وداعا ابو موسى

حجم الخط
نعذرك يا ابو موسى، انت حاولت عام 1983 ان تعيد فتح الى منطلقاتها ولم تقدر. حاولت ان تطهر فتح من العوالق الضخمة التي تصدرتها وعلقت بها ولم تقدر. حاولت ان تساهم في استنهاض فتح مجددا ولم تقدر . ماذا يعني الخروج من بيروت عام 1982 ؟ كان يعني أن مرحلة الفدائي الفلسطيني قد انتهت.الركيزة الفلسطينية في الخارج ضعفت . الخروج من الاردن حطم أكثر من 70 % من الفدائي .ولم تتمكن لبنان من تشكيل البديل القادر مثل الاردن. فقد ظلت الحركة الفلسطينية في اشتباك متواصل مع الانعزاليين ،وظلت تتلقى القصف الاسرائيلي المدمر منذ وصول الفدائي ،أو من تبقى منه من الأردن . كان الخروج من بيروت عام 1982م يعني ميدانا جديدا لرجال جدد ومواقف وشعارات جديدة تدير الظهر للفدائي الذي تمت تصفيته في الاردن ولبنان ،ليأتي مكانه أناس جدد ومواقف جديدة ... هنا تحركت كوادر من الحركة ومن ضمنها ابو موسى الذي سقط شهيدا في إحدى مستشفيات دمشق، بعد أن شاهدت ان الحركة قد قطعت شوطا في تأهيل نفسها للجديد ،هي ومنظمة التحرير . .بعد أن شاهدوا أن المنظمة تؤهل نفسها لتكون مقبولة للتسويات والوعود بالمشاركة في التسويات وبآمال غامضة (جسدتها اتفاقات أوسلو كما نعلم ). هنا تحركت مجموعات من كوادر فتح ومن واقع الحرص على فتح كما تعتقد وأدارت انقلابا شاملا على قيادة حركة فتح ،أو ما كان قد تبقى منها بعد الشتات من لبنان . فشلت التجربة ،هذا هو الذي حصل .فقد تمكنت القيادة من استرداد نسبة كبيرة من فتح واستمرت على ذات النهج وظلت تؤهل نفسها شيئا فشيئا الى أن أصبحت مقبولة وعلى المقاس . هنا أصبح ابو موسى خارج فتح الرسمية واحتفظ لنفسه هو وزملائه بفتح صغيرة تظلهم بقية العمر . ابو موسى قائد عسكري في الجيش الاردني، رفض المساهمة في طحن الفدائيين في الاردن عام 1970 وتمرد على القيادة الاردنية وبالتالي انسحب هو ووحدته العسكرية من الاردن عبر سوريا الى لبنان. لقد ساهم بدوره اثناء حصار بيروت بوصفه قائدا عسكريا ،وقدر دوره من قبل القيادات الفلسطينية تقديرا عاليا، وكان هو وزملاء آخرين قد رفضوا طريقة اعادة بناء القيادة العسكرية لحركة فتح، وما حصل فيها من تبديلات على قاعدة لم تعجبهم .. من حقه ان يعاد له الاعتبار في حركة فتح فهو كبير ويستحق التقدير فوداعا ابو موسى ..وداع المناضلين ..وداع الشهداء