من المقرر أن تعلن المحكمة عن الحكم في الدعوى المدنية ضد دولة الكيان الصهيوني بشأن استشهاد المتضامنة مع شعبنا الفلسطيني ريتشيل كوري قبل ما يزيد عن تسعة أعوام. وستُعقد جلسة النطق بالحكم في المحكمة المركزية في حيفا في تمام الساعة التاسعة صباحاً يوم 28 آب/أغسطس 2012. يذكر أن ريتشيل كوري مواطنة أمريكية (23 عامًا) من مدينة أولمبيا في ولاية واشنطن، استشهدت في مدينة رفح في قطاع غزة بينما كانت تحتج بصفة سلمية ضد هدم منازل مدنيين فلسطينيين، إذ سحقتها جرافة صهيونية من نوع "كاتربلر" طراز "D9-R". ورفعت أسرة ريتشيل كوري الدعوى القضائية في عام 2005 حيث يمثلهم المحامي حسين أبو حسين، وتتهم الدعوى دولة الاحتلال بالمسؤولية عن مقتل ريتشيل والتقاعس عن إجراء تحقيق كامل وموثوق بشأن القضية. وقال كريج كوري، والد ريتشيل، "الدعوى القضائية هي خطوة صغيرة فقط في العملية التي انهمكت فيها أسرتنا للبحث عن الحقيقة والعدالة. وتؤكد الأدلة المتزايدة المقدمة للمحكمة على تعطُّل نظام المساءلة – وهو أمر تغاضت عنه سلطات الولايات المتحدة على الرغم من استنتاجها بأن التحقيق الإسرائيلي العسكري لم يكن "شاملاً أو موثوقًا أو شفافًا". وكانت الشهادات الشفهية في القضية قد بدأت في 10 آذار/مارس 2010، وقد عقدت المحكمة 15 جلسة منذ ذلك الوقت أدلى بها 23 شاهداً بشهاداتهم. وقد كشفت المحكمة عن قصور خطيرة في التدريج القيادي العسكري بما يتعلق بمقتل المدنيين والتدمير العشوائي لممتلكاتهم على يد الجيش الصهيوني في جنوب غزة. وقال المحامي حسين أبو حسين الذي يمثل أسرة كوري في القضية، "لا تسعى هذه المحاكمة إلى محاسبة الأشخاص الذين أخفقوا في حماية حياة ريتشيل فحسب، بل أيضاً نظام التحقيقات العسكرية المعيب الذي يفتقر للحياد والشمول. وثمة التزام على دولة "إسرائيل" بموجب القانون الدولي بأن تطبق كافة الإجراءات الاحتياطية الممكنة لتجنيب المدنيين مخاطر العمليات العسكرية. وقد انتهك الجيش الإسرائيلي هذا المبدأ انتهاكا صارخاً عندما تسبب بمقتل ريتشيل كوري، ويجب إخضاعه للمحاسبة". سيقرأ القاضي عوديد غيرشون حكم المحكمة، ومن المتوقع أن تستغرق القراءة وقتاً قصيراً. وبعد النطق بالحكم ستعقد أسرة كوري مؤتمراً صحفياً في فندق كولوني الذي يقع على مسافة قريبة من مبنى المحكمة. سيكون المؤتمر الصحفي مفتوحاً لوسائل الإعلام فقط، وسيبدأ بعد ساعة تقريباً من انتهاء النطق بحكم المحكمة.