بيان جماهيري صادر عن الجبهة الشعبية بمناسبة ذكرى يوم الأرض الخالدة

بيان جماهيري صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكرى يوم الأرض الخالدة يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم ،،، في هذا اليوم، الثلاثون من آذار– مارس نستذكر مع شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، ذكرى انتفاضة أهلنا على أرض آبائهم وأجدادهم، أرض فلسطين التاريخية، الذين انتفضوا دفاعاً عن كرامتهم، وهبوا في الجليل والمثلث وسائر مختلف مناطق تواجدهم عام 1976 في انتفاضة على جور المحتل الصهيوني وغطرسته وارهابه، مذكرين هذا الغاصب أن سنوات الاحتلال مهما طالت، وتطاولت على الأرض والإنسان الفلسطيني لن تلغي الحقيقة المتجذرة والثابتة، أن هذه الأرض من شمالها إلى جنوبها، ومن بحرها إلى نهرها، ومن سمائها إلى أرضها أرضاً فلسطينية، وأن جموع الفلسطينيين الذين يعيشون على ثراها كانوا وما يزالوا سكانها الأصليين عبر التاريخ، وأنهم فلسطينيون حتى النخاع لن يفرطوا بها يوماً مهما توالت الأيام والسنون، وتعاظمت الجرائم والأهوال والمجازر واستمرت المؤامرات بحقهم. جماهير شعبنا ،، أهلنا في الوطن والشتات ،،، في ذكرى يوم الأرض الخالدة نتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا الصامد الصابر في المناطق المحتلة عام 1948، وفي مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس وقطاع غزة، ومناطق الشتات في اليرموك، وعين الحلوة، والوحدات، وكل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، والذين ظلوا أوفياء للمبادئ والقيم والثوابت التي سقط الشهداء من أجلها، ووقفوا بثبات في وجه سلطات الاحتلال العنصري والتي دأبت منذ اغتصابها لأرضنا فلسطين عام 1948 على تهجير أهلنا الذين بقوا على أرض آبائهم وتفننت في التضييق عليهم وممارسة أشنع صنوف التمييز والقهر بحقهم قتلاً ومجازراً واغتصاباً ومصادرة لأرضهم. وما انتفاضة أهلنا في ذلك اليوم وتقديمهم فلذات أكبادهم في صورة رائعة من صور البطولة والتضحية والفداء، إلا رد طبيعي على هذا الاحتلال الغاصب وجرائمه، الذي يحاول جاهداً بكل ما أوتي من وسائل وقوة وعنجهية، انتزاع حب الأرض والتمسك بالحقوق من قلب وعقل إنساننا الفلسطيني دون فائدة. أهلنا في فلسطين كل فلسطين ،،،، يحمل هذا اليوم دلالات ومعاني هامة ستبقى ماثلة في نفوس شعبنا بقدرته على مواجهة الغزوة الاحتلالية الصهيونية، بكل عزيمة وإصرار، رافضاً أي حلول وسط لا تنهي الاحتلال ولا تعطي حقوقه كاملة. ففي مرحلة كالتي نعيش، والتحديات التي نواجه، والانقسام الذي يقف حجر عثرة أمام استمرار مواجهتنا للاحتلال، وفي ظل مواصلة التهام الاحتلال المزيد من الأراضي، وفي ظل استمرار التعلق بأوهام ما يُسمى باتفاقية أوسلو والمفاوضات التي أثبتت التجربة فشلها، تتجلى دعوتنا بضرورة تعزيز نضالنا ومقاومتنا بكافة الأشكال على أساس وحدة الشعب والأرض والقضية والمصير، والتمسك بأرضنا وخطنا الواضح في التمسك بحقوقنا الثابتة بعودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم، وإقامة دولتنا الوطنية المستقلة على كامل ترابنا الوطني، وعاصمتها القدس، والتأكيد على ضرورة مواجهة الارهاب الصهيوني، ولاءات الإدارة الأمريكية المنحازة والمتواطئة والتي جاء ليشهرها الرئيس أوباما في وجوهنا في زيارته الأخيرة، وأهمية تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الخاصة، من خلال إنصات حركتي فتح وحماس لصوت الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا الفلسطيني وللحركة الوطنية الفلسطينية، واللجوء فوراً لإنهاء الانقسام والتنفيذ الأمين والصادق والجدي لاتفاق المصالحة، باعتبار الوحدة الوطنية صمام الأمان لمشروعنا الوطني الفلسطيني، والتي لا يمكن لشعبنا النهوض بدونها. كما ونطالب بسرعة التوجه إلى المؤسسات الدولية لاستكمال انضمام دولة فلسطين لها، وعلى رأسها التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، لتقديم قادة الاحتلال أمامها كمجرمي حرب ارتكبوا أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني. جماهير أمتنا العربية ،،، إن ذكرى يوم الأرض الخالدة، تأكيد على ضرورة أن تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية الأولى، وأن أي اجتماعات أو لقاءات أو قمم عربية هنا أو هناك، تتجاهل هذا الشئ، وتبتعد عن الحقائق الدائرة على أرض فلسطين، وتبقي المبادرة العربية سيئة الصيت، وتذعن للضغوطات الأمريكية والصهيونية، هي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعبر عن آمال وتطلعات شعبينا الفلسطيني والعربي، ومن هنا تكمن أهمية دور الجماهير الشعبية العربية في تشكيل أداة ضغط حقيقية متواصلة على الأنظمة العربية من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، والوقوف في وجه محاولات أسرلة قرارات القمة العربية وتسويغها خدمةً لأجندات وأطماع بعض البلدان العربية التي تعبث بالشأن الداخلي العربي خدمة للأهداف الاستعمارية الغربية. أبناء شعبنا الفلسطيني .. ستظل ذكرى يوم الأرض تشكل حافزاً وإلهاماً لنا للتمسك بأرضنا وعدم التفريط فيها، وتعمق فينا الشعور والتمسك بوحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده، وتعاهدكم الجبهة الشعبية بأن تظل وفية للمبادئ والقيم والثوابت الفلسطينية التي خطّها الشهداء بدماءهم، والأسرى الأبطال بصمودهم، ونقول لشعبنا الفلسطيني الذي يتطلع إلى فجر الحرية والاستقلال، مزيداً من الصبر والثبات والصمود... مزيداً من العمل والنضال والوحدة الوطنية، فقضيتنا عادلة وستنتصر مهما طال الزمان وعظمت التضحيات. عاش يوم الأرض الخالد المجد والخلود لشهداءنا الأبرار وإننا حتماً لمنتصرون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فلسطين 30/3/2013