بيان صادر عن مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني

يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل

نحيي اليوم السابع عشر من نيسان، ونحتفي بيوم الوفاء الفلسطيني يوم الإجلال والفخر والانتماء لأولئك الأحرار رواد العطاء والفداء، وأبطال المقاومة الفلسطينية، أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني، في أقبية موته وقهره وعذابه، نحتفي بيوم الأسير الفلسطيني الذي اختاره شعبنا وأحراره للتضامن والوفاء والالتصاق بقضيته من أجل قضايا شعبنا وفصول نضاله وتضحياته.

قضية أسرانا البواسل، وما فيها من سجل حافل بالألم والمعاناة والظلم، وسجل أكثر زخماً من العطاء والصمود والنضال والثبات في وجه أشرس حملات القتل البطيء والإبادة، فمنذ اعتقال أول أسير فلسطيني وهو الشهيد الراحل محمود بكر حجازي حتى اليوم مسيرة تمتد إلى عشرات الأجيال.

غصّت قلاع الموت والإرهاب في سجون الاحتلال بمئات الآلاف من أحرار شعبنا، رجالاً ونساءً وأطفالاً في ظروف من القهر والقتل استخدمت فيها كل وسائل الإرهاب والتضييق والتعذيب والاستهداف من القتل المباشر والغير مباشر، والتجويع والحرمان والعقاب والإهمال الصحي المتعمد، ومحاولات الإهمال والتفريغ والتيئيس وقتل الروح الوطنية والمعنوية التي لم تخفّ حدتها، ولم تتوقف على مدار الساعة لما يقارب من الستين عاماً ارتقى خلالها مئة وخمسين شهيداً نزفت دمائهم في أقبية التحقيق والتعذيب وفي ساحات المواجهة في السجون، وفي معارك الكرامة والإضراب عن الطعام، هي مسيرة لم يكن الألم والمعاناة عنوانها الأوحد، بل كانت المقاومة والثبات والتنظيم والبناء وانتزاع الحقوق والمكتسبات وجهاً آخر لهذه المسيرة الطويلة، فقد حوّل أسرانا قلاع الموت إلى خنادق للنضال والعطاء وبناء القادة والكوادر وتصليب المناضلين وتوعيتهم، ورفدت ثورتنا وانتفاضتنا الفلسطينية بوقود من القادة والأبطال ورجال الفكر والثقافة والسياسة.

تاريخ مجيد مازال يتواصل في أشد اللحظات حلكة وظلمة، في هذه اللحظات من عمر نضال شعبنا ومقاومته، إذ وقبل طوفان الأقصى المجيد بعدة شهور بدأت سلطات الاحتلال، وإدارات قمعها بتنفيذ سياسات قتل وتضييق جديدة وغير مسبوقة ضد أسرانا في ظل حكومات التطرف والإرهاب اليميني العنصري.

ومنذ السابع من أكتوبر من العام الماضي مع اندفاع الطوفان تستفرد سلطات الاحتلال بأبشع وأفظع الجرائم الإنسانية من ضرب وحشي وإذلال واغتصاب وقتل وتكسير وحرمان من أدنى مقومات الحياة، وما زالت حيث ارتقى حتى اليوم حوالي خمسة عشر شهيداً جراء القتل المباشر أو الإهمال الطبي المتعمد، كان أخرهم وقبل عشرة أيام أيامك عميد الحركة الأسيرة وحبيبها ومفكرها الرفيق القائد وليد أبو دقة، الذي فقد شعبنا وأسرانا ومقاومتنا برحيله قائداً فذاً ومفكراً ومناضلاً، كان ثورةً وخندقاً للعطاء بحد ذاته، وهذا عدا عن الجرائم اللاإنسانية التي يتعرض لها أهلنا وأحرارنا في غزة هاشم حيث عشرات من الكوادر الذين مضى على اعتقالهم عشرات السنين، صفقة نوعية سيتحقق فيها شروط المقاومة وهي:

- الإفراج عن 57 أسير من أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين تم إعادة اعتقالهم، وعدم احتسابهم من عدد الأسرى في الصفقة.
- إعادة الأسرى إلى أماكن سكنهم وعدم إبعادهم.
- الإفراج عن أسرى القدس، وفلسطينيي الـ 48، وعدم استثنائهم.
- الإفراج عن المرضى وكبار السن.
- ضمانات واضحة بعدم التعرض لهم وإعادة اعتقالهم.
- تحقيق هذه الصفقة وإن كانت جزئية، إلا أنها ستفتح الباب أمام تحرير كل الأسرى الفلسطينيين الذين تصر المقاومة على عدم التنازل عن أي أسير منهم، والذي نراه أيضاً أنه لن يطول أمد تحقيق هذا الأمر، لهدنة سيتبعها هدنات، والصفقة يتبعها صفقات متقاربة، النصر يتبعه انتصارات وخيار المقاومة هو السبيل إلى ذلك.

 

المجد للشهداء والنصر للمقاومة والحرية للأسرى
وإننا حتما لمنتصرون

 

مكتب الشهداء والجرحى والأسرى
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
17/4/2024

 

Asra-Final-2024-ES.png
Asra-Final-2024-En.png
Asra-Final-2024.png
Asra-Final-2024-IT.png