الشعبية: الحكومتان مسئولتان عن الوضع المتردي، والحقوق لا تستجدى بل تنتزع انتزاعا

بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ظل تعدد الجبهات التي يُقاتل الفلسطينيون عليها من مقارعة الاحتلال ومواجهة حالة الانقسام وتبعاتها إلى مواجهة الفقر الشديد الذي طال قطاعات كبيرة من المجتمع الفلسطيني، وانسداد الأفق في تحقيق مستقبل أفضل... بدأت مظاهر الإحباط تطفو على السطح في الشارع الفلسطيني. والتي أخذت أشكالاً عديدة منها إقدام بعض الشباب الفلسطيني على حرق أنفسهم في الساحات العامة تعبيراً عن احتجاجهم ورفضهم لهذه الحالة المأساوية، ومحاولة منهم لطرق جدار الخزان في وجه حكومتي الامر الواقع المسئولتان عن هذا الوضع المتردي. وللتأكيد على أن التعديلات الوزارية التي جرت مؤخراً في غزة والضفة ما هي إلا ذراً للرماد في العيون ولا تمتلك العصى السحرية لحل مشاكل الفلسطينيين، بل كرست حالة الانقسام وأضعفت قدرة المواطن على مواجهة الاحتلال السبب الرئيسي في مأساتنا متعددة الوجوه وزادت من حالة الفقر والبطالة لحساب شرائح سلطوية مستفيدة. في الوقت الذي نحذر من تفاقم هذه الظاهرة وازدياد حالة الغليان في الشارع الفلسطيني تؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على الآتي: أولاً: إنهاء حالة الانقسام حاجة ملحة للبدء في مواجهة وطنية موحدة لكل أسباب الفقر ومن يتسبب فيه. ثانياً: إن التعديلات الوزارية التي جرت لن تكون إلا عثرة جديدة في وجه المواطن الفلسطيني ولن تزيده إلا فقراً وإحباطاً ما يقوض مقومات الصمود الوطني في مواجهة الاحتلال. ثالثاً: مراجعة كل الحالة الفلسطينية المتردية من خلال استراتيجية مقاومة وطنية موحدة سياسية واقتصادية قادرة على مواجهة المرحلة وتبعاتها والقتال مع الشعب لا ضده، من خلال الضغط لإلغاء اتفاقيات باريس الاقتصادية المجحفة، وسياسة اقتصاد الأنفاق غير الخاضعة للرقابة والمحاسبة. رابعاً: العودة لمبدأ من أين لك هذا ومحاسبة كل من يتعدى على المال العام، وكل من يحاول استغلال حالة الضيق والحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني لخدمة أهداف شخصية وفئوية. إن المواطنين الفلسطينيين هم أغلى ما نملك، ولكن حرق المواطنين والتضييق عليهم في أرزاقهم و إثراء الأغنياء على حسابهم هو الكفر بعينه الامر الذي يتطلب حلولا وتحركات شعبية جماعية منظمة وليست فردية تصون الحد الادنى للحماية الشعبية والاجور والحقوق الديمقراطية والاجتماعية التي بدونها يجري تقويض الصمود الوطني. في الوقت الذي نسجل فيه في الجبهة الشعبية وقوفنا صفا واحدا مع أبناء شعبنا وخاصة الفقراء منهم نطالب الجميع برفع الصوت في وجه من تسبب في إفقارنا وإذلالنا وضياع قضيتنا الوطنية، ونؤكد على أن الحقوق لا تستجدى بل تنتزع انتزاعاً وتبقى الكلمة الفصل للشارع.. فمعاً وسوياً لمواجهة الاحتلال والانقسام والفساد والفقر والتفرد. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 6-9-2012