بيانٌ صادرٌ من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في يوم الأرض الخالد: بالوحدةِ والكفاحِ نحمي أرضنا وشعبنا

بيانٌ صادرٌ من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين

في يوم الأرض الخالد: بالوحدةِ والكفاحِ نحمي أرضنا وشعبنا

شعبَنا الفلسطيني الصامد المكافح:

بعد ٤٦ عامًا على تخليد شعبنا الثلاثين من آذار عنوانًا للدفاع عن الأرض، والتصدّي لمشاريع اقتلاعنا منها، يوم صمدت البقيّة الباقية من فلسطين، وقدّمت الشهداء والدم والفعل في وجه الهجمة الصهيونيّة؛ لتلتحم معها كلُّ فلسطين، على امتداد الأرض، وعلى امتداد شتات شعبنا، معلنةً هذا اليوم محطّةً نضاليّةً يقف فيها شعبنا في وجه المشروع الصهيوني، ما زال شعبنا يقف في هذه الأرض متمسّكًا بكلّ حبّة ترابٍ منها، يقاتلُ ويناضلُ دفاعًا عنها بكلّ أدوات الفعل النضالي وأشكاله.

أكثر من مئة عامٍ على بدء الغزو الصهيوني الاستعماري لبلادنا، استمرّت فيها القوى الاستعماريّة الكبرى في تقديم الدعم للغزاة الصهاينة، والتغطية السياسيّة الكاملة لجرائمهم، وتجاوز القوانين والأعراف والقرارات الدوليّة، وحماية مجرمي الحرب الصهاينة من الملاحقة الدوليّة الواجبة، بل وقد صعدت قوى الاستعمار والهيمنة والعدوان دعمها للغزاة وعدوانها على شعبنا وقواه الحية، بفرض الحصار الجغرافي والسياسي، وملاحقة حملات المقاطعة والدعم لنضال الشعب الفلسطيني دفاعًا عن حقوقه وقضيّته، في إطار سعيها لتصفيّة القضيّة الفلسطينيّة.

يا أبطالَ فلسطين في ساحات المواجهة:

لقد استفاد  العدو الصهيوني من الغطاء الإمبريالي والتقاعس الدولي، ومن ضعف الموقف الرسمي العربي الذي تردى تجاه التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني، ليصعد هجمته لتصفية ما تبقى من وجودنا في أرضنا، في الضفة المحتلّة التي يعلن نيته ضمَّ معظم أجزائها، والقدس التي يمضي في خطواته لتهويدها، والداخل المحتل الذي يتعرض لجرائم العدوان، ومصادرة الأرض من أصحابها الفلسطينيين لمصلحة الغزاة المستوطنين، وسياسات الأسرلة، وطمس الهُويّة، وها هو يعلنُ عن تشكيل عصابةٍ جديدةٍ من عصابات الإرهاب، تحت مسمّى الحرس الوطني، ليستخدمها في تصعيد جرائمه وهجماته ضد شعبنا، التي راح ضحيتها أكثر من ٣٠٠ شهيد خلال أقلّ من عامٍ مضى، ومئات من الجرحى والأسرى.

إن مواجهة هذا العدوان المتصاعد، باتت تجعل الوحدة والمقاومة واجبات لأجل الحفاظ على الوجود الفلسطيني، وليس فقط شروطًا ضروريّةً لتحقيق الانتصار على الغزاة الصهاينة، وهو ما يتطلب مُضيّ المناضلين من أبناء شعبنا على اختلاف انتماءاتهم، لتعزيز وحدتهم الميدانيّة والنضاليّة في مواجهة الهجمة الصهيونيّة، وتصعيد فعل المقاومة بأشكالها كافةً، ضدّ العدوّ الصهيوني، وهو ما يجب أن تعكسه أيضًا الوحدة السياسيّة ضمن استراتيجيّةٍ سياسيّةٍ موحّدةٍ لمقاومة هذا العدوان وهزيمته.

ويتطلب من قوى شعبنا خارج الوطن المحتل، وحركات التضامن والقوى الصديقة للشعب الفلسطيني، أن تُصعّد ضغطها على العدو الصهيوني ورعاته، وتعزّز نشاطها لمقاطعة الكيان الصهيوني وعزله، وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم، وأيضًا رفع مستوى التعبير عن الدعم الواضح لحقوق شعبنا ونضاله التحرّري ودفاعه عن وجوده فوق أرضه.

إنّ شعبنا الحرّ متمسّكٌ بالدفاع عن أرضه ووجوده، ماضٍ على عهد شهداء يوم الأرض الخالد، والقافلة الطويلة من شهداء شعبنا الذين قضوا دفاعًا عن الأرض والشعب والهُويّة، فالانتصارُ والحريّة والاستقلال هي أهداف مسار النضال والكفاح الذي شقّه شعبنا وماضٍ فيه.

عاش صمود شعبنا في ذكرى يوم الأرض الخالد

الحرية والنصر لفلسطين وشعبها

الخزي والهزيمة للغزاة الصهاينة

29/3/2023

IMG-20230329-WA0002.jpg