أصدر قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في الضفة الغربية، الأسير إبراهيم حامد، كتابًا جديدًا يوثق فيه تجربته بالعزل الانفرادي، بعنوان "التعذيب والعزل"، وهو دراسة علمية توثق بشكل دقيق أساليب الاحتلال، وممارساته بالتعذيب والعزل. وأشار الأسير حامد لمحاميه لؤي العكة، أنه عكف خلال الفترة الماضية على توثيق واقع العزل، وتمكن من اعداد دراسة مطولة بعنوان "التعذيب والعزل"، تحتوي على مادة علمية واستقصائية، وتكاد تعتبر كحالة خاصة كونها خرجت من داخل العزل. وقال حامد:"إن الأسير المعزول يعيش في عزل مفتوح وخارج حدود الزمن، وكنا نتلمس أي فرصة لكسر هذا القيد الثقيل الذي أرهقنا". وشدد حامد على أهمية أخذ الدروس والعبر والبناء على ايجابيات الخطوة الاحتجاجية الأخيرة، ودراسة الحفاظ على نضالية الحركة الأسيرة. أهم الدروس وأردف: "كان من أهم الدروس تلك دوائر التضامن التي خلقتها معركة الأمعاء الخاوية في العواصم العربية والبعيدة"، موضحًا أن هذه الدوائر المتضامنة والمؤثرة كانت الوجه الاخر لنجاح الإضراب. واستطرد قائلا: "هذا الإضراب أضاف لي جرعة عاطفية كبيرة ولأول مرة بعد، وبتعليق الإضراب بدأت أفكر في حال سمحوا لي بالحديث مع العائلة والأولاد. وتحدثت معي أبنائي علي وسلمة. فبدأت أشعر بضغط اللحظة العاطفي، ولم يكن مثل ذلك ليخطر على بالي بالسابق". وأضاف:"كثيرًا ما شكوت لنفسي انقطاع دموعي التي لم تنزل بسخاء، على ما أذكر منذ عام 1972 عندما جاء خبر استشهاد أخي عبد الرحيم، كنت وقتها طفلاً وكان البيت كله يبكي، وأذكر أن ذلك كان آخر بكاء تم بسخاء". وأشار أن أكثر تلك اللحظات، التي لن ينساها في العزل، كانت في عيد الفطر الماضي، لأنه لم يعثر على زميل في قسم العزل، يبادله تحية العيد. وقال "الحمد لله أنا الآن انعم بوجودي بين إخواني من جميع التيارات، ووجدتهم يكنون لي الكثير من الاحترام والتقدير". وكانت قوات الاحتلال اعتقلت إبراهيم حامد بتاريخ 23 مايو 2006 في عملية خاصة بمدينة رام الله، ووضعه بالعزل الانفرادي حتى الأسبوع الماضي. وتتهم "إسرائيل" الأسير حامد بتزعم كتائب القسام في الضفة الغربية، والمسؤولية عن عشرات العمليات والهجمات التي نفذتها الكتائب، وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمستوطنين وإصابتهم. - عن احرار ولدنا -