في ذكرى النكسة: لا يمكن لأحد أن يختزل تاريخنا ونضالنا بحدود الحسابات الضيقة

شـــعبنا البطــل جماهير شعبنا الصامدة!! خمسة وأربعون عاماً مرت على هزيمة حزيران عام 1967، وما يسمى تجاوزاً النكسة. ورغم مضي كل هذا الوقت، لم تتراجع التحديات، والصعوبات، والمخاطر المحدقة بقضيتنا العادلة، والتي هي من أعدل قضايا العصر لأن حكومات الاحتلال المتعاقبة، لم تقم أي اعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني، ولم تألُ جهداً في انتهاج سياسة الإرهاب والعدوان، عبر القضم المتدرج للحقوق والأراضي الفلسطينية، إن يكن في القدس، أو الضفة الفلسطينية المحتلة والتنكر لحقوق شعبنا الثابتة في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة. حكومات دولة الاحتلال بسياساتها المختلفة، تخرق ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية، والمشهد السياسي خاصة في العقدين الأخيرين لم يتجاوز استمرار سياسة التهويد والاستيطان للقدس، والضفة الغربية، وتجويع وحصار لقطاع غزة، وإرهاب، وبطش، واعتقالات، واغتيالات للفلسطينيين في كل زمان ومكان. إن الوجع الفلسطيني يتعاظم يوماً إثر يوم، ومرارة اللجوء والتشرد علقم في أفواه كل الفلسطينيين في داخل الوطن أو خارجه، ولكن كيف يدفع شعبنا الفلسطيني باتجاه حقوقه العادلة والتاريخية التي تكفلها قرارات الأمم المتحدة، إن تجاوز قطوع الانقسام وصولاً للوحدة هو العنوان الأول والذي يعزز صمود الشعب الفلسطيني ويشد من أزره في مواجهة ما يستهدفه خاصة، وأن الحالة العربية والإقليمية، والدولية مشغولة بهمومها، ومشكلاتها، والتزاماتها المختلفة، فالعديد من دول الطوق تحت وطأة الحراك الشعبي والاحتجاجي المطالب بالتغيير والديمقراطية، وأمريكا مشغولة بانتخابات الرئاسة القادمة، بعد الانسحاب من العراق، وترتيب الانسحاب من أفغانستان، والأزمة الاقتصادية الطاحنة تضرب عميقاً في السياسات الغربية. أمام كل ما تقدم، يستفرد الاحتلال بالشعب الفلسطيني، ويصمد شعبنا في مواجهة التحديات والمخاطر، والصعوبات. كل وقائع الحياة والتاريخ تؤكد، إن المحتلين وإن تعاظمت قوتهم وجبروتهم، لم ينجحوا في اغتيال نضال وتاريخ الشعوب المقهورة، ودليلنا على ذلك، أن كل شعوب الأرض قد تحررت من محتليها، و(إسرائيل) هي الاحتلال الأخير في العالم، لذا بوحدتنا وصمودنا وحفاظنا على هويتنا الوطنية، نملك أسلحة صناعة حاضرنا ومستقبلنا. إن مغادرة قطوع المناورات وادارة الانقسام، والتكتيكات المصلحية الفئوية الضيقة، أمر لم يعد يحتمل، لذا لا يمكن لأحد أن يختزل تاريخنا ونضالنا الوطني المشروع بحدود الحسابات الضيقة. جماهيرنا المناضلة.. إن احتضان أرضنا جثامين شهدائنا في كل من الضفة وغزة، يملي علينا جميعاً، احترام وتقديس تضحياتهم وامتثال قدوتهم ودربهم المجدي والمثمر والدفع بحراك السياسة، بما يعزز قدرة شعبنا للتقدم والصمود وصولاً لتحقيق أهدافه الوطنية بالحرية، والاستقلال والعودة، التي لن تتحقق إلا بالوحدة والصمود والنضال والمقاومة. تحية خلود للشهداء.. ومحبة وتقدير للأسرى لصمودهم ونضالاتهم المستمرة ضد الجلادين، وأمنيات بالشفاء العاجل للجرحى. وإننا لمنتصرون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 4/6/2012