في ذكرى اختطاف سعدات

حجم الخط
في الخامس عشر من كانون الثاني – يناير للعام 2002، أقدمت الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة على اختطاف الرفيق المناضل أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل المؤسس والشريك في منظمة التحرير الفلسطينية. ولقد جرت عملية الخطف للرفيق الأمين العام المطارد من قوات الاحتلال من خلال شرك مدّبر حاكته قيادة الأجهزة الأمنية للسلطة عبر أسلوب مبتذل ومعيب بتحديد موعد سري للقاء قيادي، فإذا به لقاء يتحول إلى كمين مدبر تحيط به أطواق من فرسان الغدر والتنسيق الأمني تبدأ من محيط وبوابات فندق ( سيتي إن) مكان اللقاء وتنتهي في مقر القيادة في (المقاطعة). وهو ما كشف عن المدى الذي ذهبت إليه شرائح وأوساط بيروقراطية في الأجهزة الأمنية والقيادة الفلسطينية الشاخصة بأبصارها إلى السلطة بأي ثمن، إثر تصفية الوزير الصهيوني " رحبعام زئيفي" رداً على اغتيال الأمين العام السابق للجبهة الشعبية الرفيق القائد أبو علي مصطفى. ولعله شئ من مكر التاريخ وعبر الزمان أن يرى شعبنا بأم العين في بث حي ومباشر عبر شاشات الفضائيات، كيف لا يقيم الاحتلال ورعاته في واشنطن ولندن وزناً لعهد أو اتفاق أبرموه مع السلطة، فيداهم جنود الاحتلال سجن السلطة في أريحا وينكلون بحراسه من أجهزة الأمن الفلسطينية بأسلوب مذل ومهين تحت سمع وبصر المراقبين الانجليز والأمريكان، ويختطفون القائد الوطني أحمد سعدات ورفاقه عاهد أبو غلمى ومجدي الريماوي وحمدي قرعان وباسل الأسمر المتهمين بتصفية الوزير زئيفي، وكذلك القائد الفتحاوي اللواء فؤاد الشوبكي، وأن يرى شعبنا أيضاً كيف تُحاصر وتُهدم المقاطعة ويُقتل مجندو الأمن الوطني على يد جيش الاحتلال وأجهزتها الأمنية التي تمكنت في نهاية المطاف من دسم السم إلى الرئيس ياسر عرفات وتصفيته. وها نحن اليوم بعد عشرين عاماً من " سلام الشجعان وما يُسمى بحل الدولتين" نرى ونسمع عشية انتخابات " الكنيسيت الإسرائيلي" استهتار قادة الاحتلال وأحزابه بالمفاوض الفلسطيني وقد بات خلافهم الرئيسي وتمحور على ضم الضفة الغربية أم نصفها فحسب؟ وفي هذا الأمر ما يستدعي من قادة شعبنا وبخاصة في حركتي فتح وحماس الاتعاظ من الماضي الدامي والمعيب والارتقاء لمستوى التحديات المطروحة أمام الشعب الفلسطيني وتغليب التناقض مع الاحتلال على ما سواه، بالشروع في إنهاء الانقسام بتنفيذ اتفاق القاهرة وصياغة برنامج نضالي موحد يقوم على الاستناد لمقاومة الشعب من أجل دحر الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى وانتزاع حقوق شعبنا الثابتة في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. * العدد 1458 / 15 كانون الثاني /يناير / 2013.