ذكرى استشهاد الرفيق القائد رائد نزال بعد معركةٍ بطولية

UNAMg.png
حجم الخط

يوافق اليوم 26 أبريل/ نيسان ذكرى رحيل الشهيد رائد نزال، أحد قادة كتائب الشهيد  أبو علي مصطفى  في قلقيلية، وذلك عام 2002 بعد معركة بطولية مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المكان الذي يتواجد فيه آنذاك، واستشهد عقب التصدي لهم.

رائد.. تلك الكلمة العظيمة التي لم يحملها شهيدنا البطل كاسمٍ فقط، بل جسّدها في واقع النضال والحياة الاجتماعية، لدرجة أنكَ لو بحثت له عن اسمٍ، فلن تجد غير كلمة "رائد" لتطلقها عليه، ففي الحياة الاجتماعية كان صدره وسلوكه مفعم بالدفء والحنان وروح التعاون والتكافل ونصرة المظلوم، وتبنّي قضايا المحيط أكثر مما يعتني بنفسه، وفي الجانب النضالي جسد أسطورة رائعة من الانتماء والتواصل النضالي منذ نعومة أظافره، فمن عمر الثالثة عشرة وحتى يوم استشهاده، لم يُفارقه شعار التواصل النضالي، قولاً وعملاً، ففي الأسر كما بعد التحرر دائمًا ممتشق سلاح النضال والبناء الداخلي حتى يطبق شعاره الشهير(لن أكون عبداً للمرحلة ولن أقبل وعلى الملأ بهذا الموقف المُذلّ، لأنني لن أعيش سوى مرة واحدة وسوف أعيشها بشرف).

هو رائد موسى إبراهيم نزال – ماضي، ولد في 1 يونيو 1969، وهو متزوج من المناضلة المحامية فاطمة محمد دعنا، وله ولد سمّاه أسير، لتقديسه الحركة الأسيرة، التي ظلّ ينتمي لها بكل جوارحه.

وكان الشهيد نزال طالبًا جامعيًا في سنته الأولى في جامعة  القدس  المفتوحة، ويعمل في تربية الأبقار وصناعة الألبان. وهو عضو لجنة فرعية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالضفة المحتلة، وقائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في محافظة قلقيلية، وضابط في الأمن الوطني الفلسطيني برتبة رائد، ورتبة مقدم في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى.

اعتقل نزال وهو في الـ13 من عمره، لمدة 25 يوماً. واعتقل وهو في الرابعة عشرة لمدة ثلاثة عشر شهراً.

اعتقل في عمر الـ15 عاماً لمدة 5 سنوات، على خلفية عضويته بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وإلقاء زجاجات حارقة، وحرق عدد من سيارات العملاء. قبل نهاية الخمس سنوات بنصف عام قام بإعدام أحد العملاء في سجن جنين، وحكم عليه مجدداً بالحكم المؤبد.

تحرّر من الأسر في صفقة تبادل الأسرى بتاريخ 9 سبتمبر 1999، وواصل مشواره النضالي منذ اليوم الأول لتحرره من الأسر، حيث انتُخب في قيادة منطقة محافظة قلقيلية وشارك كعضو فاعل في المؤتمر الوطني السادس للجبهة الشعبية وانتخب كعضو لجنة مركزية فرعية، وإلى جانب عمله في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، عمل على تأسيس فرقة فنية للمسرح والغناء، وبذل جهداً كبيراً في بناء لجنة المرأة، وساعد في صدور إصدارات للرفاق في الحركة الأسيرة.

استُشهد بتاريخ 26 ابريل 2002 بعد معركة بطولية مع قوات الاحتلال الصهيوني حيث اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 10 مواقع للبحث عن الشهيد ورفاقه المطاردين، وحينما أحكمت الطوق على المجموعة طلب الشهيد من رفاقه الانسحاب، وخاض المعركة بنفسه طوال ساعتين للتغطية على جنوده ولم يتمكن القتلة منه إلّا بقذائف عن بُعد، ليتحول جسده العملاق إلى أسطورة نضالية في التضحية والفداء والتواصل.