«المجد للمقاومة… ثأر الأحرار» صعقاً لـ «الدرع والسيف»

حجم الخط

كان لاستهداف عملية «الدرع والسيف» الصهيونية، لثلاثة من القادة المهمّين في حركة الجهاد المقاومة، الأسبوع الماضي، وتمّ استشهادهم جميعاً مع أسرهم وبلغ عدد الشهداء 15 شخصاً، وإصابة أكثر من 20 مواطناً، في تصرّف بربري، يُذكرنا بما كان يحدث في أسوأ عصور الاستعمار الذي يتسم بالعدوانية والانحطاط، وكان لذلك، الأثر في اشتعال المقاومة من الجهاد وباقي المنظمات المقاومة الفلسطينية في غزة. وانهالت صواريخ المقاومة على جميع المدن الفلسطينية المحتلة، التي يقيم فيها الصهاينة، والمستوطنون، الذين جاءت لهم التعليمات بالخروج إلى الشوارع ودخول الخنادق! وأطلق في خلال الأيام الأربعة الأولى ما يزيد عن (600) صاروخ، ثم وصلت إلى (1200) صاروخ حتى وقف إطلاق النار المؤقت فجر الأحد 14 أيار/ مايو، ولم تستطع القبة الحديدية، بحجم دقتها المزعومة، إعاقة هذه الصواريخ سوى بنسبة 25%، بينما ذهبت بقية الصواريخ إلى مقاصدها وأهدافها، وأثارت الذعر، رغم محاولات الإعلام الصهيوني الادّعاء بعدم فعالية صواريخ المقاومة!

فجميع الفلسطينيين من الأطفال وحتى الشيوخ (ذكوراً وإناثاً)، هم جميعاً مشروعات شهادة، ويهبون أنفسهم لذلك، من أجل تحرير أرض فلسطين كاملة من النهر إلى البحر. بينما اللصوص والمستعمرون يتسمون بالجبن، وهذا هو حال الصهاينة حالياً في داخل الكيان. ولينظر العالم حالهم، عبر الفيديوات الحية والصور المنقولة، بحالة الذعر التي تُصيبهم، والهلع الذي يكسو وجوههم، وهم يهرولون في الشوارع ونحو الخنادق، بحثاً عن ملاذ آمن! ولم يعد أيّ مكان آمناً مع انطلاق صواريخ «ثأر الأحرار»، للمقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، ورفيقتها الضفة الغربية في نابلس وباقي المخيمات، و القدس .

لقد أزفت الآزفة، وعلى ما يبدو أنّ «ثأر الأحرار»، هي المعركة الفاصلة بين الحقّ الفلسطيني، والتحرير والاستقلال، وبين الباطل الصهيوني الذي زرع غصباً واحتلالاً، واستمراراً للمشروع الاستعماريّ، الذي ورثته أميركا عن بريطانيا وفرنسا ودول أوروبا، ليستمرّ النهب والسيطرة، والهيمنة العالمية على أغلى بقعة جغرافية في العالم وهي المنطقة العربية، وهي القلب من العالم، وفقاً لقراءة خريطة العالم، ورؤية العالم الجيواستراتيجي (ماكيندر).

وفي كلّ مرة، يبادر قادة الكيان الصهيوني، بالعدوان، على الشعب الفلسطيني، ويبادرون بالاغتيالات العمدية، التي تستهدف قادة المقاومة، ولذلك فإنّ «ثأر الأحرار»، هذه المرة لا بدّ أن تستهدف رؤوس العدوان (نتنياهو، وبن غافير)، وكل القيادات الكبرى الصهاينة. فالعين بالعين، والنار بالنار، والبادئ أظلم.

الشعب الفلسطيني يتحمّل كلّ هذه المعاناة، وله الحقّ الكامل في تحرير أرضه بكل السبل، وفي المقدمة السبيل العسكري، والمقاومة المسلحة، وهي مقاومة مشروعة امتداداً لكلّ شعب استعمر من قبل وقاوم حتى التحرير والنصر (الجزائر ـ فيتنام ـ جنوب أفريقيا)، وهي أبرز النماذج. وقد أثبت الواقع أن لا تحرير من نير الاستعمار بدون القوة. فالاستعمار لا يخشى سوى القوة فحسب، ويجرّ أذيال الهزيمة أمامها. وكلما عظمت التضحيات، اقترب موعد النصر، وأن استمرار الشهادة هو استمرار لطريق التحرر والاستقلال، وقد حان مؤكداً.

لقد جاءت معركة «ثأر الأحرار»، لدحض وصعق عدوان «الدرع والسيف» الصهيوني، في ذكرى النكبة الـ (75) على تأسيس الكيان الصهيوني، الاستعماري في منتصف أيار/ مايو 1948، وحان الآن أن نحتفل بالنصر على العدوان الصهيوني الغادر ومن يسانده ويدعمه بالسلاح، والمال، وحمايته بشرعية مجلس الأمن الزائفة، في هذه الذكرى.

وأطالب المقاومة، ألا يتراجعوا عن معركتهم «ثأر الأحرار»، وأن يستمروا حتى تحرير فلسطين، وأن يعلنوا أنّ المعركة مفتوحة حتى التحرير النهائي، وألا يقبلوا بهدنة تحت أية ضغوط، من نظم وحكومات عربية عميلة، تمارس التطبيع العلنيّ بلا حياء أو خجل. وعليكم أن تفرضوا القضية الفلسطينية بإرادة المقاومة، وبلا خيار آخر، وتسقط كلّ مشروعات العمالة والخزي والعار بقبول مشروع الدولتين الفاشل. لا للتطبيع لا للصلح لا للتفاوض لا للاعتراف ولا للاستسلام، كما علمنا الرئيس جمال عبد الناصر، ودمتم مقاومين حتى النصر والتحرير…