ملتقى الفكر التقدّمي بالمحافظة الوسطى ينظم لقاءً حواريًّا بعنوان "الأسرى جدار المقاومة الأوّل"

حجم الخط

نظم ملتقى الفكر التقدّمي بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة، مساء أمس الإثنين، لقاءً حواريًّا بعنوان "الأسرى جدار المقاومة الأوّل"، وذلك في قاعة بلديّة النصيرات، بمشاركة المختصّ بشؤون الأسرى والمحرّرين، عبد الناصر فروانة، وعضو اللجنة المركزيّة العامة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين هاني الثوابتة، ومدير مؤسّسة الضمير لحقوق الإنسان علاء السكافي،وبحضورٍ واسعٍ من الرفاق بالمحافظة والمخاتير والوجهاء والشخصيات اعتبارية ومن القوى الوطنية، وعددٍ من أعضاء اللجنة المركزية للجبهة، فيما أدار اللقاء الرفيق حاتم الخطيب.

بدوره رحب الخطيب بالحضور، مؤكّدًا على أهميّة هذا اللقاء الذي يبرز قضيّةً مهمّة للشعب الفلسطيني؛ وهي الأسرى.

من جهته، قال المختصُّ بشؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، إنّ "قضيّة الأسرى تعدُّ أحد الروافد الأساسيّة لروافد الحركة الوطنيّة، ومن تابعها يدركُ ما نؤكّد عليه دائمًا أنّه لا يمكن تجاوز موضوع الأسرى بأي حالٍ من الأحوال"، مضيفًا "بدأت هذه القضيّة قبل الاحتلال الصهيوني لفلسطين، حيث في عهد الانتداب البريطاني كانت هناك حالاتٌ كبيرةٌ من الاعتقالات والأسرى والتعذيب الجسدي والنفسي، وهي مرتبطةٌ بكفاح الشعب الفلسطيني".

وبيّن فراونة، خلال كلمته، أنّه "عندما نتحدّث عن قضيّة الأسرى، فإنّ هناك ملفاتٍ كثيرةً وشائكة، لا يمكن لتنظيمٍ بذاته أو مؤسّسةٍ بمفردها أن تحمل هذه الملفات وحدَها"، لافتًا إلى أنّ "ما يقرب من  5000 أسيرٍ ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، وهناك أكثر من مليون حالة اعتقالٍ منذ الاحتلال، بينها 50 ألف حالة اعتقالٍ طالت الأطفال، وأكثر من 17 ألف حالة طالت النساء والفتيات، وهذا الرقم كبيرٌ جدًّا ويدّلل على عنصريّة الاحتلال".

وأشار فراونة، إلى أنّ "الأسرى موزعون على قرابة 23 معتقلًا وسجنًا، بينهم 170 طفلًا يقلّ عمره عن 18 عامًا، و31 أسيرة، بالإضافة إلى 1200 أسير معتقل إداريًّا، و700 أسيرٍ يعانون أمراضًا مختلفة، بينهم 24 مصابًا بالسرطان، أخطرهم الأسير القائد وليد دقة، والمعطيات كافةً تؤكّد بإلحاق الاحتلال الصهيوني بحياة الأسرى من خلال الإهمال الطبي المتعمّد وعدم تقديم الرعاية الصحيّة المناسبة لهم".

من جانبه، أكّد عضو اللجنة المركزيّة للجبهة الشعبيّة الرفيق هاني الثوابتة، في كلمةٍ له، أنّ "الأسرى يتعرّضون في هذه الٍأيام لعدوانٍ لا ينفصل على الإطلاق عن العدوان الشامل على أبناء شعبنا وأرضنا وهُويّتنا"، مبيّنًا أنّ "الاحتلال يعدُّ الأسرى رمز نضالنا؛ فهم على رأس عمليّة الاستهداف".

وتطرّق الثوابتة إلى حالة الأسير المريض بالسرطان وليد دقة، قائلًا: "يعاني من هذا المرض بفعل سياسة القتل البطيء الذي يتعرّض له والأسرى كافةً في سجون الاحتلال"، لافتًا إلى أنّ "الاحتلال يشنّ عدوانه على الأسرى ليجرّدهم من دورهم ومسيرتهم الكفاحيّة ونضالهم".

