مصر : الإخوان المسلمون يخوضون منافسة صعبة في انتخابات الرئاسة

عبأت جماعة الاخوان المسلمين شبكتها التنظيمية الكبيرة من اجل دعم مرشحها في الانتخابات الرئاسية التي ت
حجم الخط
عبأت جماعة الاخوان المسلمين شبكتها التنظيمية الكبيرة من اجل دعم مرشحها في الانتخابات الرئاسية التي تبدأ الاسبوع المقبل ولكنها تفتقد المساندة الشعبية التي مكنتها من الفوز بغالبية مقاعد البرلمان قبل قرابة خمسة اشهر. ويأمل الاخوان المسلمون في السيطرة على السلطة التنفيذية بعد ان وجدوا انفسهم خلال الاشهر الاربعة الاخيرة بين مطرقة الجيش الذي دافعوا عنه ثم دخلوا في مواجهة معه من اجل تشكيل الحكومة، وسندان الرأي العام الذي استاء من قلة فاعلية البرلمان. ومنذ ان انتخب البرلمان بدا اداء الاخوان المسلمين مرتبكا ما ادى الى اهتزاز صورتهم لدى العديد من المصريين قبل الانتخابات الرئاسية التي يجرى دورها الاول الاربعاء والخميس المقبلين. وتزداد الامور صعوبة بالنسبة للاخوان بسبب الانقسام في المعسكر الاسلامي مع ترشح القيادي الاخواني المنشق عن الجماعة عبد المنعم ابو الفتوح الذي اعلن حزب النور اكبر الاحزاب السلفية والجماعة الاسلامية (السلفية كذلك) تأييدهما له. واطلق خصوم مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي، وهو مهندس في الستين من عمره، عليه اسم "الاستبن" وهي كلمة عامية مصرية تعني الاطار الكاوتشوك الاحتياطي للسيارة، وجاءت هذه التسمية من اعلان الاخوان المسلمين عن طرحه في بداية الامر ك "مرشح احتياطي" اذا ما تم استبعاد المرشح الاصلي خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة لاسباب قانونية. وقال المحلل مايكل وحيد حنا من مركز الدراسات الاميركي "ذي سنتشوري فاونديشن" ان الاخوان المسلمين "خلقوا بأنفسهم الصعوبات لانفسهم". وادى تراجع الجماعة عن تعهدها العلني الذي كررته على مدى شهور طويلة بعدم ترشيح احد اعضائها لانتخابات الرئاسة الى فقدانها المصداقية لدى الكثيرين. كما كان سعيهم للهيمنة على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور --وهو ما عارضته الكنيسة والازهر وكل الاحزاب الليبرالية واليسارية-- تأثير سلبي لدى قطاع من الرأي العام. وتأثرت صورتهم كذلك بتغيير مواقفهم ازاء الجيش الذي ايدوه وتحالفوا معه بعد اسقاط مبارك في 11 شباط/فبراير 2011 ثم دخولا في مواجهة معه بعد فوزهم في الانتخابات التشريعية. ويعتقد حنا ان هذه المواقف كلها "ولدت لدى كثير من الناس انطباعا بأن الاخوان غير قادرين على تحقيق اي شئ وانهم يزايدون وفي النهاية يساهمون في ارتباك" المشهد السياسي. ولكن جماعة الاخوان لا تلتفت الى هذه الانتقادات وتواصل تنظيم مؤتمرات جماهيرية تحشد فيها انصارها لاثبات انها ما تزال القوة السياسية الاولى في البلاد. واهم ميزة يتمتع بها الاخوان هي شبكة منظمة من مئات الالاف من الناشطين منخرطين منذ سنين في الحياة المحلية والعمل الخيري. ويخوض الاخوان حملتهم الرئاسية باسم "الدفاع عن الثورة" التي تواجه وفقا لهم خطر عودة رموز النظام القديم الذين يمثلهم من وجهة نظر الجماعة الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى واخر رئيس وزراء في عهد مبارك، الفريق احمد شفيق. وقال النائب الاخواني محمد دياب في التلقزيون المصري "ان شبابنا يذهبون الى كل البيوت ويتحدثون مع كل المصريين لاقناعهم ببرنامجنا وبقدرتنا على تحقيقه". كما انهم يدعون المصريين الى التصويت لهم حتى يكون هناك توافق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. ويقول عضو مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين محمود غزلان "ينبغي ان يكون هناك تعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية". وقال المعلق السياسي ابراهيم عيسي في برنامجه التلفزيوني "لا ينبغي التقليل من قدرات جماعة الاخوان المسلمين التنظيمية". ورغم ان مرسي يقدم نفسه باعتباره "المرشح الوحيد الذي يطرح برنامجا اسلاميا" الا ان وجود عبد المنعم ابو الفتوح يجعل امامه منافسا قويا خصوصا مع تأييد جزء كبير من السلفيين له اضافة الى العديد من شباب جماعة الاخوان وقطاع من الشباب الليبرالي واليساري. ويقول محمد نور الناطق باسم حزب النور ان "ابو الفتوح وضع برنامجا ذا مرجعية اسلامية ولكنه يمكن ان يكون رئيسا لكل المصريين، فهو يحظى بتأييد اسلاميين وليبراليين في ذات الوقت".