافةِ الوعيّ وصياغةِ برامجَ عمليّةٍ تسهمُ في حمايةِ الإرثِ الثقافيّ والأدبي، ووضعِهِ منهاجًا ثابتًا في المؤسّسات التعليميّة والثقافيّة المختلفة؛ ترويجًا لثقافةِ المقاومةِ وأدبِها، بديلًا عن ثقافةِ الهزيمةِ والتطبيع، ويكتسبُ هذا أهميّةً فائقةً بعد أن قرّر العدوُّ الصهيونيُّ أسرلة المناهجِ التعليميّةِ في القدس ، ويمارسُ ضغطًا مع حلفائِهِ الدوليين من أجلِ تغييرِ المناهجِ التعليميّةِ الفلسطينيّة، وإنهائها من كلّ ما له صلةٌ بالروايةِ الفلسطينيّةِ وبالثقافةِ الفلسطينيّةِ التي تحميها وتحصّنها .

خامسًا: مواجهةُ التطبيعِ الثقافيّ بكلِّ حزم، والتصدّي لمحاولاتِ اختراقِ المثقفين والكتّاب الفلسطينيين والعرب من قبل مؤسّسات النشر الصهيونيّة، أو الإسهامِ في أعمالٍ مشتركةٍ مع كُتَّابٍ صهاينة، وهذه مهمّةٌ يجب أن يضطلعَ بها الجميع، ويحضرني هنا غسان كنفاني في معالجتِهِ لهذه المسألةِ الحيويّة، حين قال: "إنّنا في حالةِ حربٍ مع هذا العدو، ومقاطعتُنا له ليست نابعةً من موقفٍ وجداني، لكنها نابعةٌ من طبيعةِ المواجهةِ التي نعيشُها ضدَّه، وهذه المقاطعةُ هي، في حدِّ ذاتِها، وجهةُ نظرٍ وموقف".

سادسًا: الحفاظُ على دوريةِ تنظيمِ هذه المؤتمراتِ المهمّة، وأنْ تشملَ جميعَ ساحاتِ الوطنِ والشتاتِ لتسليطِ الضوءِ على الواقعِ الثقافي، وتكريمِ المبدعين من المثقّفين والأدباءِ الفلسطينيين.

باختصارٍ، نحنُ بحاجةٍ إلى تأسيسِ مشروعٍ ثقافيٍّ فلسطينيٍّ نهضويٍّ وصياغتِهِ على كلِّ المستويات، يسهمُ في تعزيزِ مكانةِ الأدبِ الفلسطينيّ عربيًّا ودوليًّا، على أن يكونَ أدبُ غسّان وتجرِبتُهُ نقطةَ انطلاقٍ لهذا المشروع، باعتبارِهِ الأبَ الروحيَّ لأدبِ المقاومة وثقافتِها.

الحضورُ الكرام...

في الختام، لا يسعني إلّا أن أتقدّمَ مرّةً أخرى بالشكرِ الجزيلِ لوزارةِ الثقافةِ على مبادرتها لعقدِ هذا المؤتمر، وللجنةِ الوطنيّةِ لإحياءِ الذكرى الخمسين لاستشهادِ غسان كنفاني، كذلك، للحضورِ والمشاركاتِ الكريمةِ فيه، متمنّيًا أن تتكلّلَ جهودُكم وجهودُ الشبابِ في إعدادِ أبحاثٍ مهمّةٍ وهادفةٍ تخدمُ القضيّة الوطنيّةِ الفلسطينيّة، وتغوصُ في التَّجرِبةِ الأدبيّةِ للشّهيد غسّان كنفاني، وصولًا إلى النهضةِ الثقافيّةِ المأمولةِ على الصعد كافةً؛ إسهامًا في الحفاظِ على إرثِنا الثقافي والأدبيّ، وتعزيزًا لحضورِنا الثقافي والأدبي على كلِّ المستويات، وفي مختلِفِ المجالاتِ وفي المحافلِ المحليّةِ والعربيّةِ والدوليّةِ من جانب؛ وتوجيهِ هذا الإرثِ في خدمةِ أهدافِنا الوطنيّةِ التحرّريّةِ من جانبٍ آخر، وإعادةِ الثقةِ للإنسانِ الفلسطينيّ، ولروايتِه، وللتأكيدِ على حتميّةِ النصرِ على هذا العدوِّ الصهيونيِّ المجرم.

تحيّةً لروحِ الشهيدِ كنفاني، وكلُّ الفخرِ والاعتزازِ بتجرِبتِهِ الأدبيّةِ والنضاليّة

وكلُّ التقديرِ والتثمينِ لجهودِكم وحضورِكم

المجدُ للشّهداء... الحريةُ للأسرى... والنصرُ حتمًا لشعبِنا

18/3/2023

00.jpg
1.jpg