وأوضح الثوابتة، أنّ "سياسة الاحتلال تتجلّى باستهدافه للأسرى في سياقٍ متواصل، لكنّه في الآونة الأخيرة كان أكثر وضوحًا من خلال سياسته باغتيال الشهيدين ناصر أبو حميد، وخضر عدنان، وحاليًّا يريد قتل القائد وليد دقة، فهو يريد أن يقتل القادة والمفكرين والرموز، ويريد أنّ يقتل الفكرة والمسيرة الكفاحية لأبناء شعبنا"، مطالبًا بتقديم ما يدين جرائم الاحتلال من ملفاتٍ وأدلّةٍ أمام محكمة الجنايات الدوليّة، وتفعيل دور المؤسّسات الحقوقيّة بشكلٍ أكبر.

وفي السياق القانوني، تحدّث مدير مؤسّسة الضمير لحقوق الإنسان علاء السكافي، قائلًا: "في الآونة الأخيرة هناك مطالباتٌ بالأوساط السياسيّة داخل دولة الاحتلال باستهداف المعتقلين والأسرى بإجراءاتٍ قمعيّةٍ أكبر، وهذا تغوّلٌ واضحٌ على حقوقهم".

وأضاف السكافي، أنّ "انتهاكات الاحتلال بحقّ الأسرى والاعتقالات التي يقوم بها مبنيّةٌ على جملةٍ من المخالفات القانونيّة، لا سيّما في القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان"، مشيرًا إلى أنّه "يوجد توافقٌ في المستويات بدولة الاحتلال كافةً في فرض المزيد من التشريعات التي تستهدف الأسرى، وكان من بينها منع تقديم العلاج اللازم لهم في السجون من قبل وزير الأمن القومي الصهيوني "إيتمار بن غفير" بالإضافة إلى قانون "إعدام الأسرى".

وأكّد السكافي، أنّ " سياسة الإهمال الطبي الممنهجة والمتعمدة الصادرة عن حكومة الاحتلال وبعمل ما يسمى "إدارة مصلحة السجون"، والإجراءات القمعيّة وجرائم الاحتلال الأخرى بحقّ الأسرى في السجون ترتقي لجرائم حربٍ وضدّ الإنسانيّة".

وحول حالة الأسير المريض وليد دقة، بيّن السكافي، أنّه "كان مصابًا بالسرطان منذ عام 2018، ولكن بزعم الاحتلال أنّه ارتكب مخالفةً بسيطةً وهي "تهريب هواتف نقّالة"، حيث منع الكشف والفحص الدوري له"، لافتًا إلى أنّه "تمّ اكتشاف المرض بعد 3 سنوات من الإصابة، وهو ما يؤكّد تعمّد الاحتلال في إهمال حالته الصحيّة".

وتابع: "خاطبت مؤسّسة الضمير المقرّر الخاص المعني في الحقّ بالصحة في حالة الأسير المريض دقة، لكن نتيجة السياسة الدولية التي لا ترغب في محاكمة الاحتلال على جرائمه بحقّ الأسرى؛ ما شجّع الاحتلال على ارتكاب مزيدٍ من الجرائم"، داعيًا لوضع خطّةٍ استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ من قبل المؤسّسات الخاصّة بالأسرى لمناصرتهم وإسنادهم في معاركهم ضدّ السجّان الصهيونيّ".


WhatsApp Image 2023-05-30 at 10.02.27 AM.jpeg
WhatsApp Image 2023-05-30 at 10.02.27 AM (1).jpeg
WhatsApp Image 2023-05-30 at 10.02.28 AM.jpeg
WhatsApp Image 2023-05-30 at 10.02.28 AM (2).jpeg
WhatsApp Image 2023-05-30 at 10.02.30 AM.jpeg
WhatsApp Image 2023-05-30 at 10.02.30 AM (1).jpeg