في الذكرى 95 لوعد بلفور : الشعبية تطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني

بيان سياسي في ذكرى 95 لوعد بلفور يا جماهيـــر شـــعبنــــا البطــــل نقف هذه الأيام أمام الذكرى الخامسة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الذي أعلنه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور في الثاني من تشرين الثاني - نوفمبر عام 1917 م. إن وزير الخارجية البريطاني بلفور أعطى ما لا يملك، لمن لا يستحق، وها هو الشعب الفلسطيني يقترب من عامه الخامس والستين من التشرد واللجوء، بسبب هذا الوعد والسياسة البريطانية والتآمر الامبريالي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وحقوقها في التحرر وتقرير المصير والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والوحدة . ورغم النكبة والتشرد واللجوء، وما لحق بالشعب الفلسطيني من عذاب واضطهاد وتمييز مورس ضده داخل الوطن وفي في العديد من بلدان اللجوء، إلا أن شعبنا يقبض على حلم التحرير والعودة، كمن يقبض على الجمر، رغم مجافاة الظروف العربية، والإقليمية، والدولية التي تحيط بالقضية الفلسطينية بحكم حجم وقوة تدخل كل تلك القوى في الشأن الفلسطيني، لأن السياسات الاستعمارية والتي استولدت الكيان الصهيوني (إسرائيل)، ما زالت تتمسك بالحفاظ عليه، وعلى تفوقه وتسيده في المنطقة خدمة لمصالحها، على حساب حقوق وآلام ومعاناة وتشرد ولجوء ما يزيد عن ستة ملايين فلسطيني يتمسكون بحلم العودة ليل نهار ليكونوا أحراراً في وطنهم فلسطين أسوة بكل شعوب الأرض. يا شعبنا المناضل رغم كل التضحيات وقوافل الشهداء، والآلاف من الأسرى، وقرارات الهيئات الإنسانية، والحقوقية، وقرارات الأمم المتحدة التي تكفل وتطالب بتنفيذ حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وبإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، إلا أن دولة الاحتلال تصم آذانها عن كل ذلك وتذهب في ارهاب الدولة وسياسات العدوان والاستيطان والحصار والتهويد بما يقوض كل الممكنات العملية لاقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ويقود لتصفية القضية الوطنية برمتها. إن الشعب الفلسطيني على ضوء كل ما عايشه من معاناة وظروف وتجارب، وما قدمه من تضحيات، يدرك عميق الإدراك، أن خياره الذي لا بديل عنه، هو المقاومة بكل أشكالها وتجلياتها لأنها السبيل الوحيد لإقامة الدولة، وتحقيق العودة، فكيف يمكن أن تكون دولة في ظل كل هذا الاستيطان الذي يأكل أراضي الضفة الغربية والقدس؟ ويشرد الفلسطينيين في أصقاع الأرض، في حين أن المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، لم ولن تقدم شيئاً ذا معنى للفلسطينيين في تحقيق اهدافهم، ما لم يقوموا بأنفسهم بالعمل من أجل قضيتهم العادلة، فالمجتمع الدولي والدول الاستعمارية في الأمم المتحدة يكيلون بمكيال مختلف في الشأن الفلسطيني، وهي بسياساتها تكرس التمييز، والاستعلاء، والسيطرة للدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بدلاً من احترام وتنفيذ والزام دولة الاحتلال بالقانون الدولي والانساني وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة ، ما يعني بأن النضال ضد الصهيونية ودولتها لا يخدم تحرر الشعب الفلسطيني فحسب، بل كل الشعوب في نضالها ضد الهيمنة والاستغلال والعولمة الامبريالية والليبرالية الجديدة. شعبنا البطـــــل في هذا اليوم نطالب بريطانيا بتحمل مسؤوليتها التاريخية عن الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني وبالاعتذار عن هذه الجريمة وهذا الاجحاف الذي اقترف بحقة دون ذنب، ونطالب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالكف عن سياسة ازدواجية المعايير اتجاه حقوق شعبنا الثابتة في الحرية والاستقلال والعودة وبالكف عن الخنوع في التعامل مع دولة الاحتلال باعتبارها دولة فوق القانون. المكتب الصحفـــي 1-11-2012