مجزرة صبرا وشاتيلا، ثلاثون عاماً على المجزرة ولا زالت الجراح مفتوحة

مجزرة صبرا وشاتيلا .. لا زالت وستبقى الذاكرة تراكم مخزوناً هائلاً من المجازر .. إن هذه السنين الطويلة على المجزرة لم تستطيع أن تغيب عن أعيننا لون الدم الحي في الذاكرة .. كما أن تلك السنين الثلاثون ليست بصامتة .. إنها أحياناً لا تجأر بالقول ولكنها تتحدث في رقةٍ عن السبب القديم الذي كان قائماً هناك يوماً في صبرا وشاتيلا .. عن عظمة أولئك الشهداء .. وتتحدث كيف أن الشعلة العظيمة التي كانت مطفأة تارة ومضيئة تارة .. إنما أشعلت هناك حين تكالبت الذئاب على أطفال ونساء وشيوخ المخيم .. مذبحة صبرا وشاتيلا هي مجزرة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في 16أيلول 1982م واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد الجيش الإسرائيلي والمجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني .. عدد شهداء المجزرة فاق في حينه الثلاثة آلاف شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح ،، أغلبيتهم من الفلسطينيين ومن بينهم لبنانيين أيضاً .. في ذلك الوقت كان المخيم محاصر من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل ايتان وبمشاركة المجموعات الانعزالية اللبنانية ( الكتائب) .. وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة مستخدمة الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل. يا جماهير شعبنا الأبي العظيم .. ثلاثون عاماً على المجزرة .. ولازال العدو المجرم مرتكبها ومنظمها ومنظم الجرائم والمجازر في المنطقة طليقاً تحميه قوانين وقرارات الأقوياء ومحافله غير الإنسانية .. ثلاثون عاماً على صبرا وشاتيلا ولازال الإحتلال بجبروته يشكل تهديداً واضحاً وحقيقياً على الإنسانية جمعاء في سبيل حماية نفسه وكيانه المصطنع القائم بقوة الدعم والإسناد الاستعماري العالمي .. ثلاثون عاماً على صبرا وشاتيلا .. وأربع وستون على دير ياسين وتسع وخمسون على مجزرة البريج وعشرات أخرى من السنين على مجازر عدة ارتكبت على يد الصهاينة .. ولازال عدونا يتغذى على تلك الثقافة ويتباهى بين الفينة والأخرى بإستعداديته وجاهزيته دوماً للقتل ولارتكاب مزيداً من المجازر. تأتي الذكرى السنوية هذا العام لمجزرة صبرا وشاتيلا في ظل أوضاعٍ قهرية تعصف بقضيتنا الوطنية منذ عقود .. فليس بعيداً عن إعادة التذكير بالمآخذ السلبية التي نتجت عن حالة الانقسام والتي شكلت حائلاً رئيسياً أمام ضعف الصوت الفلسطيني وتراجع حالة شعبنا الكفاحية .. وما هو أخطر من ذلك هو استغلال الاحتلال للوضع القائم وتماديه في سياساته الممنهجة من تهويد للقدس ومواصلة حفرياته تحت المسجد الأقصى وممارسته لسياسة التطهير العرقي ضد أبناء شعبنا من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، وما يتعرض له أبنائنا من الأسرى من تصفية واستهداف منظم داخل سجون الاحتلال. جماهير شعبنا الصامد: ألا يكفي استهتاراً بمقدراتنا الوطنية والثورية ... ألا يكفي منح عدونا مزيداً من الفرص الذهبية لمواصلة إبطاء آدميتنا ومفعولنا كفلسطينيين .. هذه رسالتنا إلى الجميع الفلسطيني المتنفذ في جانبي الوطن .. فلنضع مصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار وكل اعتبار .. ولنستعيد وحدتنا الوطنية، ونستعد ونجهز في مواجهة عدونا ومخططاته . العار للعدو القاتل في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا المجد لشهداء شعبنا وثورتنا .. والحرية لأسرانا البواسل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين / منطقة البريج الأحد الموافق 16/9/2012م